نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
ثقافة وإعلام
رمز رائج حالياً للتعريف باليهود على شبكة الإنترنت
من نتائج شن الإعلام اليهودي حملة مجحفة ضد السيدة ميلانيا ترامب Melania Trump ، زوجة دونالد ترامب، المرشح الجمهوري المرجح للرئاسة الأميركية، أن العديد من مناصري هذا الأخير ذوي الإتجاه اليميني الأقصى ردوا بشن حملة مضادة تركز على الإعلاميين اليهود بصورة خاصة. ومن أجل التعريف بشخص ما على أنه يهودي من غير وصفه صراحة باليهودي – ذلك أن تسمية تلك الأمور بأسمائها يمكن أن تعرض من يقوم بذلك لمتاعب قانونية لجهة إتهامه بالـ"عداء للسامية"، أو أن عدداً من المواقع الإجتماعية سيقوم بحذف البيانات "المعادية للسامية" – عمد من يتصدى للإعلام اليهودي إلى وضع الأسماء اليهودية بين ستة أقواس، مثلاً (((روتشيلد))).
هذا الأسلوب الذي يشهد حالياً رواجاً جيداً يعود إلى بضع سنوات، وكان قد إبتكره موقع أميركي يرفض الخضوع للمافيا الإحتكارية اليهودية، وقد وصفه هذا الموقع بأنه يرمز إلى الصدى والتكرار، حيث أن الأذى اليهودي يتكرر بإستمرار وله صدى echo دائم. وبصورة أكثر تحديداً، ووفق ما جاء في تفسير للرمز في أجد مواقع أقصى اليمين، فإن القوس الداخلي ((( ))) يرمز إلى الشغب الذي يتسبب به اليهود في الداخل وتخريبهم للقيم العائلية عن طريق الإعلام المنحطّ، والقوس الوسطي
((( ))) يرمز إلى تخريب الأمة – المقصود هنا الأمة الأميركية بالدرجة الأولى ، لكن معنى الرمز صحيح تماماً بالنسبة إلى الأمم الأخرى، وبصورة خاصة في العالم العربي – عن طريق الهجرة الجماعية مثل هجرة اليهود إلى فلسطين وطردهم أهلها... – والقوس الخارجي ((( ))) يرمز إلى اليهودية الدولية والصهيونية العالمية
"The inner parenthesis represents the Jews' subversion of the home [and] destruction of the family through mass-media degeneracy. The next [parenthesis] represents the destruction of the nation through mass immigration, and the outer [parenthesis] represents international Jewry and world Zionism."
هذا، وقد أثارت هذه الحملة الرعب لدى اليهود الذين أوعزوا إلى المواقع الرئيسية على الإنترنت بتطوير الأساليب البرامجية التي تساعدهم على مجابهة هذا "التهديد".
يبقى أن نقول أن العديد من أنصار دونالد ترامب واعون تماماً للخطر اليهودي كما تبين، خاصة بعد أن تعرض اليهود إلى كرامة ترامب والسيدة زوجته على نحو مشين للغاية... على أن ترامب نفسه يتعرض بدوره لضغوطات يهودية مكثفة في الآونة الراهنة للتنصل عن "المعادين للسامية" وللإنحياز الكامل إلى جانب "إسرائيل"، وقد سرت معلومات بأن هذه الضغوطات قد تحمله على زيارة فلسطين المحتلة قبل موعد إنعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري لإختيار مرشحي الرئاسة ونيابة الرئاسة الأميركية... الأمر الأكيد بالنسبة إلى ترامب هو أن خضوعه الكامل للوبي اليهودي في حال حصوله سوف يحرمه من أصوات مؤيديه من الأوساط اليمينية المتطرفة، وهذا ما قد يتسبب بخسارته الإنتخابات. مع الإشارة أخيراً بهذا الصدد إلى أن ترامب كان قد تعهد بالـ"حياد" في النزاع الفلسطيني اليهودي، ولمح إلى أنه قد يخفف من الدعم المالي والعسكري الذي تغدقه الولايات المتحدة على "إسرائيل"، ولم يكن قد تخلى عن هذين الموقفين حتى ساعة إعداد هذا التقرير... وأمامه خياران اليوم: إما التمسك بهذا الرأي، أو الخضوع الكلي للوبي اليهودي، مثلاً لجهة إدانة "لا سامية" بعض مؤيديه، وفي هذه الحالة فإنه سيخسر كل مصداقيته في نظر الشريحة الأكبر من مؤيديه هؤلاء الذين يرفضون الخضوع لليهود...
