نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في ماليزيا
مهاتير محمد يتهم رئيس الحكومة الماليزية بالقضاء على الديموقراطية في البلاد
إستكمالاً لتقريرنا السابق حول الإشكالية الناجمة من حسابات الصندوق الإستثماري الماليزي 1أم دي بي 1MDBوصلته المشبوهة مع الشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs ، فإننا نشير إلى أن رئيس الحكومة الماليزية السابق مهاتير محمد – البالغ التسعين من العمر اليوم – قد إتهم رئيس الحكومة الماليزية الحالي نجيب تزن عبد الرزاق بأنه يتسبب بالقضاء على الديموقراطية في البلد, من جهته، فإن نجيب تزن عبد الرزاق ينفي عن نفسه تهم الفساد، ويقول أن المبالغ التي تم تحويلها إلى حساباته قانونية وأنها أتته من متبرع من الشرق الأوسط (من غير الكشف عن التفاصيل...).
ومن دون الدخول في دقائق الحياة السياسية الماليزية الداخلية، لا بد من الإشارة إلى أن السيد مهاتير محمد من الشخصيات السياسية العالمية النادرة التي تحدثت بقوة عن ممارسات اللوبي اليهودي العالمي، وخصوصاً حين قام اليهودي الشهير جورج سوروس George Soros بالمضاربة مع عملات بلدان جنوبي شرقي آسيا – بما فيها العملة الماليزية – سنة 1997... كما لا بد من الإشارة إلى أن الواقع الإقتصادي الماليزي كان يُعتبر سليماً ومزدهراً حتى الأمس القريب، بما لا يتناسب مع مصالح اليهود، على أن الفضيحة الحالية أتت لتتسبب أولاً بتدهور قيمة قطع العملة الماليزية، مع تعريض إزدهار البلد للخطر...
مال ومصارف
غولدمان ساكس تتطلع إلى زيادة إنفتاحها على المستهلكين العاديين
أُعلن مؤخراً عن صفقة إستحواذ الشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs على "جنرال إلكتريك كابيتال" GE Capital التي تتعاطى الأعمال المصرفية عبر الإنترنت والموجهة للمسنهلكين العاديين. و"جنرال إلكتريك كابيتال" كانت تابعة لمجموعة جنرال إلكتريك General Electric المتعددة النشاطات.
ولم يكن قد تم الكشف عن قيمة الصفقة لدى إعداد الخبر، علماً أن الصفقة تأتي في سياق مسعى غولدمان ساكس توسيع وتنويع نطاق نشاطاتها وعدم حصرها في مجال الإستشارات وتدبير الصفقات الكبيرة؛ بكلام آخر، فإن غولدمان ساكس تتطلع إلى القيام بجميع أنواع الأعمال ذات الطابع المالي والمصرفي في المستقبل، لتعزز مكانتها على أنها إحدى أبرز المجموعات المالية اليهودية في العالم...
"البنك العربي" يتوصل إلى "تسوية" مع اليهود الأميركيين المشتكين عليه
أُعلن في نيويورك بأن البنك العربي قد توصل إلى تسوية مع مجموعة من المدعين اليهود الأميركيين بشأن دعوى كانت المجموعة تطالب بموجبها البنك بـ"تعويضات"، وذلك بحجة دعم البنك للإرهاب عن طريق فتح حسابات مصرفية لأعضاء أو لعائلات أعضاء حركات فلسطينية - أبرزها حركة "حماس"، إنما هناك حركات أخرى معنية أيضاً -، مع تأمين التسهيلات المصرفية المعهودة لأصحاب الحسابات...
وتضم المجموعة المدعية نحو 500 يهودياً أميركياً، وهي تقدمت بالدعوى بموجب القانون الأميركي ضد الإرهاب. وكان هؤلاء اليهود قد حصلوا في أيلول/سبتمبر 2014 على حكم إعدادي من محكمة نيويوركية قضى بجواز مطالبة المصرف بالتعويضات. وقد إعترض البنك العربي على هذا الحكم في حينه، وكان من المقرر أن تنظر فيه هيئات فضائية أعلى، قبل أن يتم الإعلان عن التسوية المذكورة.
ولم يتم حتى الآن الكشف عن قيمة التسوية، (اي عن قيمة "التعويضات" التي وافق البنك على تسديدها لليهود المشتكين...)، على أن التسوية المذكورة تفتح المجال واسعاً أمام اليهود للحصول على تعويضات من جانب عدد من المصارف الأخرى رفعوا شكاوى مماثلة ضدها أمام محاكم أميركية... ما يعني أن اليهود تمكنوا من إيجاد مصدر جديد للدخل من جهة، وما يعني ايضاً من جهة مقابلة أن العديد من المصارف العالمية، وحتى العربية، سوف تتريث كثيراً قبل ان تجرؤ على التعامل مالياً مع الفلسطينيين في المستقبل...
