نبتدىء بالمسألة الأولى – احدى الجرائد السورية في بوانس ايرس وقفت منذ بدء وصول الزعيم الى الارجنتين من أمر الحزب السوري القومي الاجتماعي موقفاً غير موافق وكانت في هذا الشأن مثل غيرها من الجرائد السورية التي لها في العيش نهج خاص فلم يكترث الزعيم لموقفها. وكان يحرر فيها شخص أخذ يتصل بالحركة القومية الاجتماعية إلى ان انضم إليها. وبعد مدة قليلة ظهرت منه أعمال تدل على انه يريد استغلال الحركة لمناقع خصوصية مادية واستولى مع شريك له بعض مبالغ مالية خاصة بالحزب وزعيمه فطرد من الحزب فقام يشتم الحزب ويناوئه في الجريدة التي يحرر فيها ويحاول تشويه حقيقة أمر يأتيه الحزب أو الزعيم. ولم يردعه أصحاب الجريدة عن ذلك مما يدل على أنهم راضون عن تلفيقاته المشوهة الحقيقة. فنظر الزعيم في أمر هذه الجريدة ووجود عدد من القوميين الاجتماعيين وأصدقائهم والمحبذين مشتركين فيها. فرأى أن مقاطعة الجريدة من قبل القوميين الاجتماعيين والمحبذين يجعل أصحاب الجريدة يشعرون بغضب القوميين الاجتماعيين لما فيها من التلفيقات والتأويلات الفاسدة بالضرر الذي يتعرضون له بمتابعة السماح باستمرار المقالات العدائية للحزب السوري القومي الاجتماعي فأصدر الزعيم تعليماته إلى جميع المديريات والرفقاء المنتشرين في هذه البلاد بوجوب مقاطعة الجريدة المذكورة. فامتنع مدير مديرية تكمان آنئذ المدعو كامل عواد من العمل بالتعليمات المرسلة رسمياً إليه ووافقه على موقفه المخلّ بالنظام واليمين وقسم الوظيفة ناموس المديرية نجيب ندره. وعلى الرغم من تشديد الزعيم بوجوب تنفيذ المراسيم والتعليمات الادارية ظل الشخصان المذكوران متشبثين بموقفهما اللانظامي وأخذا يصوران تشديد الزعيم في وجوب طاعة الأوامر والمراسيم بصورة "الاستبداد بالرأي" خالطين بين المراسيم والتعليمات الادارية من جهة والآراء من جهة أخرى. وتطرفا الى حد القول ان نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي – اذا كان يصلح للسوريين في الوطن فهو لا يصلح للسوريين المهاجرين الذين زادت الفوضى فيهم على ما كانت عليه في الوطن وصار كل نظام وتنظيم وكل تقييد لانفلاتهم من المسؤوليات والأوامر والمحاسبة في عرفهم "استبداداً" مخالفاً "للحرية والديمقراطية". فابتدآ يبثـّان بين الرفقاء روح الرجوع إلى الفوضى والحنث بالقسم وخيانة العهد.
.... للبحث صلة،
"الزوبعة" – العدد 88- 20 1 1947.
|