إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لا تذبحوا غزة ...

غسان مصطفى الشامي

نسخة للطباعة 2008-04-15

إقرأ ايضاً


وَطني عَلمتني أن الحياةَ دروباً من الشقاءِ في عاصفةِ الآلام الهوجاء .. وطني لا يرتحل الألم من أرضي والمُحتل جاثمٌ فوق صدري .. وطني ما عاد لي حنجرةٍ أو لسانٍ ينادي على عربٍ النيام في الجحور وفي الحانات .. وطني نَحيا به فوق النجوم وفي سماءه نغرد كالطيور ... وطني في قلبه الجريح يحيا الطفل وفي جسده نشق للحياة طريقاً ونبعثُ الأمل في جسد الأمة السقيم ..

ما يَحدث في قطاعِ غزة الصامد، مأساة تاريخية بحق هذا الشعب الأعزل، فالوضع الذي يحياه القطاع جراء استمرار الحصار و مواصلة إغلاق المعابر مأساويا جدا، فوفيات الحصار كل يوم بازدياد، والغاز والوقود و الكهرباء غير متوفرة في هذا القطاع المحاصر، وماذا بعد .. !!؟؟ وإلى متى ... ؟؟ .

أنسج لكم حكاية المعاناة والألم اليومي والعذابات للأبناء قطاع غزة، وربما حكايات آلام ومعاناة غزة لا تَجدوها في أي من الحكايات والأساطير العَالمية، فهي واقع حياتي يتجسد في قطاع غزة، فغزة المسرح والعَالم كله يَتفرج على الموت البطيء في غزة، فعلى الرغم من المعاناة والآلام، فشعب غزة كل يوم يُقدم الشَهيد والجريح والأسير على مقاصل الوطنية والفداء، فيما وتعجز أمته العربية الخرقاء وبكل خيراتها وثرواتها الوفيرة من بترول وغاز طبيعي أن تحل أزمة هذه البقعة الصغيرة من العالم والتي لا تتجاوز مساحتها أحد الأحياء الصغيرة في إحدى الدول العربية .. !!

الحياة في قطاع غزة أصبحت معدومة، فالشلل التام أصاب كافة مناحي الحياة، في الصحة، والزراعة، والاقتصاد الذي يعاني من دمار كبير، والبنية التحية المهددة والتي تعاني من فقدان كامل لمواد البناء منذ أكثر من عام ونصف، فمن يُقصف مَنزله لا يَستطع بنائه نظراً للحصارِ الجائر ومنع إدخال مواد البناء، عوضاً عن توقف مشاريع التطوير في المؤسسات والهيئات الفلسطينية بصورة كلية، فغزة تحيا فقط على مساعدات قليلة وغير مستمرة .. لماذا يعامل العالم شعب غزة هكذا .. ؟؟!! أين حق الإنسان في الحياة الذي تنادي به الشرائع السماوية ودول العالم المُتحضر التي تحمل شعارات زائفة من الحرية والديمقراطية تسير وفقا للنسق الأمريكي الإسرائيلي .. هذه هي الحقيقة .. لا أحد يستطيع أن يقول لهم لا .. !!

لا تذبحوا غزة أبناء جلدتنا ... أبناء الإسلام .. أبناء العُروبة والأصالة... إخوة خالد وصلاح ألا تستطيعون أن توقدوا شمعة في ظلام غزة الحالك ... وانتم بلاد البترول والوقود الوفير ... ألا تستطيعون إطعام شعب غزة الجائع ... وانتم تنفقون الملايين الملايين على الحفلات والمناسبات السعيدة والفضائيات الهوجاء الماجنة .. لقد تعبت أنفاسنا وشقت حناجرنا ونحن نستصرخكم .. ولا حياة لمن ننادي .. !!

في غزة يشتد الوجع والألم الكبير ... وهي تُسطر كل يومٍ وكل ساعةٍ أسمى آيات الصُمود اليَومي، وتَصنع ترانيم الحصار، وسيمفونية الصمودِ وتَنشدِ أغاني الألم وتشرب كؤوس العذابات والمآسي اليومية ..

لا تذبحوا غزة ...

إلى الملتقى،،


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024