نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
العالم العربي
تأكد المنحى اليهودي "التطبيعي" لدى بعض جماعات "الحراك" في لبنان
وقعت عدة إشكالات إبان فعاليات "الحراك" بلبنان، وبصورة خاصة في "المنتديات" الحوارية و"التوجيهية" التي عقدت في سياق هذا "الحراك"، حيث اثار البعض مواضيع من قبيل شرعية الكيان اليهودي "إسرائيل"، مع وصف "إسرائيل" بالـ"دولة"، ما أدى إلى رفض غالبية الحاضرين لهذه المنتديات الرسالة "التطبيعية" لمبطنة فيها، واسفر في النهاية عن إحراق "الخيمة" حيث كانت تُعقد الإجتماعات في وسط بيروت. من جهة أخرى، وبمناسبة قرب حلول عيد الميلاد المجيد، تم وضع زينات للميلاد مع أوانٍ أو إطارات للمركبات بدل الزينة المعروفة، الأمر الذي إعتبره العديد من المسيحيين بمثابة إحتقاراً غير مقبولاً للديانة المسيحية، بما يتفق أيضاً مع المخططات اليهودية الهادفة إلى تحطيم وتحقير كلّ ما يمتّ للديانة المسيحية بصلة...
وتأتي هذه للتطورات لتعزز الشكوك لتي كنا أعربنا عنها في هذا التقرير منذ بداية "الحرك" في لبنان لجهة ترجيح تورط بعض الجهات اليهودية لدعم بعض – وليس جميع – الحركات المشتركة فيها، وعلى رأس تلك الجهات اليهودية مؤسسات البليونير اليهودي الأميركي من اصل مجري جورج سوروس George Soros ، مع التذكير بسوابق هذا الأخير في هذا المجال، وفي أكثر من بلد، ومع التذكير ايضاً بأن هذا اليهودي بنى ثروته عن طريق المضاربة على العملات، وبصورة خاصة الجنيه الإسترليني البريطاني وعملات بلدان جنوبي شرقي آسيا... علماً أن لسوروس مكتب غي العاصمة الأردنية عمان للإشراف على نشاطات المؤسسات الخاصة به في كل من الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا...
والمطلوب لحركات الحراك غير المتورطة مع أية جهة يهودية ان تتبرأ رسمياً من أية صلة باليهود، وأن تعلن رفضها الصريح والواضح لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان اليهودي، وعدم الإكتفاء بالعبارات العامة الفضفاضة التي سمعناها مؤخراً.
إستقالة محرر من مجلة نيوزويك بسبب رفض نشر إثباتات براءة سوريا من إتهامات إستعمال أسلحة كيميائية
إستقال الصحافي طارق حداد من مجلة نيوزويك Newsweek الأميركية، بعد أن رفضت إدارة المجلة المذكورة نشر مقالة له حول فضيحة تزوير التقرير الصادر عن منظمة منع الأسلحة الكيميائية Organization for the Prohibition of Chemical Weapons (OPCW)، حيث أن هذا التقرير كان يدعي إستعمال القوات الشرعية التابعة لسلطات الجمهورية العربية السورية لأسلحة كيميائية ضد سكان مدنيين. وقد تبين أن التقرير كان مليئاً بالمغالطات والأكاذيب، وفق تسريبات تم الكشف عنها مؤخراً.
المهم أن هذا التطور يكشف مرة جديدة مدى تورط المافيا الإحتكارية اليهودية في الأحداث السورية، وهو أمر تناولناه مراراً في هذا التقرير، ذلك أن إدارة مجلة نيوزويك يهودية و/أو تابعة لليهود، أسوة بما هو الأمر عليه مع غالبية وسائط الإعلام الأميركية.
اللوبي اليهودي العالمي
عبدالله شاتيلا يزور فلسطين المحتلة
إستكمالاً للخبر الذي نشرناه في تقريرنا لـ24-30 تشرين الثاني/نوفمبر حول شراء السويسري من اصل لبناني عبدالله شاتيلا لبعض أغراض الزعماء الألمان "النازيين" في مزاد علني، وتقديمه هذه الأغراض لمنظمة يهودية لكي "لا يستغلها النازيون الجدد في الوقت الذي تتصاعد فيه موجات العداء للسامية في العالم" على حدّ تعبيره، - وعلى حدّ ما قاله الرئيس "الإسرائيلي"ـ فلقد زار شاتيلا المذكور فلسطين المحتلة وإستقبله رئيس الكيان اليهودي، وكان موضع ترحيب بالغ من جانب اليهود بفلسطين المحتلة والعالم...
على أن عبدالله شاتيلا ذكر أنه تلقى عدة رسائل تصفه بالخيانة الموصوفة، وقال أنه لن يأتي إلى لبنان في المستقبل بسبب خوفه على حياته...
وقد عُلم أن المذكور دفع ثمن الأغراض نحو 600000 يورو، وذلك في الوقت الذي يمرّ لبنان في أزمة إقتصادية خانقة...