نذكر أن "البنك العربي" أردني الجنسية بالأساس، غير أن ملكيته تحولت إلى مجموعة آل الحريري اللبنانية السعودية في 2012.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
تزايد إعتماد دوائر الشرطة الأميركية على مادة "إسرائيلية" لبعث الروائح الكريهة
أفادت تقارير واردة من الولايات المتحدة بأن عدة دوائر للشرطة في المدن الأميركية تفكر بإعتماد رش المتظاهرين بمادة "إسرائيلية" تبعث روائح كريهة ومن بالغ الصعوبة إزالتها. وقد أفادت الأنباء بأن هذه المادة قد تُستعمل لقمع التظاهرات ذات الطابع العنصري التي تحصل بولاية ميزوري على خلفية تداعيات الإحتجاج التي أعقبت حادثة أدت إلى مقتل مواطن أميركي زنجي على أيدي قوات الأمن في مدينة فيرغوسون بالولاية المذكورة...
المادة "ألإسرائيلية" تُعرف بمادة "سكانك" skunk ، وقد بدأ "الإسرائيليون" إستعمالها ضد الفلسطينيين سنة 2008,
المهم أنه في حال تأكد الإستعمال الفعلي للمادة النتنة بالولايات المتحدة، فإنه لا بد من إستثمار الأمر لإظهار الطبيعة النتنة للكيان اليهودي "إسرائيل" ولمنتجات هذا الكيان,,,
اللوبي اليهودي في بريطانيا
إلغاء تنظيم مسيرة ضد اليهود في ليفربول
كانت عدة منظمات من الإتجاه القومي اليميني المتطرف في بريطاني تعتزم ا تنظيم مسيرة موجهة ضد الهيمنة اليهودية في بريطانيا بمدينة ليفيربول الكبيرة يوم السبت 15 آب/أغسطس. المسيرة مقررة تحت عنوان "مسيرة الرجل الأبيض المملكة المتحدة" White Man March UK ، على أن المنظمين شددوا في بيانات لهم نشرت على الإنترنت بـ"أنهم لا يعارضون لون بشرة الناس، وإنما يعارضون نظاماً عقائدياً يهودياً مريضاً" We do not stand to oppose the colour of a man’s skin, we stand to oppose a sick Jewish ideological system . وعلى الرغم من هذا التوضيح الذي لا لبس فيه، فإن اليهود يصورون المسيرة على أنها عنصرية، تساندهم في ذلك بعض المنظمات اليسارية التي نظمت مسيرة مضادة للمسيرة المعادية لليهود بحجة سخيفة تتمثل بـ"محاربة العنصرية"... وقد نجح اليهود واليساريين في إلغاء المسيرة، على أن المسيرة "المضادة" قد جرت بالفعل وتمخضت عن أعمال شغب أدت إلى إعتقال بعض المشاركين وإصابة أحدهم...
وكا من المُنتظر أن تشارك في المسيرة بعض الوفود القادمة من خارج بريطانيا، وبصورة خاصة من ألمانيا وفرنسا وروسيا.
وسعى يهود بريطانيا إلى منع هذه المسيرة، ومن الأمور التي تزعج اليهود أن المسيرة تجري يوم السبت، وهو يوم التعطيل اليهودي...
إشارة في النهاية إلى أن هذه المسيرة ما كانت لتكون الأولى من نوعها في بريطانيا، وأن الشعب البريطاني يتزايد وعياً إزاء خطر المافيا الإحتكارية اليهودية في الآونة الأخيرة، وذلك مع العلم بأن بريطانيا هي البلد الذي صدر فيه "وعد بلفور" المشؤوم سنة 1917، على أن البريطانيين يعتبرون بأن اليهود غدروا بهم ولم يفوا بما كانوا قد تعهدوا به للإنكليز مقابل الحصول على الوعد (سبق وأن تناولنا هذه النقطة في تقارير سابقة.)
إتهام المرشح اليساري لزعامة حزب العمال البريطاني بالـ"عداء للسامية"
تجري حالياً الإنتخابات الداخلية لإختيار زعيم جديد لحزب العمال البريطاني، وذلك على مدى شهر تقريباً ليتم الإعلان عن النتائج في 12 أيلول/سبتمبر 2015 من الناحية المبدئية. ويُعتبر ممثل جناح أقصى اليسار في الحزب النائب جيريمي كوربين Jeremy Corbyn المرشح الأكثر شعبية للفوز للفوز بزعامة الحزب، وذلك وفقاً لجميع الدراسات والإستطلاعات حتى الآن؛ على أن مشكلة السيد كوربين أنه يتعرض حالياً لحملة مكثفة تتهمه بالـ"عداء للسامية"، وذلك على خلفية مواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية والمعارضة للممارسات "الإسرائيلية"، وعلاقته الجيدة مع الحركات الفلسطينية واللبنانية المقاومة للإحتلال اليهودي، فضلاً عن دعمه لشخصيات بريطانية جاهرت بمواقف من قبيل أن "إسرائيل" تقف وراء هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 في أميركا، وما إلى ذلك. وقد نفى السيد كوربين تهمة "العداء للسامية" عن نفسه، لكنه أكد على مواقفه المؤيدة للحقوق الفلسطينية...
في مطلق الأحوال، يأتي هذا التطور ليؤكد مرة جديدة تحوّل الرأي العام الشعبي البريطاني ضد المافيا الإحتكارية اليهودية، يسارية كانت الميول السياسية لهذا الشعب البريطاني أم يمينية...
إعداد: نديم عبده
|