إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

قراءة في فوز غول ..

غسان مصطفى الشامي

نسخة للطباعة 2007-08-30

إقرأ ايضاً


لعل فوز مرشح حزب العدالة والتنمية وزير الخارجية الحالي عبد الله غول رئيسا لتركيا خلفاً للرئيس المنتهية ولايته أحمد نجدت سيزر ، يحمل في مضامينه الكثير من الدلالات والمؤشرات لهذا الفوز التاريخي الذي سيؤثر على تطورات الأمور في منطقة الشرق الأوسط والعالم ..

ومن اهم هذه النتائج والمؤشرات على هذا الفوز هي بداية النهضة للمشروع الإسلامي وعودة تركيا لتاريخها العثماني الكبير ، واشارة الى ان الأتراك اصبحوا اكثر تديناً ، فيما وجه هذا الفوز رسالة قوية الى امريكا والإتحاد الأوروبي في فشل تسعين عاماً في تعديل الهوية الأوروبية على غرار النموذج الغربي الأوروبي ، ورغبة الأتراك في الاندماج ضمن بيئتهم الإقليمية ، كما وجه الشعب التركي في هذه الإنتخابات رسالة رفض لكافة المشاريع الأوروبية والأمريكية الجارية في المنطقة ..

ويعتبر فوز حزب العدالة والتنمية مؤشراً قاطعاً على أنه من الممكن تأسيس نظام حكم ديمقراطي في المجتمعات الإسلامية قاطبة تلتزم فيه القوى السياسية الإسلامية بشروط العملية الديمقراطية، وتحتكم للقانون وأصوات الناخبين ، ولقد فاز التيار الإسلامي في فلسطين فوزاً ساحقا و شكل حكومة على الرغم من الضغوطات التي واجهتها إلا انها استطاعت الصمود في وجه كافة المتغيرات ..

وبحسب المراقبون فإن نتيجة الانتخابات التركية قد وجهت ضربة ولطمة قوية إلى كل المحللين الغربيين والشرق أوسطيين الذين ظلوا يحاولون التأكيد على رهان عدم تعايش الإسلام والديمقراطية، ويشككون في فعالية دول الإسلام في المجتمعات الحديثة.

كما سيعمل هذا الفوز على توطيد العلاقات التركية مع كل من سورية وايران ودول الخليج، وبقية الدول العربية، و ستكتسب هذه العلاقات المزيد من الحيوية، وستتزايد المبادلات الاقتصادية والتجارية بين تركيا ودول جوارها الإقليمي، وعلى وجه الخصوص سورية، والتي يتوقع أن تكون الممر الحيوي الرئيس لتدفقات السلع والخدمات التركية إلى العالم العربي.

كذلك يتوقع أن يتزايد الدعم والتأييد للقضايا العربية والإسلامية الرئيسية في المنطقة ، فيما ستلعب تركيا دوراً داعماً للانسحاب الأمريكي من العراق، ومعارضة توجيه الضربة العسكرية ضد إيران.

ويتوقع المراقبون بعد فوز عبد الله غول ان الدولة العبرية ستعمل من أجل دعم جماعات اللوبي اليهودي التركي (من يهود المزراحي وغيرهم من اليهود الشرقيين الأتراك) كذلك سوف تعمل على دعم الأحزاب والقوى السياسية العلمانية على النحو الذي يعزز قدرتها على العودة إلى إدارة دفة الحكم والسلطة..

كما يرى المراقبون أن " اسرائيل " ستحاول عدم ممارسة أي ضغوط على تركيا في المشروعات الاقتصادية التركية- الإسرائيلية المشتركة المتعلقة بتمديد أنابيب نقل النفط والغاز والماء العذب من سبهان إلى ميناء عسقلان الإسرائيلي، لأن الخاسر في النهاية من فقدان ذلك سوف يكون " إسرائيل."

اما فيما يتعلق في الاتفاقيات العسكرية والأمنية الإسرائيلية- التركية سوف تظل موجودة، ولكن إذا استطاعت الدول والحكومات العربية التفاهم والحوار حول مخاطر هذه الاتفاقيات على الشعب الفلسطيني، وعلى مصير القدس باعتبارها عاصمة إسلامية، فإن نواب البرلمان الإسلاميين من أعضاء حزب العدالة والتنمية الإسلامي سوف لن يترددون في المطالبة بإلغاء أو تجميد هذه الاتفاقيات.

إن فوز عبد الله غول سيعمل على تغيير الكثيير من الأمور ولا سيما عودة تركيا الى تاريخها العثماني وتحقيق اكبر قدر من الديمقراطية والحرية وبناء علاقات جيدة ومتينة مع دول الجوار العربية واسلمة المجتمع التركي وتقوية دعائم الإقتصاد التركية والقضاء على التفاوت الطبقي ورفع مستوى الدخل لدى المواطن التركي ..

إلى الملتقى ،،


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024