إن مشكلة الحرية في لبنان ليست مشكلة تختص بالحكومة، بل هي مشكلة في الشعب. إن تزوير الانتخابات هو بلية بعض الطامعين في النيابة والاستثمار كما هو بلية أصحاب القضية الحرة الصحيحة. ولكن هناك بلية أعظم من هذه هي بلية تزوير العقائد وتزييف المبادئ وغش الشعب.
إن الكيان اللبناني قائم وقد أعلن الحزب القومي الاجتماعي احترامه هذا الكيان "باعتباره تعبيراً صادقاً عن إرادة الشعب" ولم يصدر عن هذا الحزب أي عمل أو تدبير يرمي إلى إزالته بل بالعكس اعتبره "نطاق ضمان". أما أن يعتبر العروبيون لبنان عربياً وأن يعتبره السوريون القوميون الاجتماعيون سورياً وأن يحاول الرياضيون "الكتائبيون" إنشاء أمة وقومية جديدة فيه فمن الأمور المتعلقة بإصطراع العقائد ولا علاقة لها بأي عمل سياسي يتعلق بالكيان اللبناني كدولة. فإذا سيطرت العقيدة السورية القومية الاجتماعية في لبنان فلا يعني ذلك مطلقاً أن الكيان الذي يعبر عن إرادة اللبنانيين سيسلم للتعبير عن إرادة غيره.
إن الكيان اللبناني هو "نطاق ضمان للفكر الحر ولانطلاق الفكر" والقوميون الاجتماعيون مستعدون لحماية هذا النطاق.
فلتصطرع فيه العقائد ولتبتعد عن مشاكل السياسة ودسائسها.
إن القوميين الاجتماعيين اللبنانيين هم أشد الناس حرصاً على لبنان وغيره وهم أبعد الناس عن المجازفات الاعتباطية.
إن مشكلة العقائد في لبنان هي مشكلة الحرية ومشكلة الحرية لا تحل إلا بالحرية! إن لبنان يحيا بالحرية ويندثر بالعبودية. إن الحركة القومية الاجتماعية هي حركة الحرية وهي أيضاً حركة الواجب والنظام والقوة وبانتصارها يجد لبنان كل الخير وكل العز.
عن "الجيل الجديد" العدد الصادر بتاريخ 7 نيسان 1949.
|