إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بسمة البراءة المفقودة

غسان مصطفى الشامي

نسخة للطباعة 2007-03-23

إقرأ ايضاً


قسمات وجه الطفل الفلسطيني تُنبء بماضيه التليد وحاضره الأليم ومستقبله المجيد ، ثلةُ من الأطفال فقد الأمن والأمان والحب والوئام ، خرجوا غاضبين ، واقفين بباب الشعب مستنكرين لما يتعرض له الطفل الفلسطيني من آلالام وعذابات جراء موجة العنف الداخلي التي عصفت بالشارع الفلسطيني في الآونة الأخيرة فكتبوا رسالة قالوا فيها " باسم الطفولة المسلوبة ، باسم البراءة ، باسم الأمل الضائع ... نناشدكم ان اوقفوا العنف وحافظوا على حياتنا ... وختموا رسالتهم البريئة ضموا صوتكم إلى صوتنا واقفوا العنف ضد أطفالنا .. " ..

يحيا الطفل الفلسطيني ظروفاً حياتية صعبة ، كيف لا .. وهو يعيش في دولة محتلة ، دمر المحتل فيها الأخضر واليابس وهتك العرض واستباح شرف الأمة وحاضرها الأليم ، لقد عانى الطفل الفلسطيني الولايات وتجرع المآسي جراء السياسات الإسرائيلية والممارسة الإجرامية البشعة ، كيف لا .. فقد قتل الإحتلال الأطفال اجنة في بطون امهاتها ، وقض مضاجع الأطفال ووئد أحلامهم في مهدها ..

لم يعش الطفل الفلسطيني كغيره من اطفال العالم وكأي طفل طبيعي ينادي بحياة مليئة بالحرية والسلام والأمن والإطمئنان والحب والحنان ، فقد لا زمه الحجر ليحرر الوطن من شر البشر فكان الشرف للطفل الفلسطيني ان اخترع مصطلح جديد وهو " اطفال الحجارة " ، فيما اعتبره الآخرون " طفل الأزمات " ، و على الرغم من الازمات التي يحياها الطفل الفلسطيني وما يتعرض له إلا انه يبدع وينجز ويطور ليرفع علم بلاده عاليا خفاقاً ...

إن احداث العنف الأخيرة التي شهدتها محافظات قطاع غزة ، أثرت على كافة مجريات الحياة ولا سيما الطفل الفلسطيني ، فالعشرات من الأطفال راحوا ضحية هذه الأحداث الأليمة ، فضلا عن الهلع والخوف والإرهاب الذي عايشه الطفل الفلسطيني جراء احداث العنف الداخلية ، فالإحصائيات الأخيرة تشير ازدياد حالات الخوف والضعف النفسي والتبول اللإرادي بين اطفال غزة جراء احداث العنف الداخلية ، ومن هذا المنبر اناشد الجميع ... كفانا ... كفانا ، ولنتوحد جميعنا في بوتقة العمل الفلسطيني والنضال الفلسطيني الواحد من اجل التحرير وبناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ...

فقد فرحنا وطربنا كثيرا يوم اعلان حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي جمعت في طياتها كافة اطياف العمل السياسي الفلسطيني ، وسعدنا ونحن نرى أبناء شعبنا الفلسطيني وهم في صف واحد يواجهنا المؤامرات والدسائس من اجل وئد القضية الفلسطينية ، ولكن آلمنا كثيرا احداث العنف الأخيرة ، وهذه دعوة للجميع للتوحد في بوتقة واحدة والعمل بهدف رص الصف الفلسطيني والأنتصار على هذه المؤامرات والدسائس ، لقد ضرب الشعب الفلسطيني المثل الأعلى للعالم كله في الإنتخابات والديمقراطية ، وهاهو يشكل حكومته الوطنية التي ستعمل على حمايته وصون حقوقه والدفاع عن قضيته الفلسطينية العادلة ..

وهذه دعوة من اجل التوجه بصوت واحد لوقف كافة اشكال العنف في المجتمع الفلسطيني والعمل من اجل وحدة هذه المجتمع ودعم اركانه وركائزه والعمل على بناء ما دمره الإحتلال ، فهناك الكثير من القضايا والحقوق تحتاج إلى طاقاتنا واجيالنا ... فلازالت الأرض تنظرنا ولازال الأسرى ينتظروننا ... والجدار الفاصل ينهش من ارضنا ... واللاجئون ينتظروننا لنعيد لهم حقوقهم وندافع عنهم بكل قوتنا ... كفى اراقة دم !! ... وكفى عنف ... وكفانا شعارات براقة تحتاج الى تطبيق ... لقد سئمنا ... إننا بحاجة الى كل الجهود والطاقات حتى نكمل طريق التحرير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ...

إلى الملتقى ،،


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024