نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
المأزق اليهودي الذي يتخبط فيه ترامب للإفلات من شبح الإقالة
تميزت مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب Donald Trump, بالإنحياز التام لـ"إسرائيل" واليهود في المدة الأخيرة، وبصورة خاصة لجهة الإعتراف بـ"شرعية" المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية... وفي الوقت ذاته، تشتد الضغوط الداخلية التي يواجهها الرئيس الأميركي، حيث بدأ الإستماع للشهادات في قضية محادثاته مع الرئيس اليهودي لأوكرانيا المهرج فولوديمير زيلانسكي Volodymyr Zelensky . والملاحظ هو أن غالبية أكثر المتشددين ضد ترامب هم من اليهود، كما أن العديد من شهادات أعوان سابقين أو حتى حاليين في البيت الأبيض و/أو في شركات ترامب لم تأتٍ لصالح هذا الأخير، وبصورة خاصة شهادات اليهود من بين هؤلاء الأعوان...
من هنا، فمن الواضح أن اليهود يشددون الخناق على ترامب، وهذا الأمر يحمله على التمادي المفرط في الإنحياز لليهود، حيث يعتقد الرئيس الأميركي بأن هذا الإنحياز سيجعل اليهود "يفكون الأسر" عنه، ويجنبوه الإقالة impeachment . مع التذكير بأن إعتراف أميركا بالقدس الشريف عاصمة للكيان اليهودي "إسرائيل" ربما كان عاملاً حاسماً في وقف أو "إجهاض" التحقيقات التي كانت جارية حول الإتصالات بين ترامب والروس إبان الحملة الإنتخابية الرئاسية لـ2016، وقد يأمل الرئيس الأميركي بتكرار هذا السيناريو الآن مع إشكالية محادثاته الأوكرانية...
وفي هذا السياق، نشير إلى أن ترامب أكد مؤخراً بأنه سيعيد ترشيح مايك بينس Mike Pence لنيابة الرئاسة الأميركية في الإنتخابات المقررة لـ2020، وذلك مع العلم بأن العديد من المراقبين كانوا يعتقدون بأنه - أي ترامب - سوف يتخلى عن بينس لأنه لا يثق به كثيراً ويشكك في ولائه له... وقد يكون هذا الإعلان عن النية في تجديد الثقة ببينس خطوة جديدة لإرضاء اليهود، ذلك أن مايك بينس يُعتبر من أخلص السياسيين الأميركيين لـ"أولاد الأفاعي" ("أولاد الأفاعي" هي التسمية التي أطلقها السيد المسيح يسوع الناصري – ع – على اليهود)، ذلك أن بينس المذكور من جماعة ما يُعرف بالـ"صهاينة المسيحيين"، مع كل التناقض الجوهري بين الصهيونية والمسيحية – راجع التسمية المشار إليها أعلاه التي أطلقها السيد المسيح (ع) على اليهود...
إشارة في النهاية إلى أن "المجلس الديموقراطي اليهودي لأميركا" The Jewish Democratic Council of America الذي يمثل يهود الحزب الديموقراطي شن مؤخراً حملة تصف ترامب بأنه يمثل "أكبر خطر على اليهود الأميركيين اليوم" “biggest threat to American Jews today” ، وذلك على خلفية علاقته الجيدة إجمالاً مع تيار اقصى اليمين الأميركي المعادي بقوة لليهود... وتمثل هذه الحملة حقيقة مشاعر يهود أميركا إزاء الرئيس الأميركي.
تأكيد تسجيل إيبستاين لحفلات الخلاعة في دارته
أكدت عدة نساء من اللواتي كن يعملن لحساب القواد اليهودي جيفري إيبستاين Jeffrey Epstein – الذي قضى شنقاً بالأسر في 10 آب/أغسطس الجاري في حادثة صُنفت بأنها "إنتحار"، على أنه يُرجح أنها عملية تصفية – أن المذكور كان يسجل بالفيديو كل ما كان يجري في دارته بنيويورك، وكانت هناك غرفة خاصة لعرض التسجيلات.
