ايها القوميون الاجتماعيون!
أعد مكتب الطلبة هذا الاجتماع للقوميين الاجتماعيين من الطلاب على أن يكون اجتماعاً أخيراً لهذا العام الدراسي يعمد الطلاب بعده إلى الامتحانات يتفرغون لها وينهون دراساتهم ثم يتفرقون إلى المناطق التي جاءوا منها لا ليخلدوا إلى الراحة بل ليتابعوا عملهم الانشائي في تلك المناطق.
إن الطلاب كانوا النقطة الارتكازية الاساسية لنشوء الحركة القومية الاجتماعية.
إن الحركة نشأت في أوساط الطلاب وحملها في بادىء الأمر الطلاب وسار بها الطلاب إلى أن أصبحت اليوم هذه الحركة الشعبية العامة الواسعة، التي تصهر في بوتقتها مختلف النفسيات مكونة منها نفسية واحدة قومية اجتماعية، لها قصد واحد في الحياة، ولها إرادة واحدة تفعل في جموعها كلها. تسيرها صفوفاً مترابطة قد قررت أن يكون مصيرها واحداً مهما كان، نهوضاً أو سقوطاً، وفي هذا القرار، على أن تكون واحدة موحدة في كل الحالات. في هذا القرار يكمن سر الانتصارات التي حققتها الحركة حتى اليوم وسر الانتصار الذي تسير إليه الحركة القومية الاجتماعية. فالطلاب كانوا دائماً ولا يزالون عاملاً أساسياً في الحركة السورية القومية الاجتماعية، انهم النفوس الجديدة التي لم تكن قد فعلت فيهاسموم القضايا الرجعية، ولم تكن تمكنت منها الثقافات المحجرة للعقل، المعطلة للارادة الحرة في الانسان، المسيرة للفئات والجماعات بعوامل الاستمرار في الماضي وفي اتجاه الماضي.
الفئلت الرجعية في هذا الوطن التي سيرتها قضايا الماضي نحو أهداف الماضي حطمت القوى الشعبية في كل المحاولات التي قامت بها للتقدم إلى الأمام، لم تخض الفئات الرجعية قضية واحدة من قضايا الحياة التقدمية إلا وارتدت منها خائبة بعد أن سقط من قواها ضحايا عديدة وبعد أن حطمت ما في النفوس من إرادة وعزيمة. وإذا استمرت القضايا الرجعية تهدم قوى الأمة فوجاً بعد فوج في اتجاه القضايا الرجعية فهي لن تسير قيد خطوة إلى الأمام بهذه الأمة بل تردها إلى الوراء خطوات. فإذا لم تنهض فئة جديدة بقضية جديدة، قضية تقدم في الحياة، اتجاه نحو الأمام لا نحو الوراء لم يكن لنا أي أمل لتغيير المصير الذي قررت الرجعة أن يكون دائماً الانحلال والتخاذل والتصادم والانحطاط المناقبي والفوضى الاجتماعية.
لبطلاب هم هذا العنصر الأساسي، لأنه عنصر التحرر من قيود الماضي. انه عنصر مؤهل لحل قضايا جديدة لنفوس جديدة. ولذلك تظل الحركة القومية الاجتماعية تشعر أن الطلاب يكونون دائماً نقطة انطلاق وارتكاز في العمل القوميالاجتماعي.
إن عدداً كبيراً من العاملين في الحركة القومية الاجتماعية كانوا طلاباً ونشأوا نشأتهم وهم طلاب فنضجت أفكارهم ومواهبهم في القضية القومية الاجتماعية منزهة عن الاختلاطات بقضايا الرجعة.
صنع الطلاب في الحركة القومية الاجتماعية هو توليد قوة فاعلة حرة، قوة واحدة بعقلها الحر المنظم وارادتها الحرة التي تريد الحياة الجديدة من غير أن تعطل إرادتها قيود وقضايا الحياة التي ماتت.
كل طالب منكم يدرك أهمية وجوده في الحركة القومية الاجتماعية لأن الطالب يطلب العلم والمعرفة الصحيحين. يطلب اليقين، يطلب البناء النفسي الصحيح الذي يمكنه من أن يكون شيئاً محترماً، ما أن يكون قوة تفعل وتقرر بذاتها ما تريد، ما تقصد، ما ترى أنه جميل وحسن في الحياة. الذين ينظرون اليوم، يلقون نظرة على الشوط الذي سارته الحركة من يوم نشأت إل الآن، يرون أن هذه الحركة قد حققت أموراً كانت تظن أنها شيء عسير جداً، يرون أن الحركة القومية الاجتماعية قد نقلت الأمة من المعمعيات والتخبط في مسائل العصر الحديث إلى الوضوح في القضايا والمقاصد، إلى ادراك الأسس الصحيحة التي يمكن أن يثوم عليها مجتمع صحيح قوي ودولة عزيزة ذات سيادة فاعلة يرون أيضاً أن كل الفئات التي حاربت مقاصد الحركة القومية الاجتماعية وغررت الشعب بقضاياها قد أخرت الأمة والوطن عقوداً من السنين بل قروناً.
... يتبع
من خطاب ألقاه الزعيم في جمع من طلاب الجامعة الأميركانية القوميين الاجتمعاعيين في السادس عشر من أيار 1949
|