إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

فلسطين بين حكمين ...

غسان مصطفى الشامي

نسخة للطباعة 2007-08-14

إقرأ ايضاً


يحيا الفلسطينيون في هذه الأيام مرحلة حساسة ومؤثرة في حياتهم وتاريخ مسيرتهم النضالية العريقة ، فما تشهده الحالة الفلسطينية من تطورات متلاحقة منذ فوز التيار الإسلامي في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية وتشكيل اول حكومة وحدة وطنية جمعت كافة الفصائل الفلسطينية ، ثم الصراع بين حركتي حماس وفتح ، وسيطرة حماس على مقاليد الحكم في قطاع غزة ، وما يحدث في الضفة الغربية من انتهاكات مستمرة بحق انباء حماس ـ جل هذه التطورات تحياها القضية الفلسطينية جعلها تعيش بين حكيمن وسياسيتين وسلطتين ، سلطة رام الله وسلطة غزة ، وكل سلطة لها اساليب في العمل والحكم ونظرتها الى الأمور ، فيما تستعر الحرب الإعلامين والتراشق السياسي بين السلطتين إلى حد افقد المواطن الفلسطيني هيبته وابعدته عن نضاله من اجل الحرية والإستقلال ليجلعه يبحث دوما عن الراتب الشهري وينسيه الهم الوطني الكبير والقضية الوجودية لهذا الإنسان الفقير ..

* جل ما يحدث في فلسطين جعل من الصعب التفاؤول بمستقبل الأمور وما تؤول إليه وسط التخبط والعراك بين قطبين فلسطينين كبيرين ، فهم من قدموا الألاف من الشهداء والجراحى وحموا القضية من المؤامرات والدسائس وشكلوا الجدار الواقي من مكر الماكرين ، تجدهم اليوم يعيشون حالة من التفكك والتفرق ، الأمر الذي يُلقي بظلاله السلبية على مسار القضية الفلسطينية وتاريخها ، ويحرف المقاومة عن دربها وطريقها ..

* ما تشهده الحالة الفلسطينية مأزق كبير يجعل من الصعب التقدم نحو التحرير وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وهذا ما يهدف إليه العدو الإسرائيلي من ايقاف الزحف الفلسطيني نحو القدس ، ليجعل الفلسطينيون يغصوا في مشاكلهم الداخلية ويتناسوا القضايا المصيرية لهذا الشعب وهذه الأمة ، لكي ينسى الشعب الأرض والتاريخ والحق الفلسطيني واللاجئين والجدار العنصري والإستيطان والحشد الدولي لهذه القضية السامية ..

* ما يحدث في فلسطين يشعر بالحزن والأسى على هذه المرحلة المؤلمة من تاريخ القضية الفلسطينية والتي حدث فيها اخطاء كبيرة ارتكبت من قبل الحركتين بحق شعبٍ قدم الكثير من الشهداء والجرحى والأسرى ، وها هو الشعب اليوم حائر بين هذا وذاك ، ويدخل في متاهات ومعارك داخلية انهكته واوقفته عن نضاله ومقاومته ... يُقايض الشعب الفلسطيني اليوم على لقمة العيش ؟؟ لدفعه لتقديم التنازلات حتى يعيش ... أليس هذه مهانة كبرى لهذا الشعب ؟؟

إلى متى نعيش هذا السجال وهذه المعارك الإعلامية ... كفانا ... ولنعد جميعا الى وحدتنا وحوارنا وقضايانا المصيرية التي تحتاج الى جهودنا وإلى وقتنا من اجل خدمة هذا الشعب ..

إن ما يحدث في فلسطين وللأسف يؤثر على مسار قضيتنا الفلسطينية عالميا ودولياً ، فنحن نفقد منجزات بنيناها بسواعد الشهداء والأسرى والقادة العظام ، فقد فقدت قضيتنا الفلسطينية الكثير من المتعاطفين والمؤيدين لها وذلك بسبب ما يحدث في فلسطين من صراع سياسي ، جعل من الفلسطيني المناضل يفقد هيبته امام العالم ... والسبب نحن ؟؟ الفلسطينيون هم من اوصلوا انفسهم إلى هذه المرحلة الحرجة من حياتهم ... فلم تعد القضية الفلسطينية على رأس الألويات بقدر ما يحدث من صراع ومقايضة على حكم ومراسيم ورواتب وسيطرة هنا وهناك ...

إن السياسة الإسرائيلية و الأمريكية تلعب دورا كبيراً في الوضع الراهن بهدف استمراره ودفعه نحو الهاوية ، والعمل على ضرب غزة وحركات المقاومة فيها ، و تكريس الخلاف والشقة والنزاع على الساحة الفلسطينية بالإيعاز إلى أتباع هذه السياسة بتعطيل النضال الفلسطيني و تحويل الشعب الفلسطيني العظيم إلى مجموعة من المتسولين ، و هذا لا بد أن يتوقف و على المناضلين المنجرفين مع جماعة الرواتب التوقف و أخذ فرصة للتفكيرفي تساؤل : إلى أين نحن ذاهبون إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم ؟

ما يحدث في فلسطين يحقق المخططات والمؤامرات الأمريكية الإسرائيلية لوئد القضية الفلسطينية وحرفها عن مصيرها والعمل على تدمير منجزاتها الوطنية العريقة ، فما تهدف له واشنطن من فرقة وتناحر بين الأشقاء يتحقق على الأرض وهي تدعم هذه الفرقة والشقاق بكافة الوسائل والأساليب القذرة ..

واوجه خطابي هنا الى القطبين الرئيسيين في الشعب الفلسطيني فتح وحماس وادعوهم الى الحوار والتوحد ورأب الصعد بينهم من اجل الإنسان الفلسطيني وقضاياه المصيرية ... اتركوا الخلافات والمهاترات بينكم وعودوا الى الشعب الذي لا يستحق منكم ما حدث معه وما يحدث بل يستحق التضحية والعمل من اجل وحدته ومصيره ودولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..

إلى الملتقى ،،


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024