في أول خطاب رسمي ألقاه الزعيم في اجتماع عام للحزب السوري القومي الإجتماعي، وكان إلقاؤه في أول يونيو/حزيران 1935 ، حذّر الزعيم القوميين من الدعاوات الناشطة ، الألمانية والايطالية وغيرها، التي كان الزعيم يشعر بوجودها ويراقب عملها.
إنتهت الحرب العالمية الثانية بإنكسار ايطالية الفاشستية والمانية الاشتراكية القومية المعروفة بالرايخ الثالث. والدعاوة الانترنسيونية المنتصرة قالت إنّ السلام قد صار قضية الإنسانية وإنّ الحلفاء الانكلوسكسون والصقالبة قد قضوا على الدعاوات الخبيثة.
الحقيقة أنّ السلام قد أصبح، وهو كان دائما، قضية المنتصرين الظافرين في كل العصور، لآن السلام في مثل هذه الحالة يعني دائما: احتفاظ المنتصرين بامتيازات انتصارهم، والعمل على توطيد الانتصار وتحقيق فوائده. فيكون التبشير بالسلام دعاوة صحيحة لمصلحة اصحاب الفوائد منه ضد مصلحة اصحاب الأضرار والخسارة وضد مصلحة جميع الذين يضغطهم السلم ويرهقهم ويحرمهم الأمر المفعول من حرية السيادة ووسائل التقدم.
إنّ الدعاوات الأجنبية لم تكن في وطننا ، مقتصرة على دولة او بضع دول معيّنة، ولكن بعض الدول كان أسبق من بعض . فلا يمكننا القول إنّ الدعاوات الأجنبية قد زالت بانكسار الرايخ الألماني الثالث والدولة الايطالية الفشستية.
تتعرض سورية الطبيعية كلها اليوم لتيارات من الدعاوات الأجنبية شديدة وجامحة.
وتصاحب هذه الدعاوات جاسوسية خبيثة،وقحة، ماكرة، وتصاحب الجاسوسية خيانة قومية، صفيقة، هازئة تأتي جميع ضروب الخيانة في الظلام وفي النور على السواء!.
ليست الحالة اليوم، من حيث الدعاوات الأجنبية، أقل خطرا على القضية القومية الإجتماعية ومصير الأمة السورية مما كانت عليه قبل الحرب العالمية الثانية. وإنّ جميع الدلائل تدل على أنّ الدعاوات التي تتقدم الآن الحرب العالمية الثالثة تشتد وتتخذ شكلا عنيفا. وهي تمتد في جميع أنحاء سورية القومية الإجتماعية، فهنالك مكاتب الإذاعة ومؤسسات العلم للتثقيف الدعاوي والجرائد والنشرات التي لا عداد لها.
وأهم من كل ذلك بكثير دوائر الإستخبارات والجاسوسية التي تجد من المواطنين الخالين من الوجدان القومي، المجرّدين من قضية تربط بها حياتهم، ومن الشعور الوطني،جيشا من العمال لجبا هو " القائمة الخامسة " بالمعنى الصحيح.
النشرة الرسمية للحركة القومية الاجتماعية
بيروت – المجلد 1- العدد 7 - 30-03-1948
|