نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
العالم العربي: تكثيف الحملة اليهودية لترويج التعاون اليهودي العريي في مجالات الإستثمارات المالية والسبل القانونية التي تتيح للعرب تجنب التعامل مع جهات "إسرائيلية"
نشرت صحيفة "هآرتس" اليهودية مؤخراً تحقيقاً حول المستثمر "الإسرائيلي" تال كينان العامل إنظلاقاً من مكاتبه الكائنة في تل أبيب المحتلة. وقد تركز التحقيق على العلاقة الجيدة القائمة بين كينان هذا وعدد من المستثمرين العرب في منطقة الخليج، حيث يقدم لهم خدماته الإستشارية في مجال الإستثمارات عن طريق شركة تابعة له مسجلة في جزر الكايمن وفي إيرلندا. كما يشدد كينان على مشاركته في مشاريع إنمائية بمنطقة الحكم الذاتي الفلسطيني المحدود، وعلى أن العديد من زبائنه العرب غير مدركون لكونه "إسرائيلي"، علماً أنه يحمل أيضاً الجنسية الأميركية.
المهم في هذا التحقيق أنه أُعطي تغطية واسعة عبر شبكة الإنترنت، وذلك ضمن أطر تتعدى بكثير مجرد موقع الصحيفة "الإسرائيلية" ناشرة التحقيق الأصلي، وكأن في ذلك إشارة إلى الإتجاه اليهودي الحالي لتعزيز التعاون والتنسيق بين اليهود وأصحاب الرساميل الخليجية.
هناك أمر مهم ينبغي التوقف عنده، وهو كون بعض المستثمرين العرب مع تال كينان غير مدركين أنه "إسرائيلي" الجنسية، حيث أنهم ربما كانوا قد إمتنعوا عن التعامل معه لو علموا بالأمر، على أن هذه الجنسية "أُخفيت" عن طريق الشركات المسجلة خارج فلسطين المحتلة، ولكون هذا اليهودي يحمل أيضاً الجنسية الأميركية. هذه المشكلة تبرز مع العديد من العاملين العرب في قطاعات الأعمال الدولية، حيث يجدون أنفسهم من حيث لا يدرون يتعاملون مع جهات "إسرائيلية" على نحو مكثف. معالجة هذا الأمر يمكن أن تتم بأن تتضمن بنود العقود المُبرمة مع جهات أجنبية بنوداً توجب فسخ العقد في حال أُخفيت أموراً تتعلق بجنسية أو بالأحرى جنسيات إحدى الجهات المتعاقدة، مع إلزام الجهة الخافية هذه الحقائق تسديد تعويضات مالية كبيرة. إن تضمين العقود بنود من هذا النوع لا يتناقض مع أي قانون أو معاهدة، ويتيح للجهات العربية المتعاقدة حماية مصالحها التجارية والمالية من غير أن تتعرض لتوجيه التهمة لها بمعاداة اليهود، أو ما شابهها، وفق التحديدات التي تنصّ عليها القوانين والمعاهدات المرعية التطبيق في الكثير من البلدان التي تحظر جميع أشكال "معاداة السامية"...
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة: إتساع نطاق وعي الشعب الأميركي إزاء خطر المافيا اليهودية
على الرغم من كل شيء، ووفقاً لما نتوقعه منذ سنوات عديدة ، فلقد بات واضحاً الآن أن اللوبي اليهودي بدأ بفقد قوته ونفوذه بالولايات المتحدة، وذلك على جميع الأصعدة وفي معظم الأوساط، من يمينية أو يسارية، وبين الأميركيين من العرق الأبيض ذوي الأصول الأوروبية إجمالاً، كما بين الأميركيين الأفريقيي أو الآسيويي الأصل من الأعراق السوداء أو الصفراء، دون أن ننسى الأميركيين من السكان الأصليين للولايات المتحدة، ونقصد بهم من يُعرفون بالـ"هنود الحمر". ومن أحدث مظاهر هذا الإتساع في رقعة أوساط الشعب الأميركي الرافضة لهيمنة اللوبي اليهودي على مراكز القوة والسلطة بالولايات المتحدة إعلان جمعية الدراسات الأميركية American Studies Associationالتي تضم نحو 5000 أميركي يعملون في المجالات الثقافية والجامعية مقاطعتها للكيان اليهودي، وذلك على إثر إجراء عملية إنتخاب بهذا الصدد كانت نتيجتها أن 66% من المقترعين تقريباً صوّتوا إلى جانب تأييد المقاطعة. وقد إتخذت جمعيات أميركية أخرى قرارات مماثلة في المدة الأخيرة، ومن بينها جمعية تمثل الأميركيين من السكان الأصيلين لأميركا، ويُنتظر أن تتعزز هذه الظاهرة خلال الأشهر القليلة القادمة.
