إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أعراس العرب وجوع غزة

غسان مصطفى الشامي

نسخة للطباعة 2008-02-15

إقرأ ايضاً


* جميل أن يفرح الناس ويستعدوا لإحياء ليالي العمر، وينفقوا عليها الأموال ولكن بالمعقول، وفي مقالتي هذه ستروا العجب العجاب في أعراس أبناء العرب والأمراء، فهم ينفقون مبالغ خيالية لأعراسهم وأفراحهم، فيما يَصل معدل الإنفاق على احد الأعراس إلى مليون دولار ، وعندما تئن غزة وتجوع لا احد يستطيع أن يَسد رمقهم المحاصرين والمتضورين جوعاً، وانظروا إلى بترول العرب وخيرات وطننا العربي، إلا أنهم لا يستطيعون أن يضيئوا غزة ذلك القطاع الساحلي الصغير، وتبقى غزة تئن في ظلاما دامس، وهم ينعمون في بذخهم وترفهم العجيب ...

* إن ما يُنفقه العرب على الأعراس والأفراح يستطيع أن يَبنى دولاً كبرى وأن يصنع منظومات قتالية عتيدة تعيد التاريخ والمجد التليد لهذه الأمة الضعيفة، ولكن السقم الكبير في جسد الأمة والتبعية الغربية والاستعمار جعلوا حكامها عبيداً لبني يهود ..

* ينفق العرب الملايين والمليارات على أعراسهم وأفراحهم، بينما يحيا الشعب الفلسطيني العربي، جوعا مدقعا يَحصد مئات من الأرواح، ويحيا حصارا خانقاً يدك الحصون والسدود، ويجعل الفلسطينيون ينتفضون، ليفتحوا الحدود والسدود بأيديهم من اجل طعام والشراب أبنائهم الجوعى، فالموت في غزة حصد الطفل والمرأة والشيخ الكبير من شدة الفقر والجوع، وعلى الجانب الآخر في بلادنا العربية، نسمع أقاصيص كأنها في الخيال وأحلام علي بابا، ولكنها أخي في الحقيقة والحقيقة مرة والواقع العربي أليم ... عجبي على هذه الأمة !!

* في إحدى البلدان العربية ينفق العرب الملايين على أفراحهم وأعراسهم، كما يستوردوا الغانيات والراقصات وبأجور باهظة، وفي المقابل يعجزون العرب على إنقاذ غزة الفقيرة من الجوع وحصاد الموت والفقر الزؤام، فقد شعرت بمرارة عندما سمعت أن فتاة عربية تعيش في بلد يعاني من اضطرابات وظروف صعبة، أنفقت ألوف الدولارات لليلة عمرها، وأقامت حفلة زفاف "مثيرة ولامعة "، على حسب الوصف، حيث بلغت نفقات عُرسها، أكثر من ( 400 ) ألف دولار لتحقيق أحلامها العجيبة، فقدت حجزت مكان في أغلى الفنادق ثمنا، واشترت فستان عرسها بخمسين ألف دولار، فيما استوردت "فرقة غنائية دولية وأخرى محلية لإحياء حفلة زفافها، إضافة إلى فرقة زفة تقليدية" ...

وبحسب شركات تنظيم الأعراس في الوطن العربي، يبلغ متوسط الإنفاق على حفلات الزفاف 200 ألف دولار، بيد أن هناك زبائن يَرغبون في إقامة أفراحهم في" أجواء تشبه عصر الملك لويس الرابع عشر أو لويس الخامس عشر" .

وتَعجب عزيزي القارئ عندما تَسمع أن من الطلبات الغَير عادية التي تتلقها شركات تنظيم الأفراح، طلب العروس الوُصول إلى مكان عرسها، على ظهر حمارـ أعزكم الله ـ، فيما استأجر احد منظمي الأفراح لأحد الأعراس الذي أقيم في الهواء الطلق في إحدى العواصم العربية، "رؤوساً من الغنم والماعز والخنازير، إضافة إلى دجاجات وأبقار"، بينما يَحكي منظم أعراس آخر كيف أن عروسين طلبا تنظيم حفلة زفافهما في جو رومانسي شبيه بأجواء البندقية، فتم استحداث قناة داخل صالة الأفراح لهذا الشيء، ووصلت العروس في قارب على الماء، إلى " الكوشة "، فيما بلغت تكلفة هذا العرس مليون دولار ..

إلى الملتقى ،،


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024