اني مسرور جداً لكونك سرت في اذاعيتك على معظم هذه الخطوط وخصوصاً السياسية منها واني اوافق بجذل على اسلوبك التدريجي خصوصاً كما يتضح في اذاعتك الثانية في 14 يوليو الأخير. فعرضك فيه "لجزئية الاستقلال" وادخالك جمهوريتي الشام ولبنان ومملكة شرق الأردن في "وضع البلاد الانترنسيوني" الذي يوجه الانظار بطريقة دبلوماسية لبقة الى وحدة هذه الأجزاء وجزئية استقلالها، هي نقاط اذاعية تكنية موفقة فأكرر تهنئتي. مع ذلك يجب التقليل من طلب "استقلال" فلسطين كدولة مستقلة واستحسان هذه الاستقلالات الجزئية وابراز وحدة حياتها ووحدة مصيرها.
اسم الحزب في أوساط المغتربين: يحسن المحافظة على الأسم الأصلي، الحزب السوري القومي الاجتماعي وعلى وحدة العمل الظاهرة والباطنة، وفي حياة مغتربينا في غربتهم أسباب كثيرة نتذرع بها ضد ما قد يوجه الينا من أسئلة او تدخل رسمي ولست أدري تماماً ما هو موقف الدكتور شارل مالك من العقيدة اليوم بعد أن كاد أكد لي شخصياً انه معنا ومنا ولكنه يؤجل الارتباط الفعلي الى ان تكون استقرت وضعيته وكان ذلك في مقابلة أخيرة بيني وبينه قبل سفري من الوطن.
الرفيق أسد الأشقر: رأيت أخيراً أن أكتب اليه وأعطيه جواباً مقتضباً بفدر الامكان على ما سأل وأبدى من آراء. وفي جوابي على افتراضه: لو كان الزعيم أسس في لبنان "حزب الاصلاح اللبناني" وفي الشام "حزب الاصلاح السوري" قلت كاتباً: لو كان الزعيم أسس "حزب الاصلاح اللبناني" في لبنان و حزب الاصلاخ السوري" في الشام، كان يكون غير ما هو وكان واحداً مثل كثيرين غيره يفكرون هذا التفكير المختص بالسياسات الصغرى ويحاولون كا يوم هذه المحاولات ويبعدون بعداً سحيقاُ عن انشاء نهضة أمة بأسرها مهما بلغوا من مراكز الحكم ومهما اطالوا الجلوس والكلام في "جامعة الدول العربية".
المخابرة مع المركز: في أول رسالة منك الى مكتب عبر الحدود اخبر المركز عن انقطاع أخباره عني من أخر كتاب تسلمته من مكتب عبر الحدود مؤرخاً في 6 مايو الماضي واني أنتظر الأخبار الوثيقة عن امكان عودتي لأعول على تصفية أعمالي بسرعة.
هذا الكتاب إليك: استمر تحت الكتابة نحو ثلاثة أيام وقد قطعته أعمال وأشغال متنوعة وعملت في ليلتين متواليتين بعد تعب في النهار ساهراً الى ما بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل. ونتيجة اجهادي في مختلف الأعمال: ألم في القلب لازمني الأيام الأربعة الأخيرة وسأرى أن أقوم بسفرة فريباً لزيارة مديرية خوخوي التي أرسلت جباية أعضائها لبضعة أشهر الى الخازن العام باشارتي واليها تشير رسالة مكتب عبر الحدود اليك.
أخبار صغيرة: بعد الاخفاق في تحويل أنظار المواطنين في الارجنتين الى وجوب تحويل مساعداتهم المالية للوطن الى لجنة قومية عيناها وذلك لأغلاط من قبل منقذية بوانس ايرس ولدخول عناصر استئثارية قوية رمت الى جهة معاكسة، اهتممت بتحريك الفروع هنا للتبرع لخزانة الحزب العامة، ومع ان حالتي المادية لم تكن حسنة لتسمح بمجهود مالي من قبلي، فقد افتتحت التبرعات بمديرية خوخوي بسند مالي على المصرف مني وفي منفذية بوانس ايرس بسند آخر مماثل للأول فأعطى ذلك نتيجة أولية حسنة، ومديرية خوخوي ساعية لابلاغ تبرعاتها الى الحد الأدنى الذي عينته لها، أي ألف ريال أرجنتيني، غير جباية العضوية التي أرسلتها. ومنفذية بوانس ايرس جمعت ما يزيد على ألفي ريال ارجنتيني، وقد أطلقت على هذه الحركة عنوان "حملة هادئة لجمع عشرة الاف فاس (ريال ارجنتيني) لخزانة الحزب" وأخيراً صدرت "الزوبعة" تحمل طائفة من أخبار النهضة في الوطن والمقالات وسيساعدها ظهورها على تنشيط حركة التبرعات. وقد وردتني أخبار البرازيل ان "صدى النهضة" وصلت اليهم وسأكتب اليهم ليجمعوا مالاً لخزانة الحزب.
سلامي القومي لك وللرفقاء، خصوصاً نديم مقدسي وبورجيلي وشاهين.
تمت
صدر عن مكتب الزعيم، في 4 اغسطس 1946 ولتحي سورية
خاتم وامضاء الزعيم
|