إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

يا دعاة الوطنية .. متى تصحو ضمائركم ؟؟

غسان مصطفى الشامي

نسخة للطباعة 2008-09-01

إقرأ ايضاً


لا يروق للكثيرين رؤية قطاع غزة الصامد يحيى بأمن وآمان، رغم الحصار اليومي الشديد واستمرار إغلاق المعابر، إلا إن أهله الصامدون يقدمون للعالم نماذج في التضحية والعمل والصبر.. وما يدمي القلوب عودة الدعوة إلى الإضرابات والمناكفات السياسية بين حكومة غزة ورام الله، والتي تأتي في ظل التهيئة لأجواء الحوار الوطني في القاهرة ..

والسؤال هنا لماذا في هذا الوقت تخرج علينا هذه الدعوات الغير مسئولة والهادفة إلى التخريب وبث الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب ومحاربة الناس في أرزاقهم .. فهل هذا يَخدم مَصالحنا وأَهدافنا الوطنية العليا، وهل يُعيد اللحمة والوحدة بين أبناء شعبنا، وهل نستطيع بهذه الدعوات الهدامة تحقيق ما نصبوا إليه من أحلام نحو إقامة دولتنا الفلسطينية...

لماذا يُحرم أبنائنا الطلبة من فرحة العام الدراسي ؟؟ ولماذا يُعطل العمل في المستشفيات والمؤسسات الصحية ويُحرم المواطن من تلقي خدمات العلاج ؟؟ وما هو الداعي لمثل هذه الإضرابات التي تَضر بمصالحنا وقضايانا وتَعمل على إضعاف النسيج الوطني واللحمة بين أبناء شعبنا الفلسطيني .. ؟؟ أجيبوا يا دعاة الوطنية ..

لماذا تريدون العودة بنا إلى الأيام الماضية، وجلعنا ندور في مربع واحد ونَغوص في مشاكل داخلية تبدد طاقاتنا وجهودنا .. لماذا تُوئد كل مبادرة للإصلاح، وإنهاء حالة الشقاق والانقسام .. !! إلى متى يبقى هذا الوضع الأليم .. لا تكونوا مع الأعداء في بث بذور الفتن والخلاف بين أقطاب الشعب الواحد ..

لقد سئم المواطن مما يحدث من مناكفات يومية بين أبناء هذا الوطن، الذين يحملون الهم الواحد والوجع الواحد والألم الواحد .. لنَتوحد جميعاً من اجل الوقوف في مواجهة المخاطر المحدقة بمشروعنا الوطني، والوقوف في وجه السياسات العنصرية بحق القدس والمسجد الأقصى، ولنتفرغ للوقوف بجانب الأسرى واللاجئين وغيرها من القضايا، جلها تحتاج منا إلى توحيد جهودنا وصفوفنا وطاقاتنا لنسمو بأجيالنا ونستطيع الوصول بهم إلى بر الأمان ..

يا دعاة الوطنية .. ماذا جنيتم من دعوات الإضراب ومن تسييس لقمة العيش وأرزاق الناس .. لماذا تكافئون أبناء شعبكم بهذه الإضرابات والمناكفات .. هل يستحق شعبنا المقاوم منا هذا .. ؟؟

أوجه في مقالي هذا رسالة إلى كل من يتساوق مع هذه الدعوات الظلامية، وكل من يتماشى معها .. أين ضميره الحي ..؟؟ وأين القسم الذي أقسمه على نفسه .. وكيف يوافقه ضميره على حرمان الطالب من التعلم، وحرمان المريض من تلقي العلاج .. أليس الوزارات والمؤسسات الفلسطينية هي منجزات حققها الشعب الفلسطيني بكفاحه على مدار سنين طويلة .. لماذا اليوم ندمر هذه المنجزات ..

يجب على كل شريف حر في هذا الوطن ألا يتساوق مع هذه الدعوات المسيسة وهذه المناكفات التي تبدد الطاقات والجهود فكل ما يحدث لا يخدم قضايانا ومصالحنا العليا .. إنما يؤثر على صورتنا الحضارية .. وتاريخنا المقاوم ..

إلى الملتقى ،،


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024