الإعلام لا يبالي كثيراً بقضية قتل مثيرة يُشتبه في أن يهودياً قد إرتكبها
شهدت "عاصمة السينما" العالمية هولوود مؤخراً جريمة قتل دموية مروعة، حيث عثر على جثة إمرأة مذبوحة إلى الحدّ الذي تسبب ينزف كل الدم من جسدها، وقد تبين أنه تم تعذيب هذه المرأة وتشويهها على نحو وحشي للغاية. وعلى الرغم من طابع هذه الجريمة المثير للغاية، فإن وسائل الإعلام العالمية لم تركز كثيراً عليها... أما السبب، فإنه قد يعود إلى أن المتهم الرئيسي في قتل الضحية – كانت تدعى إيانا كاسيان Iana Kasian – هو كاتب السيناريوهات للأفلام السينمائية ولكتب القصص المصورة "كوميكس" بلايك ليبيل Blake Leibel الذي كان يعيش معها، ورزق منها ولداً قبل بضعة أسابيع. وبلايك ليبيل المذكور يهودي، وهو نجل لورن ليبيل Lorne Leibel ، وهذا الأخير أحد كبار المقاولين في مدينة تورونتو الكندية.
وستنظر المحكمة بهذه القضية في 14 جزيران/يونيو القادم، وبلايك ليبيل يواجه عقوبة الإعدام في حال تم ثبوت مسؤوليته في إقتراف الجريمة... على أنه لا بد من الإشارة إلى أن ثمة سوابق عديدة برئت فيها ساحة مجرمين يهود في الولايات المتحدة أو تم منحهم أسباباً تخفيفية بمبررات واهية إجمالاً...
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
الرئيس اليهودي لستارباكس يحاضر في أعتماد معايير الأخلاق بالسياسة الأميركية...
تُعتبر شركة مقاهي ستارباكس Starbucks من أكثر الشركات إلتزاماً بالقضايا الصهيونية، ومن أبرز المتبرعين للكيان اليهودي – ومع هذا فهي متواجدة في عدة بلدان عربية...
على أن مالكها اليهودي هوارد شولتز Howard Schultz يعمل على تلميع صورته مع إتخاذ مبادرات من قبيل "محاربة العنصرية" أو توظيف قدامى القوات المسلحة الأميركية لدى شبكة مقاهيه، أو "مساعدة البلدان النامية" عن طريق شراء محاصيل البن فيها بأسعار "منصفة" fair prices...
ومن أحدث "مبادراته" على هذا الصعيد أنه دعا مؤخراً إلى رفع مستوى الأخلاق في السياسات الأميركية، وإلى تعزيز الوحدة الوطنية الأميركية لمعالجة المشاكل التي تعاني منها الولايات المتحدة, ولا تستبعد بعض المصادر الأميركية أن يصار إلى جعله يستلم بعض المسؤوليات السياسية عقب الموسم الإنتخابي الأميركي، وبصورة خاصة في حال فوز المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون Hillary Clinton ، مع إحتمال – ولو أن هذا الإحتمال ضئيل – بأن يتم تعيينه مرشحاً ليكون نائباً للرئيس في الإنتخابات الرئاسية.
مع الإشارة إلى أن مقاهي ستاربكاس كانت قد إختصرت الزينة بمناسبة عيد الميلاد المجيد في كانون أول/ديسمبر 2015 إلى حدها الأدنى، الأمر الذي كان حمل دونالد ترامب Donald Trump حينها للدعوة إلى مقاطعة الشبكة، ومع الإشارة أيضاً إلى أن إهتمامات شولتز بحقوق الإنسان لم تتطرق يوماً إلى حقوق الإنسان الفلسطيني,,,
الإحتفال بذكرى العدوان "الإسرائيلي" على السفينة العسكرية الأميركية "ليبرتي" إبان حرب حزيران/يونيو 1967
إحتفل الناجون من الإعتداء اليهودي الغادر على السفينة الحربية الأميركية "يو أس أس ليبرتي" USS Liberty خلال حرب حزيران/يونيو 1967 بالذكرى في لقاء حاشد ضمهم إلى أقربائهم وإلى رافضين للخضوع لهيمنة اللوبي اليهودي على مقدرات السياسات الأميركية. وكان الإعتداء المذكور قد أسفر عن مقتل 34 بحاراً عسكرياً أميركياً.
