ليس الحزب القومي الاجتماعي مجرد عدد من الناس يدعون اصطلاحاً "رفقاء" بل هو مجموع يدين بعقيدة تعبر عن رسالة انسانية عظمى مؤسسة في مبادئ أساسية واصلاحية تكوّن قضية كلية واحدة وله غاية واضحة صريحة يعمل لها كل قومي اجتماعي، مسؤولاً، ادارياً، كان أو غير مسؤول.
ولقد تعرض الحزب في غياب الزعيم الى اغفال شديد لحقيقته ولقضيته ولرسالته التي أنشأها الزعيم في تعاليمه الكثيرة الواسعة. فنشأت في دوائر الحزب العليا انحرافات كبيرة عن هذه الحقيقة الأساسية في السياسة والاتجاهات المختلفة الاذاعية والثقافية والادارية المحض وفقدت الحركة القومية الاجتماعية تلك النظرة العالية وهبطت الى حضيض نظرة تعتبرها مجرد عدد من الأفراد قد انتظموا صدفة في سلك نظامي يصلح تياراً لمختلف النزاعات والأهداف مهما كانت متضاربة بعضها مع بعض ومع العقيدة القومية الاجتماعية.
ان الزعيم قد وضع رسالته أمانة في قلوب القوميين الاجتماعيين وعقولهم. وهي الرسالة التي عبر بها ليس عن نظرته الشخصية الفردية الى العالم وشؤونه، بل عن نظرة الأمة السورية الى الحياة والكون والفن ولذلك أصبحت هذه عقيدة القوميين الاجتماعيين وايمانهم لأنهم وجدوا فيها التعبير عن نفسية أمتهم وخططها في التاريخ. والزعيم نفسه قد عبر عن ايمانه العظيم بأمته وعن أنه ليس إلا معبراً عن شخصيتها العظيمة ومواهبها السامية بقوله، في ختام كتابه الأخير "الصراع الفكري في الأدب السوري"، "ان ما دفعني الى اعطاء هذا التوجيه هو محبة الحقيقة الاساسية التي وصل اليها تفكيري ودرسي وأوصلني اليها فهمي، الذي أنا مديون به كله لأمتي وحقيقتها النفسية".
وقد عاد الزعيم اليوم ليتابع اداء رسالته العظمى المعبرة عن فكر الأمة السورية وارادتها ومثلها العليا – عن نظرتها الى الحياة والكون والفن. فقبض على البلبلة التي كانت سارية في صفوف القوميين الاجتماعيين في صدد عقيدتهم من جميع وجوهها وأعاد القضية الى سيرها الأصلي وصفى في الدرجة الأولى، ما تعلق منها بالعقائد والأفكار السياسية وهو اليوم يكمل ما بدأه بعد عودته.
نظر الزعيم في هذه النشرة الداخلية للحزب القومي الاجتماعي فوجد أنها تعرضت في أطوارها السابقة لبعض أنواع البلبلة والتيارات الفكرية الغريبة فقرر رفعها من درجة نشرة غير واضحة المنزلة الى مرتبة رسمية للحركة القومية الاجتماعية تضبط فيها الدراسات والمقالات والاذاعات على العقيدة القومية الاجتماعية وفلسفتها المدرحية (المادية – الروحية) ولا ينشر فيها من الاذاعات أو البلاغات الا ما يحمل صفة رسمية فيجد فيها القوميون الاجتماعيون صفاء عقيدتهم وتوجيهات حركتهم الصحيحة.
النشرة الرسمية – العدد 10 – 15 نوفمبر 1947
|