ايها الرفيق العزيز،
تسلمت من أيام كتابك المؤرخ في 18 مايو الماضي ومعه المقالة الثانية بعنوان "عصابة الاحتيال".
المقالة نظرت فيها وأبقيتها على حالها وإن كنت أرى أن ملحق "الفطرة الاسلامية" الذي تشير إليه ليس من صنع الرحّال بل من صنع المدعو خالد أديب الذي حلّ محل الرحّال، أو سلبه مركزه في إنشاء جريدة "الفطرة". وفي كل حال فإني لم أطلع على الملحق المذكور ولا اهتممت له.
سررت كثيراً بالروحية التي تشير رسالتك الى أنها متجلية في الرفقاء والذين على أهبة اعتناق عقيدتنا في خوخوي. واني اقدر هذه العواطف السامية حق قدرها. ولولا كثرة المشاكل التي انتابتني منذ قدومي الى توكومان لكنت أظهرت تقديري للمذكورين شخصياً. فأكلفك تبليغهم ثنائي وتقديري وأسفي لعدم تمكني من تحقيق رغبتي في زيارة خوخوي في القريب العاجل. المشاكل ازدادت في المدة الأخيرة ازدياداً عظيماً وآخرها كان هجوم ناكر الجميل المدعو ابراهيم الكردي على الزعيم، وهو داخل الدار المستأجرة للصناعة التي يأذن الزعيم من كرم أخلاقه للكردي المذكور في الاقامة فيها مجاناً، للغدر به!
تعلم اني عقدت شركة صناعية مع هذا الأثيم على شرط أن يقدم "امتياز اختراع". وأخيراً تبين لدى دائرة الامتيازات في بوانس ايرس ان لا اختراع هناك. وبدلاً من أن يشكر الكردي ثقة الزعيم ويظهر ندمه على ما كلفه من نفقة وخسارة أخذ يدعي الدعاوى الباطلة وأخيراً رأى انه لا مفر له من الحق فأمضى عقداً خصوصياً بيني وبينه بفسخ الشركة واعتبار العقد ملغى. ومنذ أيام ظهر لي من سوء نيته ما جعلني أؤنبه حتى أنه قرر مغادرة المكان ولكنه تعمد الشر وحاول الغدر بي وأنا داخل دار الصناعة المقبلة. ومع كل غدره وضخامة جثته تمكنت من لف زندي الأيمن على عنقه وجره الى الخارج. وأدى الأمر الى تدخل الشرطة الذين له بينهم أصدقاء. وهو الآن دائب على استنباط أسباب الانزعاجات وسيقلقني ويكلفني التخلص منه قدر ما أقلقني وكلفني الاحتفاظ به!
الأغرب من أمر الكردي أمر الجماعة السورية هنا التي أظهرت من حطة الأخلاق وفساد المناقب ما يندر مثله. ولا أستثني الذين ادعوا أنهم قوميون، الا الرفيق جبران مسوح والرفيق أحمد قلبقجي والرفيق نديم عاقل والرفيقة نبيهة الشيخ انطكلي والرفيق الياس انطكلي زوجها الذي بقي موالياً للزعيم. والباقون أخذوا جانب الكردي وانحازوا الى أعداء الزعيم وأهل الرجعة والنفاق!
عندما وجدت أمر الصناعة صعباً لم أرجع عنه وتابعت الدرس والاستنباط حتى توصلت الى حلول جيدة وتوفقت الى آراء مفيدة. ولكني رأيت الاحتياط ضد غدر الزمان. وهذا دفعني الى الاشتراك في محل الرفيق جبران مسوح التجاري. فقد تشاركنا بصورة خصوصية وسيجري عقد الشركة بيننا في أوائل الاسبوع القادم واسم شركتنا "سعادة ومسوح" للتجارة في الورق ولوازم المكاتب والمدارس وغيرها. ويمكن أن أسافر الى بوانس ايرس قريباً للتعرف على المحلات الرئيسية التي نتعامل معها ولشراء بضائع للمحل.
هذه لمحة صغيرة من المشاكل التي اعترضتني مؤخراً. ولكني آمل أن تزول وان كلفت كثيراً. ومتى ثبت أعمالي التجارية فيمكن حينئذ أن أفكر في التجول لزيارة الرفقاء. مقالتك ستسافر غداً الى بوانس ايرس.
سلامي القومي لك ولانجالك وبقية عائلتك وللرفيق سعيد والرفيق منير وبقية الرفقاء.
ولتحي سورية
توقيع الزعيم
توكومان في 2 حزيران 1944
|