إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

دوائر الأمن العام تـُلاحق القوميين

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1939-06-03

إقرأ ايضاً


كنا نظن أن المسؤولين في البلاد قد بدأوا يفهمون أن سياسة الضغط لا تجرّ إلا المتاعب لهم. وأن إتكالهم على ما يسمونه "بذوي النفوذ" لا فرق عندهم مَن تكون الدولة الحاكمة، وليس التزلف الذي يبدونه اليوم إلا التزلف الذي كانوا يبدونه للترك قبل "محررة الشعب الضعيفة" وكنا نظن أنه بعدما لمسه المسيو بيو في البلاد من نقمة سببها سياسة خرقاء قام بها موظفو فرنسة بناء على ما يأملون من "ذوي النفوذ" ومن اخلاص لهم، سيكون الكفيل بأن تعدل فرنسة سياستها في الساحل والداخل ولكن ما يظهر هو عكس ذلك فبالرغم من انقسام الشعب بصورة لا تجعل مجالاً للشك أن النقمة على سياسة فرنسة ومشيعيها من متذبذبي البلاد ليجر في وقت الشدة إلى انقسام البلاد إلى فرق كل واحدة منها تشايع دولة من المتاجرين وبالرغم من تنبيه القوميين لمثل هذا الخطر الذي لا يمكن أن يدرأ عن مصالح الأمة السورية ومصالح فرنسة في شرقي هذا البحر، إلا بالعقيدة القومية المتعصبة للأمة والوطن ضد كل استعمار أجنبي أي كان.

بالرغم من كل ذلك لا تزال تجد دوائر الأمن العام تلاحق القوميين وتشيع عنهم ما تعودناه. وآخر ما وصلت إليه الشائعة القائلة بأن فرنسة كانت ترغب في مسايرة الحزب ولكن خطأ الزعيم بمروره في محور معادٍ فضح نواياه والقصد من ذلك إظهار الزعيم بأعين الأعضاء والشعب الذي أصبح يرى فيه أملاً صالحاً، بمظهر المخطىء الذي يسيء إلى قضيته.

أما الشعب فقد تعوَّد مثل هذه الشائعات التي يذيعها رجال الأمن والنفعيين الذي سيعلمون عندما يحن الوقت أي خطأ قد ارتكبوا على الهيئة الوحيدة المؤهلة للقيام على صيانة مصالح الأمة والوطن ومعها مصالح فرنسة لو أحسنت السياسة والاختيار.


سورية الجديدة، العدد 13 في 3 حزيران 1939


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024