كثيراً ما يَظلم الأزواج زوجاتهم، ويثقلون عليهم في قائمة الطلبات اليومية التي لا تنتهي، حيث يعتبر الزوجة هو صاحب السطوة والصهوة في البيت، ويجب أن تُطاع أوامره دون مناقشة أو تفاهم، وان كان هناك مناقشة تؤجل لبعد تنفيذ الأوامر على قاعدة نّفذ ثم ناقش ، هذا حال الكثير من الأزواج، في بيوتهم، فلا يحسبون حساب لمشاعر الزوجة وأحوالها النفسية المتلاطمة وأحلامها الضائعة بين سطور التعليمات والعادات والتقاليد اليومية، خاصة في فترات الحمل، فقد كرم ديننا الإسلامي الحنيف الزوجة، وانزلها منزلة كريمة، كيف لا وهي التي تُعلم وتُربي الجيل والنشء على القيم والفضائل ومحاسن الأخلاق، وليتنا نَعود إلى شريعتنا السَمحاء وديننا القويم وننظر كيف كرم الإسلام الزوجة وأوجب على الزوج خدمتها والرأفة بها ، ولنَنظر إلى خير البشرية وسيدها محمد صلى الله عليه وسلم، كيف كان يعامل زوجاته، ويساعدهن في البيت وهو رسول الله المختار وحبيبه، وسيد الأمة وزعيمها ..
في فترات الحمل تعيش الزوجة حالة صعبة من الآلام وما يترتب عليها من تقلبات نتيجة لأشهر الحمل، فقد توصل باحثان من جامعة " نيو ساوث ويلز الأسترالية"، في دراسة لهما أكدت صدق مقولة أجدادنا وجَداتنا، أن الحوامل ثقيلات السمع، وأن " أذن الحامل طرشاء " وكثيراً ما يَستخف الأزواج بهذهِ المَقولة ويَعتبرونها خُرافات، ويَظلمون الزوجات بالاتهامات التي تكال عليهن في فترة الحمل، وتأفف بعض الأزواج وعدم مقدرتهم التعايش مع الوضع الجديد ..
وقد توصل الباحثان إلى الحقيقة " أذن الحامل طرشاء" في دراستهما التي أجريت على أكثر من ( 1000) سيدة، ما بين حامل وسيدة لم يسبق لها الحمل، ونساء أخريات سبق لهن الحمل والولادة، بالإضافة إلى دراسة ( 14) بحثاً علمياً تناولت هذا الموضوع ومقارنتها بنتائج دراستهما، وجاءت النتيجة أن الحوامل فعلاً أكثر تعرضاً لحالات ضَعف السمع من غيرهن من النساء، بل إنهن أكثر عرضة للنسيان وضعف الذاكرة، فيما قد تتأثر بعضهن بكل هذه الأمور، وبعضهن الآخر بواحدة دون الأخرى وبدرجات متفاوتة وبعضهن غاية في السوء، فيما اتفق الباحثان على أن أوضاع مثل هذه قد لا تستمر طويلا، وانه ليست حالة مرضية بل حالة عرضية، فيما أكدت الدراسة أن الحوامل في الغالب، تظهر عليهن هذه الأعراض عندما تتكاثر الأوامر والطلبات عليهن من قبل الأزواج، وعندما تزيد عليهن الأعباء والمتطلبات التي تحتاج إلى جهد فتلتبس وتختلط عليهن الأمور..
فهذه دعوة إلى الرأفة بالحوامل وعدم الإثقال عليهن بالطلبات والأوامر ...
إلى الملتقى ،،
| 
نسخة للطباعة