نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
- اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
تداعيات نهجم النائبة الصومالية الأصل إلهان عمر على منظمة الإيباك
لقد كان الحدث البارز في السياسة الداخلية الأميركية تصريح النائبة عن ولاية مينيسوتا إلهان عمرIlhan Omar بأن جماعة إيباك Aipac تدفع الأموال للساسة الأميركيين لكي يكونوا منحازين لـ"إسرائيل"؛ وكانت النتيجة تعرض النائبة الصومالية الأصل لحملة مركزة من جانبي الحزب الديموقراطي التي تنتمي إليه، حيث تلقت "تأنيبا" شديد اللهجةً من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوزي Nancy Pelosi والحزب الجمهوري، حيث "زايد" الرئيس الأميركي دونالد ترامب Donald Trump على الديموقراطيين بأن طالب بإستقالة إلهان عمر، وذلك "إرضاءاً" منه لليهود الأميركيين الذين هم ألدّ أعدائه السياسيين وأكثر المطالبين بإقصائه في الوقت الراهن كما هو معرو ف... كل ذلك أدى إلى أن النائبة عادت وتقدمت بـ"إعتذار" إلى اليهود الأميركيين مع إعرابها عن معارضتها للـ"عداء للسامية"... وعادت إلهان عمر بعد ذلك بأن ركزت نشاطها بمعارضة سياسات ترامب بشدة...
في كل الأحوال، تسترعي هذه التطورات التوقف على النقاط التالية:
كانت النتيجة الأولى لتصريح إلهان عمر بأن تسلطت الأضواء على نشاط الإيباك، مع نشر دراسات عديدة حول هذه الجماعة بصورة خاصة، وحول المافيا الإحتكارية اليهودية في الولايات المتحدة بصورة عامة.
لقد تضمنت المواد المنشورة حول النشاط اليهودي في أميركا عدداً من تسجيلات الفيديو تؤكد بما لا يقبل الشك الطبيعة المافياوية للوبي اليهودي بصورة عامة، وليس جماعة الإيباك فقط.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها فضح دور الإيباك، حيث أن النائب الجمهوري السابق السيد بول فيندلي Paul Findley نشر في 1985كتاباً موثقاً بالأدلة والبراهين حول الموضوع –كتاب "من يجرؤ على الكلام" They dare to speak out ، وقد كان هذا الكتاب من بين الأكثر مبيعاً بالولايات المتحدة (كذلك ترجمته إلى العربية في العالم العربي).
بالنسبة إلى تصريح إلهان عمر بالذات، لا بد من الإشارة إلى أن الـ"إيباك" لا تقوم بتمويل الساسة الأميركيين بصورة مباشرة، خلافاً لما ذكرته النائبة، وإنما بحث الأثرياء اليهود على التبرع لمن نراه مناسباً لخدمة أغراض المافيا الإحتكارية اليهودية. كما أن الجماعة تمارس بصورة مكثفة اساليب التهديد والترغيب لجعل الساسة الأميركيين يدعمون الكيان اليهودي "إسرائيل".
إعتذار إلهان عمر بالذات أتى ليشكل برهاناً على الطبيعة المافياوية ليهود أميركا، حيث أدرك الجميع بأن هذا "الإعتذار" لم يأتِ نتيجة "رفضها للعداء للسامية بعد أن علّمها زملاؤها اليهود في مجلس النواب الطبيعة ‘الكريهة‘ لهذا العداء للسامية" على حدّ ما جاء في تصريح الإعتذار، وإنما لأنها لم تتمكن من التصدي للضغوط التي مورست عليها. والسؤال الآن هو كيف ستتصرف السيدة إلهان عمر في المستقبل، وهل أن اليهود تمكنوا بالفعل من "تدجينها" لتتوقف من فضح المافيا الإحتكارية اليهودية في الغد؟
أتى هذا التطور في ظل إستمرار تزايد حوادث "العداء للسامية" بالولايات المتحدة، مع شمول الشعور المعارض لليهود ولـ"إسرائيل" الإتجاهات اليمينية واليسارية على حدّ سواء في المسرح السياسي الأميركي...
في مطلق الأحوال، وإيّ ’لت إليه التطورات بهذا الصدد في المستقبل، يبقى أن هذه القضية ساهمت في تعزيز جديد للوعي الأميركي إزاء حقيقة الدور المافياوي اليهودي بالولايات المتحدة، والمطلوب المزيد من الخطوات المماثلة في المستقبل، ليس من جانب السيدة إلهان عمر وحدها طبعاً، وإنما من جميع رافضي هيمنة المافيا الإحتكارية اليهودية في أميركا، من الأميركيين ذوي الأصل العربي، ومن الأميركيين من أصول أخرى، وبصورة خاصة الأميركيين غير اليهود الأوروبيي الأصل، وهناك عدة مؤشرات جيدة بهذا الصدد تبشر بمستقبل جيد يؤدي إن شاء الله إلى زوال هيمنة المافيا الإحتكارية اليهودية على المقدرات الأميركية شرط أن يتم إستثمار هذه العوامل بصورة مناسبة.
