إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أعداء سورية وأعداء الأمبراطورية

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1938-03-12

إقرأ ايضاً


قامت في مجلس العموم البريطاني ضجة كبيرة حول قضية فلسطين، والتحمت الخطب والمناقشات وثارت عاصفة شديدة في المجلس تحمس على أثرها الأعضاء المتكلمون الى حد انهم خرجوا في أكثرهم عن رصانتهم الانغلوسكسونية التي عرفوا بها ويرى قراء النهضة شيئاً من ذلك في "نحن في الخارج" في الصفحة الاولى.

وقد ظهر من هذه المناقشة المدى الذي تناقش به الأوساط البريطانية في مجلس العموم في حل قضية فلسطين، فمنهم من يطلب زيادة الهجرة اليهودية وان احتمال وجود ابار للبترول في منطقة النجف يستدعي زيادة أكبر عدد ممكن من اليهود لأنهم لهم الكفاءة من الوجهة الصناعية للاستثمار الصناعي ومنهم من يؤيد اليهود في رفض مشروع التقسيم، ومنهم من يرى ان خطة التقسيم أسبق بالخطة المثلى ولكنها أفضل ما يستطاع في الأحوال الحاضرة، وعندما وقف المستر غور يرد على المناقشين حصلت مشادة بينه وبين أحد أعضاء المجلس المستر ودجوود، والنستر ودجوود هذا، على ما يظهر من أشد خصوم الحركة السورية في فلسطين، حتى ان وزير المستعمرات نفسه لم يتمكن من أن يصرح علناً، ان خطة المستر ودجوود في مسألة فلسطين هذه كانت من الأول الى الأخر، واحداً من أكبر أسباب الارتباك والصعوبة والوزارات المتعاقبة في الحكومة البريطانية .. ان يحامي عن حقوق الأهلين في كل مكان ما خلا فلسطين.

اننا لا نعالج مسألة هنا متعلقة بالامبراطورية البريطانية، او احد أقسامها، فهذه بلاد حت الانتداب، وأول شرط من شروط الانتداب، أن تهيء البلاد للحكم.

ان في تصريح وزير المستعمرات نفسه، يعني ان المشاكل التي تخلق للحكومة البريطانية هي مشاكل يخلقها لها رجالها انفسهم، أمثال ودجوود، او أدمس وكازالين، وروتشيلد هؤلاء هم الذين يخلقون المصاعب لحكومة بلادهم بما يقترحونه عليها من الحلول الصعبة والمستحيلة وما يضعون من عراقيل بينها وبين السوريين.

ان هؤلاء الذين ينعتون السوريين في فلسطين بالأعداء، يعرفون حق المعرفة انهم هم الذين يخلقون لها المشاكل الكثيرة امثال المستر ودجوود ورفاقة، وبالتالي ان أعداء الامبراطورية هم عمال الصهيونيين في الامبراطورية وفي خارج الامبراطورية.

ان عدو الامبراطورية الأكبر هو ذلك الوعد المجحف بحقوق الأمة السورية، هذا الوعد الذي ينتزع حقا من حقوق الشعب وأرضاً من أرضه، وجزءاً كبيرا من أمة لها حقها في الحياة كما لجميع الأمم.

هؤلاء هم أعداء الامبراطورية الذين يسعون دائماً لعرقلة أعمالها وخلق المشاكل والصعوبات أمامها كما يصرح بذلك وزير المستعمرات نفسه.

النهضة – العدد 114 في 12 مارس 1938


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024