ومن المرجح أن تكون أسباب خيانة عبدالله شاتيلا تلك تجارية مالية بهدف عقد صفقات مع يهود، وخاصة في مجال الإتجار بالأحجار الكريمة حيث يحتل اليهود موقعاً شبه إحتكاري في هذا القطاع ... كما يُحتمل أن يكون اليهود قد إبتزوه لسبب ما من أجل حمله على القيام بهذا الفعل.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
ترامب يصدر "أمراً تنفيذياً" لحماية الطلبة اليهود
في سياق خضوعه المستمر للمافيا الإحتكارية اليهودية وسعيه المستميت لتفادي الإقصاء impeachment ، اصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب Donald Trump "أمراً تنفيذياً" executive order يمنح الطلاب اليهود في المؤسسات التربوية الأميركية حماية خاصة، وذلك إزاء تصاعد حوادث العداء للسامية في المدارس والمعاهد والصروح الجامعية منذ 2013، كما جاء في حيثيات القرار “Anti-Semitic incidents have increased since 2013, and students, in particular, continue to face anti Semitic harassment in schools and on university and college campuses.”
ورحبت غالبية الجماعات اليهودية بهذا الأمر التنفيذي، غير أن بعض اليهود أبدى مخاوف من أن ينعكس الأمر سلباً على إندماجهم – أي إندماج اليهود - ضمن المجتمع الأميركي، حيث يُرجح أنه سوف يُنظر إليهم كأصحاب إمتيازات على حساب الآخرين، وهو ما سيزيد كراهية الأميركيين غير اليهود لهم. كما أن لأمر التنفيذي يصنف اليهود على أنهم يشكلون "قومية" nationality أو سلالة عرقية race، وليس طائفة دينية religion، ، وهو نفس التصنيف لذي إعتمدته ألمانيا في حقبة حكم القوميين الإشتراكيين "النازيين" لها، وكذلك الإتحاد السوفياتي السابق... (الواقع أن التصنيف الأدق لليهود أنهم يشكلون مافيا تسعى لممارسة الإحتكار، وفق المعنى العلمي للمافيا وللإحتكار - تُراجع بهذا الصدد دراستنا "Breakthrough أو العبور الإنكساري").
ومن الناحية العملية، فإن القرار يعني أن الحكومة الإتحادية الأميركية سوف تمتنع عن دعم وتمويل المؤسسات التربوية التي لا تحمي طلبتها اليهود، والتي تتقبل على نحو "مُبالغ فيه" وجود حركات وتجمعات معادية لليهود و/أو "إسرائيل"، وذلك وفق تحديد "العداء للسامية" anti-Semitism الذي إعتمدته وزارة الخارجية الأميركية والذي يعتبر العداء للكيان اليهودي "إسرائيل" شكل من أشكال العداء للسامية. إشارة إلى أن بعض الجامعات الأميركية تلقت "تأنيباً" من وزارة التربية الأميركية لتنظيمها دورات وحلقات نقاش إعتُبرت "معادية للسامية" بسبب عدم خضوعها للإملاءات اليهودية لدى دراسة مشاكل الشرق الأوسط...
هذا، وقد بدأت تتعالى حملات شاجبة لهذا القرار، خاصة وأنه يتناقض بوضوح مع الدستور الأميركي الذي ينصّ على توفير الحرية المطلقة للرأي بالولايات المتحدة... ومن هنا يتوقع الكثيرون، بمن فيهم عدد من اليهود كما أشرنا إلى الأمر أعلاه، بأن يأتي مفعول الأمر التنفيذي معاكس للغاية المُعلنة له، بحيث يؤدي إلى تزايد وترسيخ "العداء للسامية" وليس العكس، خاصة وأن أميركا تنفق في كل يوم ما يزيد على 11 مليون دولار لدعم الكيان اليهودي وهو أمر قد لا يعود الأميركيون غير اليهود يقبلون به لمدة طويلة في المستقبل غير البعيد...
إطلاق حملة لـ"مكتفحة العداء للسامية" في أميركا
أعلن رونالد لودير Ronald Lauder، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي World Jewish Congress عن رصد 25 مليون دولار من ماله الخاص لإطلاق حملة تهدف بمحاربة "العداء للسامية" في أميركا، وهي حملة "مشروع محاسبة العداء للسامية" the Anti-Semitism Accountability Project
ومن الناحية العملية، فإن الحملة ستعمل على إلحاق الهزيمة الإنتخابية لأية شخصية سياسية أميركية تبدي قدراً من الدعم إزاء جعل العداء للسامية أمراً معتاداً في الحياة العامة الأميركية... وسينسق هذا المشروع مع الجهود اليهودية العديدة الأخرى بهذا الصدد، كما أن نشاطه لن يقتصر على الشؤون السياسية، بل يشمل كذلك مراقبة ما يجري في المؤسسات التربوية...