وقد بدأ الوعي الأميركي إزاء الخطر اليهودي يتزايد إعتباراً من أواخر العقد الأول في القرن الحادي والعشرين إثر الأزمة المالية والمصرفية الكبيرة التي نشبت في 2008 نتيجة عمليات الإختلاس والمضاربة التي إرتكبتها إجمالاً المصارف والشركات المالية اليهودية. والمشكلة تكمن في أن الأوساط الفاعلة العربية ليست واعية أبداً لأهمية هذه الظاهرة، ولا تفعل شيئاً للإستفادة منها – بل وعلى العكس من ذلك تجد أن بعض هذه الأوساط تعطي الأولوية لتأجيج الحروب الأهلية الداخلية في العالم العربي، كما برز بصورة جلية مع حديث الوليد بن طلال آل سعود عن "وحدة المصالح بين ‘إسرائيل‘ والسعودية" – في حين أن جماعات اللوبي اليهودي مدركة تماماً للأمر، وهي بدأت تبحث عن بدائل للدعم الأميركي للكيان الصهيوني "إسرائيل"...
اللوبي اليهودي في كندا: طائفة يهودية تخسر دعوى صد صحافي كندي
صدر مؤخراً عن قاضٍ من مقاطعة الكيبيك الكندية حكماً بتبرئة الصحافي بيار لاسيرت Pierre Lacerteمن تهمة العداء للسامية ومضايقة كنيس تابع لجماعة "الحاسيديم" اليهودية مجاور لمنزله. والواقع أن القضية لم تكن تعدو كونها مجرد خلاف عادي بين جيران في الأساس، حيث أن القيّمين على الكنيس اليهودي كانوا يقومون بأشغال دون الحصول على ترخيص رسمي لذلك، مع الثسبب بالكثير من الفوضى والضوضاء والإزدحام للجوار، ما حدا بالصحافي أن يتقدم بشكاوى بهذا الصدد، وهو إستطاع فرض إيقاف الأشغال غير الشرعية بقرار من السلطات المحلية بعد مرور أربع سنوات على تقديم الشكاوى. وقد أتى الرد اليهودي بأن الطائفة اليهودية الحاسيديمية رفعت دعوى عليه مدعومة من عدد من كبار المقاولين اليهود في كندا والولايات المتحدة يطالبونه بتعوبضات مالية طائلة بقيمة 375000 دولار – والصحافي المذكور متوسط الحال من الناحية المادية – وإتهامه بالعداء للسامية والإمعان في التحرش باليهود، وذلك لأنه نشر تفاصيل هذه القصة السخيفة على مدوّنة blogخاصة به على الإنترنت... وقد دام المسلسل القضائي نحو عشر سنوات إنتهت بإصدار حكم لصالح الصحافي كما مرّ ذكره، لكن وفي الوقت عينه، وجد بيار لاسيرت نفسه موضوعاً على "لائحة سوداء" خفية جعلت معظم وسائل الإعلام الرئيسية في كندا تمتنع عن تشغيله، ما أدى إلى تكبده خسائر مادية فادحة.
هذه القصة نموذجية لجهة أنها تبين الطريقة المافياوية اليهودية للتعامل مع كل من يعترض تنفيذ الخطط اليهودية، ولو لمجرد خلاف عادي بين الجيران؛ على أنها تبين أيضاً أن اليهود غير قادرين على فرض مشيئتهم كما يشاؤون، كما أن نشر تفاصيلها في شبكة الإنترنت وفي وسائل إعلامية غير تابعة للوبي اليهودي لا بد وأن تؤثر على الرأي العام في كل من كندا والولايات المتحدة، لجهة فضح الأساليب اليهودية من ناحية، ولجهة تشجيع من يتعرض لمضايقات من قبل اليهود شبيهة لتلك التي تعرض لها لاسيرت لأن قدموا على إتخاذ الإجراءات القانونية المطلوبة من ناحية أخرى، وفي ذلك كله ما يؤشر من جديد إلى التضعضع البطيء وإنما الثابت الذي بدأت المافيا اليهودية تعاني منه في البلدان الغربية على مدى السنوات الأخيرة...
