إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

وفاة خائن جاسوس 3

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1942-09-15

إقرأ ايضاً


الجزء الثالث والأخير



حينئذ وضع الهاشم أمام الزعيم مؤلفاً بالفرنسية وموضوعه الاستعمار في أفريقية والنزاع الأوروبي عليه وقال أن يوسف الحويك كلفه ايصال هذا الكتاب الى الزعيم ليتسلى به في السجن. وزاد ان الحويك كلفه سؤال الزعيم إذا كان يقدر أن يخدمه بشيء وإذا كان يحتاج لمساعة مالية. فأجاب الزعيم انه يشكر للفنان حويك اهتمامه بأمره وذكر ان عليه ديناً قد يبلغ عشرين ليرة سورية ولكنه سيفيها بدون ازعاج اصدقائه. ونهض الزعيم على اثر هذا الجواب وودع الهاشم ودخل الى محبسه وانصرف الهاشم.


دوّن القاضي جواب الزعيم المتقدم على افادة الهاشم المنكرة وسأل عزيز الهاشم هل صحيح أنه كان في نية الزعيم مساعدة "حزب الاستقلال الجمهوري" بمبلغ خمسين ليرة سورية فأجاب بالإيجاب ولم يحاول انكار انه طلب هذا المبلغ في السجن. فسأله القاضي ماذا كان جواب الحويك فأجاب الهاشم ان الحويك قال له "سأرى اذا كان يمكن تدبير هذا المبلغ". هنا أسرع الزعيم ليقول هل هذا كان جواب الحويك ام ما أدعاه الهاشم قبل، أن الحويك أكد له ان المبلغ سيصل. فصحح الهاشم قائلاً ان الحويك أكد ايصال المبلغ. فسأله القاضي هل أوصل الحويك المبلغ الى الزعيم فقال انه لا يعلم.


بهذه الأسئلة وأمثالها تبين للقاضي كذب الهاشم وقال الزعيم ان جواب الهاشم الأول عما قاله له الحويك كان أقوى شهادة ضد الهاشم لأن من يقول "سأرى اذا كان يمكن تدبير المبلغ" لا يكون على اتفاق لايصال مبالغ مالية. ولكن تصحيح الهاشم لم يفقده كثيراً اذ تبين كذبه بمراجعة كلامه وتبين اختلاقه اذ ان الزعيم الذي يكون مديوناً بعشرين ليرة سورية ليس بالرجل الذي يتسلم اموالاً من دولة أجنبية، وأن العلاقة التي بلغ بسخافة الهاشم ان يحاول ايهام الناس انه يمكن ان تبنى بين زعيم نهضة وحركة سياسية ودولة أجنبية على عشرين ليرة سورية هي علاقة وهمية.


وذكر الزعيم في ما ذكر لقاضي التحقيق ان غير واحد من أصدقائه عرض عليه مساعدة مالية وغيرها ومن جملتهم رئيف أبي اللمع الذي أشرف مدة على حالة الزعيم الصحية وأنه شكر الجميع ولم يقبل مساعدة أحد. فأستدعاه القاضي فشهد ان هذا الكلام صحيح.


بعد ذلك استدعى القاضي شريكيْ الهاشم روفائيل ابو جودة وجان سرور فزادت افادتهما شهادة الهاشم تناقضاً وظهر كذبهما ونفاقهما. فغضب القاضي عليهما غضباً شديداً وصاح بهما "كفاكما ورئيسكما كذباً وخداعاً وشهادة زور قبح الله هذا اللؤم".


هذا كان آخر عهد الحزب السوري القومي الاجتماعي بعزيز الهاشم وزمرته. وكان الحزب القومي الاجتماعي يعلم ان جميع الوقائع الهامة لجلسات ادارة "حزب الاستقلال الجمهوري" الذي كان الهاشم رئيسه كانت تصل في اليوم التالي الى المفوضية الفرنسية بواسطة عزيز الهاشم نفسه. وكان أعضاء ادارة ذلك الحزب يبحثون عن الخائن أو الجاسوس ولا يدرون أنه رئيسهم "الوطني الكبير الشيخ عزيز الهاشم" الذي عزله الفرنسيون من القضاء ذراً لرماد في العيون وليستخدموه في ما هو أفضل لهم من القضاء!



تتمة.



الزوبعة – العدد 52 - 15 سبتمبر 1942.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024