كان، والامينان رشيد سابا وخليل الشيخ من اوائل الرفقاء في بيونس ايرس الذين تعرفت إليهم ثم تعرفت، عند زيارتي الارجنتين عام 1976 الى الامين انطون كسبو والرفقاء خليل الزغت(1)، جورج سمان(2)، عيسى عيسى(3)، نورا عيسى(4)، ميخائيل ميخائيل(5)، اديب وانطون صقر(6)، وغيرهم ممن يصعب تعدادهم.
في العام 1983 توجهت مرة ثانية الى بيونس ايرس. قبل ذلك، قلما كان يمر عام، الا ويزور الامين توفيق للي(7) وعقيلته الوطن، واحياناً كثيرة تمارا، او آمال، ودائماً التقي بهم. فتتوطد العلاقة اكثر، ومعها الكثير من الحب والارتياح والثقة.
في العام المذكور اعلاه وكنت توليت بقرار مركزي مسؤولية العمل الحزبي في البرازيل والارجنتين، ترددت الى بيونس ايرس اكثر من مرة. ثم في العام 1986 شاركت في المؤتمر الاول لفروع الحزب في اميركا اللاتينية(8).
في كل زياراتي الى بيونس ايرس كان منزل الامين توفيق للي منزلاً لي. اجد فيه "المناخ" القومي الاجتماعي، وحسن الاستقبال من الفاضلة السيدة نايفة التي، اذا تخلفتُ يوماً، تتصل مؤكدة انتظار العائلة لي على الغداء.
اشهد اني كنت القى كل الاهتمام، ينسيني مصاعب الغربة، في بلد اجهل لغته، وكانت الرفيقة آمال، التي هي كالاخت مودة وارتياحاً، دليلتي عندما اريد شراء قطعة ثياب لزوجتي، يحرّضني على ذلك الرخص الكبير في الاسعار، الى جودة وجمال.
وتمر السنوات. ما من مرة اتصل الامين كسبو، (او الرفيقة تمارا) او اتصلتُ، الا وكانت الفاضلة نايفة ثالثتنا. أسأل عنها بلهفة، اطمئن وارسل لها الكثير مما اشعر تجاهها من احترام ووفاء.
تلك الفاضلة رحلت. شعرتُ كأن قطعة من ذاتي ومن ذكرياتي، رحلت معها. وان حزني عليها لا يقلّ عن حزن بناتها واصهرتها واحفادها.
حسبها انها، غير رفيقة، كانت تنبض بعشقها للحزب، تحيا مفاهيمه، تشارك زوجها في آلامه وآماله وتحمل معه عبء العمل القومي الاجتماعي.
فهي، والجالية اليبرودية كثيرة الانغلاق والتعصب، واجهتها الى جانب الامين توفيق، عندما اختارت ابنتهما البكر ليلي، الامين انطون كسبو حبيباً وزوجاً واباً لاولاد ناجحين.
في منزلها، كان يشعر كل زائر انه في منزل قومي اجتماعي. واذا رغبتَ ان تتحدث بالعربية وان تستمع الى اغاني فيروز، وصباح ووديع و...، والى اناشيد الحزب، فلك ان تتوجه الى منزل الامين توفيق للي.
بعد اليوم لن اسأل الامين انطون، او الرفيقة ليلي، او الرفيقة تمارا، او الرفيقة امال، عن الوالدة الفاضلة نايفة، انما سأردد مع كل اتصال: رحمها الله، كم كانت فاضلة، ومحبة، وسورية قومية اجتماعية في عالم غريب.
هوامش
(1) تولى مسؤوليات كثيرة في هيئة منفذية الارجنتين، وفي هيئة مديرية بيونس ايرس.
(2) من حمص. صديق للرفيق خليل، ومثله تولى مسؤوليات حزبية. عاد الى مدينة حمص وفيها وافته المنية، طالما كنت اطمئن عنه من المنفذ الامين نهاد سمعان، وبقيت على تواصل معه. كان رفيقاً يضج باخلاق النهضة.
(3) من الكيان الشامي. تولى مسؤولية منفذ عام الارجنتين، الى مسؤوليات في الهيئة، منها نظارة المالية.
(4) ابنة اخ الرفيق عيسى. كانت نشيطة جداً. خسرناها في عز صباها، وعطائها.
(5) كان يقيم في مدينة توكومان، ويتردد الى بيونس ايرس كلما دعت الحاجة، الحزبية، او الشخصية. التقيت به كثيراً. قرينته جهينة، شقيقة الامينين سهيل وراغدة رستم. استمرت جهينة تطمئن عني عبر اتصالاتها بالامين سهيل، وبدوري اسأل. تميّز الرفيق ميخائيل باخلاقيته وباخلاصه للحزب.
(6) من قرية بحور (حمص). توليا مسؤوليات في هيئة المنفذية، والمديرية. الرفيق اديب رجل اعمال معروف. فيما عاد الرفيق انطون الى الوطن
(7) من بلدة يبرود. لمراجعة النبذة عن يبرود في الحزب، الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب على الموقع التالي: www.ssnp.info
(8) للاطلاع على وقائع المؤتمر الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب على الموقع المذكور آنفاً.
|