وتؤكد هذه الشهادات ما يرجحه الكثيرون بأن إيبستاين كان يستغل هذه التسجيلات لإبتزاز وتهديد "ضيوفه"، وهم في الغالب من المشاهير في قطاعات الفن والسياسة.
والواقع أن رؤوساً بدأت تتدحرج من جراء الفضائح، وأبرزها عزوف الأمير أندرو Prince Andrew، شقيق ولي العهد البريطاني، عن المشاركة في أية مناسبة رسمية بسبب إفتضاح صلته بعذا اليهودي...
مع التذكير بأن إيبستاين كان يعمل لحساب – أو على الأقل بالتنسيق مع – الموساد "الإسرائيلي"...
240 عضو في الكونغرس الأميركي يطالبون الأمم المتحدة بـ"بذل جهد دولي" للدفاع عن "إسرائيل" وتقييد حزب الله في لبنان
في الوقت الذي لا تنفكّ فيه "إسرائيل" من شن الإعتداءات على الفلسطينيين بقطاع غزة والضفة الغربية، وكذلك ضد كل من لبنان وسوريا، وجّه 240 عضواً في الكونغرس الأميركي كتاباً مفتوحاً إلى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس Antonio Guterres دعوه فيه "لقيادة جهد دولي للحدّ من إمكانات حزب الله" “lead an international effort to limit Hezbollah’s capabilitiesـ أي بكلام آخر بممارسة الضغط الشديد على الحكومة اللبنانية لكي تضغط بدورها على المقاومة في وجه الكيان اليهودي. ويأتي هذا التطور بالتزامن مع الدعوات لإقصاء المقاومة في وجه العدو من الحكم اللبناني تحت ستار تشكيل "حكومة تكنوقراطية"...
أما بالنسبة إلى أعضاء الكونغرس الموقعين على الكتاب، وهم من الحزبين الديموقراطي المعارض والجمهوري الحاكم، فإنهم إمّا يهود، أو أنهم يسعون للحصول على دعم اللوبي اليهودي الأميركي لهم في المعارك الإنتخابية التي من المقرر أن يخوضوها في العام القام 2020 للرئاسة الأميركية ولمحلس النواب ولثلث مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى إجراء عدة إنتخابات محلية في عدة ولايات...
اللوبي اليهودي العالمي
إنتقال جامعة جورج سوروس إلى فيينا
إفتتحت "جامعة أوروبا الوسطى" Central European University إلى صرحها الجديد في العاصمة النمساوية فيينا، وذلك بعد أن إضطرت لترك مقرها الأساسي السابق في العاصمة المجرية بودابيست خلال العام المنصرم 2018، بعد أن إتهمتها الحكومة المجرية بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية المجرية. والجامعة المذكورة هي من ممتلكات البليونير اليهودي الأميركي المجري الأصل جورج سوروس George Soros "اليساري" أو "الليبرالي" الإتجاه ، وقد أُنشئت في 1991 ويتهمها الكثيرون بأنها كانت وراء الإضطرابات التي نشبت في عدة بلدان بعد ذلك، خاصة في أوروبا الشرقية والعالم العربي، وذلك من خلال التأثير على طلابها الآتين من نحو 100 بلداً. وجورج سوروس متهم بالوقوف وراء تلك الإضطرابات من خلال نفوذه الواسع وثرائه الطائل – بنى ثروته أو القسم الأكبر من ثروته من خلال المضاربة على الجنيه الإسترليني وعلى العملات الآسيوية -، على أن هذه الإتهامات التي يوجهها له اشخاص غير يهود من التيار اليميني إجمالاً، تُصنف بالـ"معادية للسامية" كون سوروس يهودياً... مع الإشارة إلى أن هناك ثمة شبه إجماع يهودي في الدفاع عن سوروس، حتى من جانب اليهود المصنفين بأنهم يمينيون...