- العالم العربي
تنشيط سياق "تطبيع" بعض الدول العربية مع "إسرائيل" في مؤتمر وارسو
تناقلت وسائط الإعلام مظاهر تطبيع العلاقات بين الوزراء العرب – وبصورة خاصة وزراء بعض بلدان الخليج – والمسؤولين "الإسرائيليين" في مؤتمر وارسو، بحيث لم يعد هؤلاء المسؤولين العرب يخفون هذا الأمر... ويمكن تلخيص الإنعكاسات المنتظرة لمؤتمر وارسو بالآتي:
بالنسبة غلى الأنظمة العربية الملتزمة بمسارات وارسو، فلقد اصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الدولة العدوة، وليس "إسرائيل"، وذلك بصورة "رسمية" صريحة.
من هنا، لا بد لهذه الأنظمة من التعاون والتنسيق مع اليهود ضد إيران...
لا بد أن يستتبع الأمر "تطبيعاً" للعلاقات، مع الكيان اليهودي، وهذا "التطبيع" لن يقتصر على الجوانب العسكرية والمخابراتية فقط، بل يشمل الجوانب الثقافية والإقتصادية.
من هنا، ينتظر أن تلجأ بعض الأنظمة العربية إلى منع نشر اية كتابة معادية لليهود بصورة عامة، ولـ"إسرائيل" بصورة خاصة، علماً أن هذا ما بدأ فعلاً في بعض الحالات...
كما يُحتمل أن يشمل هذا "التطبيع" إدخال ثقافة "الهولوكوست" إلى البلدان العربية، بمعنى التباكي اليهودي على "حملات الإبادة" التي يدعي اليهود أنهم تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الثانية على ايدي الالمان وحلفائهم... مع التذكير بأن المتاجرة بالـ"هولوكوست" تعتبر من مصادر الدخل الرئيسية لليهود عن طريق إستنزاف الدول والشركات المتهمة بالمشاركة في هذه الخرافة بالتعويضات الطائلة، فضلاً عن المكسب المعنوي البالغ الذي تحققه المافيا الإحتكارية اليهودية من التباكي على مصير الضحايا اليهود المزعومين لهذه "الإبادة الجماعية"...كل هذا مع العلم بأنه لا توجد أية دلائل مادية و/أو خطية لحصولها – أي حصول تلك الإبادة المزعومة، وأن هناك إستحالة مادية لذلك، بالإستناد إلى بعض الدلائل الثابتة، بما فيها دلائل يهودية بالذات... (تُراجع بهذا الصدد دراستنا "حقيقة محرقة اليهود").
بالمقابل، فإن الرأي العام العربي لن يتقبل هذا الأمر، ومن هنا سوف يعمد بعض الحكام العرب، بالتعاون والتنسيق وتحت إشراف اليهود، بتصعيد نبرة الإنقسامات ذات الطابع الطائفي والمذهبي، مع العلم أن هذا "التصعيد" حاصل في العديد من البلدان منذ عدة عقود، والسعي جارٍ لكي تتسع رقعة الإنقسامات إلى جميع البلدان العربية... والهدف هو طبعاً تحويل الأنظار عن القصية الفلسطينية، وفرض الحلول اتي تناسب اليهود للقضية الفلسطينية...
والأمر الذي يثير السخرية والمرارة هو أن "التطبيع العربي مع اليهود" الحاصل على حساب السلم الأهلي في البلدان العربية نفسها يجري في وقت تتزايد فيه مظاهر "العداء للسامية" (أي العداء لليهود) في غالبية بلدان العالم، بما فيها البلدان الداعمة الأساسية لـ"إسرائيل" مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا... أي أن العرب يسيرون مرة جديدة عكس الإتجاه العالمي، وضد مصالحهم القومية الحيوية بالذات...
بالمختصرـ فإن المطلوب هو نبذ جميع الإنقسامات ذات الطابع المذهبي في المجتمعات العربية، وإعتبار "إسرائيل" واليهود بمثابة العدو الأساسي التي يجب أن تتركز كل الجهود من أجل القضاء المبرم عليه، وذلك ليس من منطلق فلسطيني أو عربي وحسب، وإنما من منطلق إنساني شامل بالنظر إلى أن المافيا الإحتكارية اليهودية تمثل خطراً مميتاً على الإنسانية جمعاء، وليس على الفلسطينيين والعرب وحدهم... ( تُراجع بهذا الصدد دراستنا "Breakthrough أو العبور الإنكساري" حيث نستعرض العوامل التي تحدد الطبيعة المافياوية الإحتكارية لليهود.)