وبالمناسبة، أفادت النشرة الأميركية غير الخاضعة للوبي اليهودي "أميركان فري بريس" American Free Press بأنه كان بإمكان وحدات أميركية متواجدة في الجوار – تحديداً في جزيرة كريت اليونانية – التدخل للدفاع عن السفينة الأميركية، على أن كلاً من وزير الدفاع روبرت ماك نامارا Robert McNamara والرئيس الأميركي حينها ليندون جونسون Lyndon Johnson أصدرا مرتين متكررتين أمراً حاسماً لا لبس فيه يمنع الطائرات الحربية التابعة لسلاح البحرية الأميركية من التوجه إلى موقع الإشتباك لنجدة السفينة... كما نوهت النشرة بأن هذه الحادثة هي الحادثة الحربية الكبيرة الوحيدة في تاريخ الولايات المتحدة التي لم تخضع مجرياتها لتحقيق تتولاه لجنة خاصة من الكونغرس الأميركي...
الكيان اليهودي
"إسرائيل" تكثف جهودها لضم هضبة الجولان
من الأمور التي لم تسترعِ كثيراً عناية غالبية وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة تكثيف الكيان اليهودي "إسرائيل" جهوده الرامية إلى ضم هضبة الجولان إلى كيانه بصورة "رسمية". وقد تمثل هذا التكثيف للجهود بأن تم الكشف عن إنشاء وحدة إتصال جديدة في منطقة الجولان لتعزيز التنسيق مع الجماعات المتمردة في الجمهورية العربية السورية و"إسرائيل" لجهة إمداد تلك الجماعات بالدعم اللوجستي ومعالجة الجرحى لديها داخل فلسطين. وقد أبدت بعض وسائل الإعلام اليهودية قدراً من القلق إزاء تلك الخطوة المماثلة لإنشاء وحدة إتصال في جنوبي لبنان في سبعينات القرن العشرين تمهيداً لإجتياحي اليهود للأراضي اللبنانية في 1978 و1982,,,
وتؤكد مصادر أميركية بأن السبب الحقيقي لإهتمام اليهود بالجولان يعود إلى إكتشاف إحتياطات ضخمة من النفط والغاز في الهضبة، وذلك بكميات أكبر مما كان مقدراً في الأصل، مع العلم أن الشركة التي تتولى عمليات التنقيب والإستثمار في حقول الهضبة هي شركة جيني إينرجي Genie Energy الأميركية اليهودية، والتي تضم في مجلس إدارتها نائب الرئيس السابق ديك تشيني DickCheney ورجل المال اليهودي الأميركي مايكل ستانهارتد Michael Steinhardt واليهودي البريطاني جاكوب روتشيلد Jacob Rothschild,
وكان سبق لهذا التقرير وأن أفاد عن نشاطات هذه الشركة، ويبدو أن هذه النشاطات مرشحة لأن تتكثف الآن...
اللوبي اليهودي في اليونان
نائب من حزب الفجر الذهبي يقول بأن "إسرائيل" هي العدو الأبدي لليونان
أكد السيد كريستوس باباس، النائب من حزب "الفجر الذهبي" Golden Dawn في اليونان (وهو ثالث أهم الأحزاب في المجلس النيابي اليوناني، وإتجاهه السياسي قزمي من أقصى اليمين) بأن "إسرائيل" هي عدو أبدي لليونان وللديانة المسحية الأرثوذكسية، وأنها تتبع أساليب الإبادة الجماعية، وهي متسببة للمشاكل المستعصية على الصعيد الإقليمي. كما أعرب عن إستغرابه إزاء وجود علاقات بين بلد مثل اليونان بماضيه الحضاري العريق و"إسرائيل".
وقد وصف وزير الدفاع اليوناني هذا الكلام بأنه عنصري ومعادٍ للأجانب، ودعا وزارة العدل لأن تتخذ تدابير بهذا الصدد، مع التذكير هنا بأن العديد من زعماء هذا الحزب يتعرضون حالياً لملاحقات جزائية ظالمة بسبب إتهامهم بالتورط في إشتباكات ذات الطابع السياسي – دون أن تكون قد تمت ملاحقة الأطراف الأخرى في تلك الإشتباكات...
يبقى أن حزب الفجر الذهبي هو أحد أكثر الأحزاب الأوروبية – حتى لا نقول أحد أكثر الأحزاب في العالم – وعياً لحقيقة اليهود وطبيعتهم المافياوية الإحتكارية، ومن بين أبرز من يتضامن مع الفلسطينيين المتصدين للعدوان اليهودي، مثلاً إبان العدوان الصهيوني ضد قطاع غزة في تموز/يزليو 2014، ولا بد من توجيه التحية لهم...
إعداد: نديم عبده.
|