إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

إلى غسّان تويني رسالة 1 جزء 1

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1946-02-21

إقرأ ايضاً


أيها الرفيق العزيز،

كم كنت مسروراً عندما وردتني نسخ النشرة القومية الأولى الحاملة، في جملة أخبار عمومية، أسماء الشخصيات الفتية الجديدة العاملة في مركز حركتنا وصورها المجتزأة، وقرأت بينها اسمك وأسماء مبتدئين ورفقاء كانوا أحداثاً صغاراً فإذا هم اليوم ما انتظرته وتوقعته منهم – حياة ونشاط ووعي وإدراك، عماد للنهضة السورية القومية الاجتماعية المقدسة ورجاء للأمة.

واليوم قد زاد سروري برسالتك الأولى إليَّ الصادرة عن كمبردج في 15 فبراير الحاضر فرأيت فيها صورة أقرب لما أنت.

الآن تسلمت رسالتك والآن أكتب جوابي إليك:

إنك أيها الرفيق شغلت مركزاً خطيراً في نظام حركتنا. وأثق أنك قد وعيت كل خطورته وان العمل فيه قد مكنك من اختبار تشعبات قضايا ومسائل كثيرة سياسية وإدارية وروحية وشخصية. واني أهنئك من صميم قلبي بالثقة التي حزتها أمام المجلس الأعلى الموقر ومجلس العمد حتى أن المجلس الأعلى الموقر انتدبك لمهمة شديدة الخطورة ودقيقة جداً هي مهمة الاتصال بي وإعطائي صورة صادقة للأمور المفوض إليك نقلها إليَّ وغيصال وثائق سرية إليَّ.

قبل الدخول في أمور مهمتك المذكورة آنفاً أريد أن أوقفك على أمور ومسائل تسدد خطواتك وتوضح لك الطريق.

الأمين فخري المعلوف، المنفذ العام لمنفذية أميركانية:

قدم الأمين فخري معلوف اميركانية للتخصص في الفلسفة بمنحة من الجامعة الاميركانية. فصرف معظم مدة وجوده في دروسه وتحصيله إلى أن فاز بالدكتوراه. وكنت امده بما يناسب من التوجيهات. وكان انتاجه للقضية قليلاً جداً وحركاته كانت مقيدة بما يتركه له منهاج الدرس. وكان قد كتب إليَّ رسائل يدعوني إلى التفاؤل بما سينتجه ويقوم به من الأعمال. وفي مدة سنة بعد فراغه من دروسه أبدى نشاطاً حزبياً ممدوحاً. ولكنه عاد ففتر كما كان يحدث له تكراراً أثناء وجوده في اميركانية. وأخيراً فاجأني منذ شهور بكتاب يعلن لي فيه اعتناقه الكثلكة بايمان ويلخص لي تفاصيل العقيدة الكاثوليكية هكذا: "الايمان بالله الخالق المدبر، وبتجسد أحد الأقانيم الالهية في شخص المسيح الذي عاش في التاريخ المعروف والمستوثق منه وأتى بالعجائب التي لا يمكن تعليلها بالعلوم الطبيعية، ومات وقام من الموت، بوحدة الكنيسة المسيحية تحت رئاسة الأب الأقدس وعصمتها عن الخطأ في شؤون الايمان والأخلاق، وبالحياة بعد الموت والحساب، وبقدسية كتابي العهد القديم والعهد الجديد". وزاد قائلاً "هذه العقائد تشكل وحدة متضامنة متراصة كما وصفها القديس والشاعر السوري افرام (الذي كان لك (لي) الفضل الكبير في إحياء ذكره) لا يمكن التغيير او التحوير فيها. وكل حركة تضع في أسس مبادئها وخططها العملية ما يناقض هذه العقائد تحرم الكاثوليكي المؤمن من حرية الاشتراك فيها". ثم انه تطرق من هذا التميهد إلى تناول مقال صدر في "الزوبعة" التي أصدرها هنا، وهي متوقفة الآن لعدة أسباب ويحتمل أن تعود إلى الصدور في مدة شهر، تناول فيه الكاتب رسالة حديثة للبابا وبعض مدلولاتها السياسية المؤيدة لليهود وغاياتهم في فلسطين وبعض مغازي تردد بعض الربيين والحاخاميين على الواتكان وتصريحات البابا المؤيدة للمرامي الصهيونية، وأخذ في الانتقاد والمدافعة عن البابا.

...

يتبع

صدر عن مكتب الزعيم، في 21 فبراير 1946

خاتم وامضاء الزعيم


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024