إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عام الرياضيات ..

غسان مصطفى الشامي

نسخة للطباعة 2008-02-04

إقرأ ايضاً


يحتفل الألمان في هذه الأيام، في السنة الألمانية للرياضيات، حيث اختارت وزارة التعليم والبحث العلمي العام الحالي ( 2008) عاماً رسمياً للرياضيات في ألمانيا، وخلال فعاليات افتتاح الاحتفالات بهذه السنة، أكد رئيس الاتحاد الألماني لعلماء الرياضيات، على التواصل الحضاري وتبادل الأبحاث والنظريات الرياضية بين العلماء والأوروبيين ونظرائهم العرب والمسلمين والهنود واليونانيين والبابليين، منوهاً إلى ريادة العلماء العرب والمسلمين الكبار في العصور الوسطى وإسهاماتهم في علوم الرياضيات وابتكارهم للرقم الصفر وإسهامهم في تطوير علم الجبر والهندسة الفراغية واللوغارتيمات والتي أصبحت مسلمات علمية ثابتة لا يجادل فيها أحد ، متحدثاً عن دور الفنون والعمارة الإسلامية في توثيق مادة حساب المثلثات ونقلها للأوروبيين ..

ويرجع اهتمام الألمان بالرياضيات، لإدراكهم الكبير لأهمية الرياضيات في الحياة العلمية، فهي تمثل لغة مشتركة لجميع العلوم الطبيعية، وتحول كثير من الأشياء غير الموجودة إلى حقائق، لذا تولي ألمانيا اهتماماً كبيرا بأجيالها الصاعدة، وذلك تجنباً لمخاطر وتحديات المستقبل، وحفاظاً على قوة الدولة العلمية وقدراتها التكنولوجية ..

وتولي دول العالم المتقدم أهمية كبرى لمدى استفادة الطلبة من مادتي الرياضيات والفيزياء، فيما تعقد لجان متخصصة لزيادة الاهتمام بالطلبة ذوي التحصيل الدراسي المتدني ولتقييم النتائج التي يحصل عليها الطلبة ومدى توافقها مع الخطط المستقبلية، كما تجري المراكز العلمية المتخصصة أبحاثاً دورية على المواد الدراسية ونسب التحصيل في هذه المواد ..

وتُبدي الإدارة الأمريكية تخوفاً كبير من تدني مستوى طلابها في مادتي الرياضيات والفيزياء، وتضع الخطط والإستراتجيات من اجل مواجهة هذا التحدي الكبير، وتطوير قدرات الطلبة الأمريكان في هذه المواد ...

*ونحن كعرب مؤسسي الرياضيات والفلك والطب والفيزياء ... أين وصل بنا المطاف ..ما هي الخطط التي أعددناها لمواجهة تحديات المستقبل .. ما هي استراتيجياتنا كأمة عربية للعودة إلى تاريخنا العلمي الأصيل .. متى نصحو من غفلتنا.. متى نستغني عن الآخرين.. كل يوم نشاهد فضائيات عربية ماجنة جديدة تبث آخر أخبار التقهقر القيمي والأخلاقي، والانفلات العلني في المبادئ والتقاليد والانقلاب على معايير الفطرة السليمة، فقد نسمع العام العربي للموسيقى والغناء والرقص، فيما يتسارع العرب في إنشاء مدارس ومعاهد فنية لتعليم الرقص والغناء، وبل يخصصون لها ميزانيات وأموالا طائلة، أما العلم والاختراعات والابتكارات فآخر ما ينظر إليها في وطننا العربي، وقد تسمع قصص عجيبة لأثرياء عرب كيف يبددون أموالهم على توافه الأمور، ففي دقائق معدودات تنفق ملايين الجنيهات في الفنادق العالمية على طاولات اللعب، ويُلقى بها تحت أقدام الغواني والراقصات ...

إننا بحاجة ماسة إلى تقييم النظام التعليمي في وطننا العربي برمته، والاهتمام بأجيالنا الصاعدة والحفاظ عليهم، والوقوف بجانبهم في مواجهة طغيان الثقافات الغربية.. والعمل على تطوير المواد الدراسية بما يتناسب مع العصر الحديث وثورته الاتصالية ، كما أننا بحاجة إلى خطط عملية لتنمية المهارات العلمية لدى أبنائنا وتعزيز التفكير النقدي لديهم ..

إننا بحاجة لوضع استراتيجيات جديدة لمعالجة القصور في التحصيل الدراسي في الرياضيات،كما أننا بحاجة لهيئات عربية لتنمية وتشجيع البحث العلمي بالرياضيات، والاهتمام بالمدارس في وطننا العربي ورصد الميزانيات الكافة للتعليم العربي، بهدف النهضة به ومواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه وطننا العربي ..

إلى الملتقى ،،


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024