اللوبي اليهودي في روسيا: الرئيس بوتين يعفو عن اليهودي المختلس خودوركوفسكي
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين Vladimir Putinعن منحه عفو خاص للثري الروسي اليهودي ميخائيل خودوركوفسكي Mikhail Khodorkovskyالمسحون منذ 2003 بعد أن أُدين لإرتكابه عمليات إختلاس وتهرب من تسديد الضرائب المتوجبة عليه في روسيا.
لا نريد أن نبحث في أسباب منح هذا العفو – وقد عزاها بوتين إلى دواعٍ إنسانية بحتة- لكن لا بد من الإشارة إلى أن جماعات اللوبي اليهودي، والجماعات المرتبطة بها كانت تطالب منذ سنوات عديدة بالإفراج عن هذا اليهودي، وكانت تمارس الضغوط على روسيا لتحقيق هذا الهدف، حيث غدا هذا المختلس "رمزاً" لقضايا "حقوق الإنسان" و"الحريات السياسية" بلسان وسائل الإعلام الهودية في البلدان الغربية ...
ثقافة وإعلام: الخطوات العملية الأولى لشبكة إعلامية يهودية جديدة
إستكمالاً لخبر نشرناه سابقاً حول مشروع شبكة إعلامية جديدة يديرها الصحافي اليهودي اليساري الهوى غلين غرينوالد Glenn Greenwald، فلقد أُعلن أن تسمية هذه الشبكة هي "فيرست لوك ميديا" First Look Media، وأنها تباشر العمل بتمويل قدره 50 مليون دولار قدمها مؤسس موقع إي باي eBayعلى الإنترنت بيار اوميديار Pierre Omidyarالأميركي الإيراني الأصل، على أن تصل المبالغ المستثمرة إلى 250 مليون دولار في مرحلة لاحقة، وأن هذه الشبكة ستتخذ الصيغة القانونية بأنها هيئة صحافية "لا تبتغي الربح"، وأن رسالتها هي تشجيع "العمل الصحافي المستقل". والمكاتب الأولى للشبكة كائنة في مدن نيو يورك وسان فرنسيسكو والعاصمة الأميركية واشنطن، ويعمل في الهيئة المؤسسة لهذا المشروع العديد من اليهود مثل جاي روزين Jay Rosen، أستاذ مادة الصحافة في جامعة نيويورك، وغيره. مع التذكير أن الصفة "اليسارية" و"المستقلة" المزعومة لتلك الشبكة لا تزيل هويتها – على الأقل هويتها الجزئية- اليهودية، علماً بأن لليهود صلات وثيقة جداً بالأوساط اليسارية في العالم على وجه العموم، وبصورة خاصة الأوساط اليسارية الإشتراكية.
تكنولوجيا المعلومات والإتصالات:غوغل تستولي على شركة جديدة لتطوير أجهزة الروبوت
أفادت الأخبار الواردة من الولايات المتحدة بأن شركة غوعل Googleالأميركية اليهودية للإنترنت قد إستحوذت مؤخراً على شركة بوسطن ديناميكس Boston Dynamicsالمتخصصة في تطوير أجهزة الإنسان الآلي "الروبوت" ذات الإستعمالات العسكرية لحساب وكالة داربا DARPAلأبحاث الدفاع المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية. وتُعتبر "بومطن ديناميكس" من أكثر الشركات العاملة في هذا المجال تقدماً من الناحية التكنولوجية، وهذه الصفقة تؤكد مرة جديدة الصلة الوثيقة القائمة بين غوغل والدوائر الأمنية والعسكرية الأميركية، حيث أن هذه الدوائر ما كانت لتسمح بإتمام الصفقة لو أنها أُبرمت مع جهة غير مضمونة من جانبها...
وتولي غوغل تكنولوجيا الروبوت أهمية قصوى، حيث سبق لها وأن إشترت عدة شركات أخرى تعمل في هذا المجال. وينرأس قسم التكنولوجيا الروبوتية لدى غوغل اليهودي أندي روبين Andy Rubin، وهذا الأخير كان يشرف سابقاً على برنامج وضع معايير نظام أندرويد Android، بالإتفاق مع شركات أخرى، مع العلم أن نظام أندرويد للأجهزة الرقمية "الذكية" قد أخذ الكثير من مزايا نظام آي فون iPhone من شركة أبل Apple، وهو الأمر الذي كان يشكو منه كثيراً مؤسس أبل الراحل العبقري السوري الأصل ستيف جوبز Steve Jobsفي أيامه الأخيرة، حسب ما أكدته مصادر عديدة,,.
|