العالم العربي
محاضرات حول مشاغبات من تدبير جورج سوروس في أحداث لبنان
في سياق الأحداث اللبنانية الحالية، لوحظ أنه يتم تنظيم محاضرات "توجيهية" في وسط بيروت، وهذا أمر قد يكون جيداً من الناحية النظرية؛ على أن الكثير من مواضيع هذه المحاضرات على صلة مباشرة بالأحداث التي جرت بدعم وتحفيز من البليونير اليهودي الأميركي جورج سوروس George Soros مثل "ثورة" أوكرانيا في 2014 وسواها من الأحداث المشابهة، ما يعزز الشكوك في خلفيات بعض – وليس جميع – المشاركين في التجمعات، وما يستدعي توخي أكبر درجات الحيطة والحذر لدى التعاطي معها.
مع الإشارة إلى أن غالبية هؤلاء المشاركين في الأحداث اللبنانية صادقي النوايا، بإعتراف أعلى المراجع الرسمية اللبنانية نفسها، على أن أموراً مشبوهة عديدة تجري في غفلة عن هذه الغالبية...
إنشاء هيئة عربية للتطبيع مع "إسرائيل" برعاية دولية مكثفة
عُقد أول مؤتمر علني لما يسمى بـ"المحلس العربي للإندماج الإقليمي" Arab Council for Regional Integration في العاصمة البريطانية لندن، وسط ترحيب كبير من وسائط الإعلام اليهودية. وقد دعا "المؤتمر" المذكور إلى إنهاء المقاطعة العربية لـ"إسرائيل"، وما إلى ذلك من الطروحات "التطبيعية" المختلفة. وحضر المؤتمر عدداً من المثقفين العرب، ومن بينهم فقهاء في القرآن الكريم، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة النيويورك تايمز The New York Times ،. وقد حظي الحدث على ما يبدو بدعم واسع من جهات أميركية – يرجح أنها يهودية – كما أن رئيس الحكومة البريطاني السابق طوني بلير Tony Blair وجه رسالة فيديو للمؤتمرين، مع التذكير بالدور الذي إضطلع به بلير كمبعوث خاص من الأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط ، ما قد يعني أن في النية لدى الأوساط المعادية للفلسطينيين دعم هذا "المجلس" إلى أقصى حدّ ممكن...
و يتولى الصحفي السعودي من أصل مصري مصطفى الدسوقي أمر تنظيم هذا المشروع، اقله من الناحية الرسمية، علماً أن الدسوقي هذا يعمل في مجلة "المجلة" السعودية.
والمفارقة هي أنه في الوقت الذي يتدافع فيه بعض العرب للـ"تطبيع" مع "إسرائيل" بصورة خاصة واليهود بصورة عامة، فإن مشاعر العداء لليهود ولـ"إسرائيل" تحديداً تتزايد وتتعزز في جميع أرجاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها...
خراافة الهولوكوست
إحتفالات "دولية" بحضور "عشرات رؤساء لدول" مقررة للذكرى الـ75 لـ"نحرير" معسكر الإعنقال في أوشويتز
أعلنت رئاسة الكيان اليهودي "إسرائيل" بأن ما يزيد على 30 رؤساء دول أكدوا حتى الآن أنهم سوف يحضرون إلى القدس الشريف المحتل في كانون الثني/يناير 2020 للـ"إحتفال" بالذكرى الـ75 لـ"تحرير" الجيش السوفياتي لمعسكر الإعتقال الألماني في أوشويتز سنة 1945، ومن بين هؤلاء الرئيس الروسي بوتين، الرئيس الفرنسي ماكرون، ورؤساء كل من ألمانيا والنمسا وإيطاليا. وقال الرئيس "الإسرائيلي" بأن اللقاء سيكون مناسبة لدراسة "الخطوات الواجب إتخاذها لضمان سلامة وأمن اليهود في جميع أرجاء العالم" what steps we must take to ensure the safety and security of Jews all around the world,” ،...
