ولا بد من القول اني احتاج الى معلومات اوسع وباستمرار عن تطور الحركة في مختلف المناطق وفي المنطقة اللبنانية بنوع خاص لأتمكن من تعيين الخطوط الأساسية لعملنا الاذاعي السياسي. فاذا كانت الانتخابات اللبنانية قريبة وكان أمل الحزب بفوز كبير يقوى بنمو الفروع في جميع الجهات اللبنانية وحصول ملاك من المرشحين الحزبيين الصحيحي العقيدة والنظام فيجب اذا سلوك خطة اذاعية خاصة في لبنان تستهدف الانتصار السياسي السريع وبلوغ النيابة ومنصات الحكم بأكثر قوة ممكنة وتختلف الضرورة نوعاً فيما لو كانت الانتخابات وحالة الحزب غير صالحة لدخول الانتخابات بلائحة خصوصية. والرسائل من المركز مقطوعة عني منذ أواسط مايو الماضي وقد بت في حيرة من هذا الأمر ولست أعلم ما جرى بطلب جواز سفر لي لأنتقل حيث أشاء ولأعود الى الوطن اذا أردت.
بصرف النظر عن هذه الحالة ارى تدقيق الاذاعة القومية الاجتماعية للاعتبارات الآتية:
1 – الضرورة اللفظية للعقيدة فلا نقول سورية الا حين نعني سورية القومية المحددة بمبادئنا ولا نقول سوريين الا بهذا المعنى الشامل الذي يجب ان يحل نهائياً محل "اولاد عرب" وما شاكل من هذه التعابير اللاقومية. وحين نعني ما يسمونه "الجمهورية السورية" نقول الجمهورية الشامية والشاميين" الا حين توجب المخاطبة الرسمية استعمال الاشكال الرسمية المستعملة، اما في الكتابات والتآليف الثقافية والأدبية فنستعمل اصطلاحاتنا باستمرار وكذلك في الاذاعات وكذلك لا نقول الأمة الا بمعنى السورية. بناء عليه كان يمكن في اذاعتك في 7 يوليو الماضي ان تقول "الى جمع من المواطنين المهاجرين من لبنان والشام وانحاء اخرى من سورية او من او من الشاميين واللبنانيين" بدلاً من السوريين – اللبنانين، او السوريين واللبنانيين ولعل استعمالك "السوريين اللبنانيين" بلا واو العطف، يقلل الخطر السيكولوجي.
2 – اعتبار حالة البلاد الحاضرة حالة وقتية غير قابلة الاستمرار لأنها حالة وضعية منافية لعوامل الاستقرار الأخير سياسياً وقومياً واقتصادياً الخ.
3 – عدم تضخيم الحكم الذاتي الذي نلناه ومظهر الاستقلال الحاضر الذي هو ممنوح وشبه ممنوح وضرورة ابراز صورة وجود استقلال غير هذا الاستقلال – استقلال كلي – اوسع وفوائد أعم. فنمنع تضخم الاشخاص الذين لعبوا الدور الرسمي في حصول هذه الاستقلالات ونمنع ان يستقر في الذهن ان ما حصل هو ما تريده الأمة وتطمئن اليه ونحفز النفوس الى التطلع معنا الى استقلال صحيح، قومي، شامل.
4 – اظهار فضل عامل النهضة السورية القومية الاجتماعية في السير بالأمة خطوة خطوة نحو غايتها الكبرى والأسباب الداعية لتعليق كل الأمل على هذه النهضة والثقة التامة، المطلقة بها.
5 – عملاً بما تقدم من التوجيهات في بحث خطوط العمل عبر الحدود نتجنب كل التجنب تذكير مغتربينا "باخلاصهم لوطنهم الجديد" خصوصاً حيث لا موجب لذكر ذلك بوضوح وحين مخاطبة مجموع بعضه اكتسب عضوية الدولة التي يقطن وطنها وبعضه لا يزال محافظاً على كامل قوميته وحقوق عضوية الدولة في وطنه.
6 – متابعة لما ورد في مقطع 5 عدم الموافقة وعدم تشجيع فكرة "الوطنيين" خصوصاً للسوريين المحافظين على جنسيتهم، ذلك التشجيع الذي يقول به أمثال ايليا أبي ماضي وعبد المسيح حداد وغيرهم وحاربته في "الزوبعة" حرباً شديدة.
…..
يتبع
صدر عن مكتب الزعيم، في 4 اغسطس 1946 ولتحي سورية
خاتم وامضاء الزعيم
|