ويأتي هذا التطور كبرهان جديد على حالة الرعب التي يعيشها يهود أميركا إزاء تصاعد ظاهرة "العداء للسامية" في الولايات المتحدة، على أنها تستدعي ايضاً تنظيم حملات مضادة ضد المافيا الإحتكارية اليهودية، من أجل حماية أميركا نفسها، وكذلك البشرية جمعاء من خطر وضرر "أولاد الأفاعي" ("أولاد الأفاعي" هي التسمية التي أطلقها السيد المسيح يسوع الناصري – ع – على اليهود)
اللوبي اليهودي في بريطانيا
أسباب هزيمة حزب العمال: اليهود تآمروا على الحزب "من الداخل"
أتت نتائج الإنتخابات النيابية البريطانية لتشكل إنتصاراً كبيراً لحزب المحافظين، وهزيمة مدوية لحزب العمال، الأمر الذي كان مبعث لإرتياح كبير من جانب يهود بريطانيا، بالنظر إلى تأييد زعيم حزب العمال السيد جيريمي كوربين Jeremy Corby لحقوق الشعب الفلسطيني، ومعارضته السياسات "الإسرائيلية".
ويمكن إختصار أسباب هزيمة حزب العمال بعدم وضوح مواقفه إزاء مسألة خروج بريطانيا كم الإتحاد الأوروبي "البريكسيت"، في حين بدا واضحاً أن الغالبية الكبرى من البريطانيين تؤيد هذا الخروج.
أما العامل اليهودي للهزيمة، حيث أن اليهود شنوا – وما زالوا – حملة مركزة تتهم كوربين وحزبه متهمين إياهما بالـ"عداء للسامية-، فإنه لم يؤثر كثيراً على الشريحة الكبرى للناخبين، حيث أن الشعب البريطاني بات في أغلبيته متيقظاً لخطر المافيا الإحتكارية اليهودية، و"معادياً للسامية"، بدليل الرقم القياسي الذي تسجله حوادث "العداء للسامية" في بريطانيا بالمرحلة الراهنة؛ على أن هذا "العامل اليهودي" لعب دوره داخل حزب العمال بالذات، حيث كان لليهود خلال العقود الأخيرة نفوذاً بالغاً فيه، الأمر الذي مكّنهم من معرفة التفاصيل الدقيقة لهيكليته وتنظيمه، والهيمنة على الكثير من الأقسام فيه، وبالتالي أتاح لهم الأمر محاربة السيد كوربين "من الداخل" بفعالية، والتأثير على الكثير من الأعضاء – وليس فقط الأعضاء اليهود – لكي يحاربوا السيد كوربين، ويخونوا الحزب، بصورة علنية أو بشكل سري – وطبعاً المحاربة السرية من الداخل أكثر فعالية – عن طريق الترهيب والترغيب والإبتزاز، وفق الأساليب اليهودية المعهودة... إشارة أيضاً إلى أن النفوذ اليهودي على قطاع الإعلام أسقر عن سحب عدة وسائط إعلامية بريطانية من صحف وسواها تأييدها التقليدي لحزب العمال...
أما بالنسبة إلى المستقبل، وما هو متوقع بعد الإستقالة المرتقبة للسيد كوربين من رئاسة الحزب، فسيكون أمام القيادة الجديدة للعمال البريطانيين خيارين: إما العودة إلى الخضوع للمافيا الإحتكارية اليهودية، كما في السنوات الماضية، ومن المحتمل أن يكون هذا ما سيحصل، أو تسمية الأشياء بأسمائها وفضح الدور اليهودي لمحاربة حزب العمال بشكل خاص، وبريطانيا بصورة عامة.
في مطلق الأحوال، فإن الرفض الشعبي البريطاني للمافيا الإحتكارية اليهودية لن يزول، بل أنه قد يرتدي أشكالاً جديدة أكثر صراحة ووضوحاً، وقد يصبح العداء لليهود من العوامل الأساسية في الحياة السياسية البريطانية إذا ما تم التصرف على نحزٍ مناسب، وهو الأمر الذي أعرب عنه الحاخام الأكبر لبريطانيا إفراييم ميرفيس Ephraim Mirvis.، حيث قال أن هزيمة السيد كوربين لا تعني "زوال خطر العداء للسامية"، إذ أن "المخاوف" بشأن إنبعاث العداء للسامية تبقى قائمة جداً بعد الإنتخابات “The election may be over, but concerns about the resurgence of anti-Semitism very much remain,”
إشارة في النهاية إلى أن إحدى النائبات اليهوديات من حزب العمال روث سميث Ruth Smeeth ، والتي كانت قد إنتقدت السيد كوربين علناً وبشراسة بسبب "عدائه للسامية" قد خسرت مقعدها في الإنتخابات، وهو مقعد كان يُعنبر مضموناً لحزب العمال منذ خمسينات القرن العشرين، ما يعني أن الناخبين في دائرتها الإنتخابية رفضوا مواقف هذه اليهودية، وليس مواقف السيد كوربين...
|