نذكر أن اليهود يدّعون بأنه تمت إبادة ما يزيد على 1 مليون يهودي في معسكر أوشويتز بواسطة أفران غاز خاصة، في حين أن الأبحاث التنقيبية والكيميائية التي أُحريت في هذا الموقع لم تثبت أي وجود لأفران الغاز، ولا لبقايا الغاز أو السموم التي قيل أنها إستُعملت للقيام بعملية "الإبادة"... (يتم غرض بعض تلك "الأفران" في المعسكر على الزوار، غير أنها صُنعت بعد الحرب وليس خلالها، وبالتالي لا قيمة تاريخية لها...). كما أن الحديث عن هذه الإبادة لم يبدأ إلا غداة إستسلام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، أي بعد نحو خمسة اشهر من دخول القوات السوفياتية المكان؛ فضلاً عن أن هناك إستحالة إحصائية بأن تكون تمت إبادة هذا العدد من اليهود. كذلك لا بد من الإشارة إلى أنه عُثر على يوميات عدد من المسؤولين الألمان خلال الحرب الثانية، وهي مذكرات خاصة لم تكن مُعدة للنشر في الأساس، وبالتالي لم يكن هناك أي داعٍ لإخفاء الحقائق فيها، وهذه المذكرات أتت عرضاً على ذكر معسكر أوشويتز، وإنما لم يرد فيها أي ذكر لمخطط مرسوم لإبادة اليهود (من هذه المذكرات أو المدونات تلك التي كتبها قائد القوات الخاصة الألمانية "أس أس" SS الرايخ فوهرر هانيرتش هملر Himmler Heinrich اعلماً أن قوة الأس أس كانت تدير المعسكر بصورة مباشرة، ومذكرات وزير الدعاية الألماني الدكتور جوزيف غوبيلز Joseph Goebbels ... )
الصحيح أنه حصلت وفيات في المعسكر، ولكن هذه الوفيات أتت غالباً نتيجة الإصابة بداء التيفوس الناجم عن عدم تناول مواد غذائية طازجة – بسبب الحرب والحصار-، والصحيح ايضاً أن بعض القادة الألمان أقروا بوجود مخطط لإبادة اليهود، على أن هذه الإعترافات أتت في سياق محاكمات جرت بألمانيا عقب الحرب – محاكمات نورمبيرغ – أو في فلسطين المحلة – محاكمة القيادي الألماني أدولف إيخمان Adolf Eichmann الذي إختطفته المخابرات "الإسرائيلية" من الأرجنتين في 1960، وأقلّ ما يُقال أن شروط العدل والإنصاف لم اكن متوفرة في هذه المحاكمات التي يمكن تشبيهها بمحاكمات موسكو الشهيرة في ثلاثينات القرن العشرين حيث كان يُحاكم خصوم الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين Joseph Stalin ، ويقرّ فيها المتًّهمون بكلّ ما يطلبه الإدعاء تحت ضغط الترهيب والتعذيب، وأحياناً الترغيب...
هذا، ومن الناحية العملية، فإن قمة ذكرى "تحرير" أوشويتز في القدس الشريف تستهدف تجديد شعور شعوب العالم بالـ"تعاطف" إزاء "المآسي" التي عانى منها اليهود في الحرب العالمية الثانية، وبالتالي تجديد الموارد المالية التي يجنيها اليهود من جرّاء إستغلال هذه الخرافة – من تبرعات و"تعويضات" وبيع كتب وسواها - ، وهي من أهم الموارد المالية الحالية للمافيا الإحتكارية اليهودية في العالم...
كما أنها فرصة جيدة عند اليهود لجعل الرأي العام العالمي ينسى مآسي الفلسطينيين وسواهم من الشعوب العربية من جرّاء الإحتلال اليهودي للأرض المقدسة...
|