نحن في عملنا القومي مسؤولون عن قوميتنا ونموها وتقويتها لا عن قوميات الأمم الاخرى ونموها وتقويتها. وكما ان الاميركاني والانقليزي يرمي الى الاحتفاظ بقوميته لنفسه ولأولاده، في سورية كذلك بجب ان نرمي نحن الى الاحتفاظ بقوميتنا لأنفسنا ولأولادنا في اميركانية وانقلترة وحيثما وجدنا، مهما نقضنا بذلك مبدأ الحق والخير والجمال لمجرد الحق والخير والجمال، واذا كان الأميركان والانقليز يجيزون لليهودي المولود في بلادهم في الجيل الرابع حسبان نفسه قومياً يهودياً فلا نرى سبباً حقوقياً او غيره لانكارهم حق حسبان الجيل الأول السوري المولود في بلادهم سورياً قومياُ.
هذه هي مواضيع العمل القومي في المهاجر والأهداف الأولى التي يجب على هذا العمل بلوغها او بلوغ معظمها او ما ما أمكن. وفي توخي بلوغ هذه الأهداف ينشأ الاحتكاك بالواقع وامتحان هذا الواقع والنظر في بمكن استخلاصه من هذه الامتخانات التي قد تختلف نتائجها بغض الاختلاف بالنسبة الى مختلف الأمم والأقطار ودرجات ثقافاتها وحيوية قوميتها. وبالنظر أيضاً الى اختلاف نوعية مجاميعنا من الوجهة الثقافية. ولذلك لا نرمي الى اقرار اية وضعية غير وضعية حقيقتنا وأهدافنا، بالتسليم APRIORI بحقيقة وضعيات غير ممتحنة عملياً وغير مختبرة حقيقتها.
أما ما خرج عن هذه المواضيع "كالتوجه الى الرأي العام الأميركاني وربما الحكومة الأميركانية" فمن الأغراض الاذاعية – السياسية التي ليست من خصائص العمل القومي عبر الحدود بل من خصائص الخطط والأهداف السياسية والاذاعية التي يمكن جعل الفروع عبر الحدود واسطة من وسائطها، فهي مواضيع ثنوية من وجهة توخي العمل القومي البحت عبر الحدود ولا يحسن النظر في ما يمكن أن تفعله في هذا الصدد الفروع عبر الحدود الا بعد نشوئها وتنظيمها. أما ما يمكن أن يقوم به أفراد قوميون اجتماعيون او يكلفوا القيام به من هذا القبيل فأمر خاص متميز عن امتداد النهضة السورية القومية الاجتماعية بين السوريين عبر الحدود.
فالأهداف العملية المباشرة التي يجب أن يتوخاها العاملون عبر الحدود والتي سيعطى مكتب عبر الحدود توجيهات في الاشراف على تطبيقها تمهيداً للتصنيف الفني التالي الذي يمكن تعيين مداه بعد حصول الاختبارات الواسعة والنتائج الأولى والاحصاءات الضرورية، والتي يجب العكف عليها عملياً بدون تراكم كثير للقواعد والتصانيف النظرية والتضخم البيركراتي هي:
1 – ايجاد الوجدان السوري القومي الاجتماعي في مغتربينا بوجه عام واقناعهم بمبادىء نهضتنا الأساسية والاصلاحية ودعوتهم بطرق متنوعة الى اعتناق هذه المبادىء باعتبارها الوحيدة المعبرة عن شخصيتنا القومية وحقوقنا ومصالحنا والتي لا نهضة لآمتنا الا بها كما هو الواقع. والاتجاه الى هذا الهدف يجب ان يكون تاماً، صريحاً، غير معرقل باعتبارات ثنوية لوضعية بعض مغتربينا الذين حازوا عضوية دول غير سورية. ويترك للقائمين بالعمل القومي الاجتماعي عبر الحدود، بمسؤولية، حرية التصرف في الاذاعة وتكييفها في ابتغاء هذا الغرض.
2 – تنظيم المقبلين على الدعوة اقبالاً تاماً معتنقين المبادىء بلا تحفظ حقوقي او سياسي وبولاء تام للدولة السورية القومية الاجتماعية وللأمة المنبثقة منها.
3 – النظر في المقبلين عملياً على الدعوة بتحفظات متنوعة وتصنيفهم حسب تحفظاتهم مع تعيين النسبة العددية والنسبة النوعية لكل فئة منهم في احصاء صحيح مرفوق بتقديرات تقريبية للامكانيات وغيرها، وبينما القائمون بالعمل، او بالمنفذيات، ينتظرون التدابير والقرارت والمراسيم النهائية في صدد المصنفين حسب وضعياتهم وتحفظاتهم الخصوصية يمكنهم ايجاد صنف عام لجميعهم متميز عن القوميين الاجتماعيين كلياً فيكون من مقتنعين بالمبادىء ومحبذين لها ومتعهدين بتأييدها بتحديد لمسؤولياتهم وحقوقهم ضمن المنظمة ولا يكون لهم حق الاشتراك الفعلي في الادارة الحزبية ومؤسساتها السياسية.
هذه هي الأهداف المباشرة لعملنا السوري القومي الاجتماعي عبر الحدود وبه يجب أن تتقيد منفذية اميركانية كغيرها. أما الأعمال السياسية والاذاعية الشاسعة بين الشعوب التي لنا فيها مجاميع مغتربة فناحية أخرى منفصلة نوعاً عن الأهداف المتقدمة ويجب ان تبحث وتوجه تحت باب أهداف عمدة الخارجية السياسية والاذاعية. وبانتظار حصول شيء نهائي من هذا القبيل يمكن القائمين بدعوة الحزب في المهاجر اغتنام الفرص لتعريف قضيتهم حسب حقيقتها ومثلها العليا الى الرأي العام في الشعوب النازلين بينها ويمكن للمنفذين العامين ومن في مقامهم استيحاء صلاحيات المنفذين العامين في بيئاتهم في الوطن. وأما العاملون الذين لهم امتياز خاص في عملنا القومي الاجتماعي ويمكنهم القيام بمهمات سياسية واذاعية عليا فيمكن امدادهم
…..
يتبع
صدر عن مكتب الزعيم، في 4 اغسطس 1946 ولتحي سورية
خاتم وامضاء الزعيم
|