- اللوبي اليهودي العالمي
المؤتمر اليهودي العالمي يحذر من تصاعد "النازية المتجددة" في أوروبا
حذر المؤتمر اليهودي العالمي World Jewish Congress من تزايد شعبية الإتجاه السياسي القومي الإشتراكي المتجدد أو "النيو نازي" في القارة الأوروبية. جاء ذلك في بيان أصدره المؤتمر ‘ستنكاراً لتنظيم مسيرة شعبية في العاصمة البلغارية صوفيا لتكريم ذكرى الجنرال هريستو لوكوف Hristo Lukov أحد القادة القوميين الباريين في بلغاريا، ‘ذ يتهمه اليهود بأنه تعاون مع الألمان ضدهم خلال الحرب العالمية الثانية.
واضاف البيان اليهودي أن الأمر الأكثر مدعاة للـ"قلق" هو أن هذه المسيرات لا تقتصر على بلغاريا، بل أنه يتم تنظيم مسيرات مشابهة في دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا، بولندا وأسوج وسواها، وأن سلطات تلك البلدان تسمح بإجرائها، فضلاً عن الشعبية التي تحظى بها هذه المناسبات...
- اللوبي اليهودي في فرنسا
تزايد حوادث "العداء للسامية" بفرنسا
أفاد وزير الداخلية الفرنسي أن عدد حوادث "العداء للسامية" قد إرتفع بنسبة 74% في 2018 بالمقارنة مع ما كان عليه في 2017. وقد أعربت الجماعات اليهودية بفرنسا عن هلعها لهذا الواقع، وكذلك الأحزاب السياسية التقليدية الفرنسية، وتداعت للدعوة إلى مسيرة "إحتجاجية" ضد "العداء للسامية" في العاصمة الفرنسية باريس هذا الأسبوع... مع الإشارة إلى أن هذه ظاهرة تزايد العداء للسامية بفرتسا مستمرة حتى الآن، حيث تم تسجيل عدة حوادث من هذا النوع في الأسابيع الأولى من هذا العام، بما في ذلك رسم صلبان معقوفة "سفاستيكا" (رمز الحركة القومية الإشتراكية "النازية") على نصوب اقيمت لتكريم ذكرى عدد من أعلام يهود فرنسا مثل الوزيرة السابقة سيمون فايل Simone Veil (التي أدخلت قانون الإجهاض إلى التشريع الفرنسي سنة 1975...) وسواها.
- اللوبي اليهودي في ألمانيا
زيادة لافتة لحوادث "العداء للسامية" في ألمانيا سنة 2018
أفادت الإحصاءات غير النهائية المتوفرة من مصادر يهودية ومن مصادر السلطات الألمانية بأن عدد حوادث "العداء للسامية" قد إرتفع في ألمانيا بنسبة 10% في 2018 بالمقارنة مع ما كان عليه في 2017/، في حين إرتفع عدد حوادث العنف ضد اليهود بنسبة 60%. وأكدت هذه المصادر بأن أغلبية من قام بهده الأعمال هم المنتمون إلى جماعات أقصى اليمين أو أنصارها، وبصورة خاصة جماعات إتجاه القومية الإشتراكية المتجددة "النيو نازية".
بكلام آخر، فإن أكثرية "المعادين للسامية" بألمانيا هم من سكانها الأصليين، وليس من المهاجرين إلى هذا البلد من دول شرق أوسطية أو أفريقية.
والمعروف أن ألمانيا هي أكثر بلدان العالم التي تدفع "تعويضات" لليهود "تكفيراً" منها للهولوكوست المزعوم الذي يدعي اليهود بأن الألمان قد قاموا به بحقهم خلال الحرب لعالمية الثانية (تراجع ملاحظتنا بشأن حقيقة هذه الخرافة في تحليلنا مؤتمر وارسو ضمن هذا التقرير). مع الأمل بأن يترجم الوعي المتجدد للشعب الألماني إزاء خطر المافيا الإحتكارية اليهودية إلى توقف ألمانيا عن تسديد هذه الأموال التي تنفق بغير حق على اليهود على حساب رخاء الشعب الألماني... مع العلم بأن ثمة حالة من التوتر الإجتماعي سائدة بألمانيا بالوقت الراهن بسبب تدهور الأوضاع الإقتصادية في هذا البلد.
- اللوبي اليهودي في فينيزويلا
تأكد إنحياز اليهود إلى جانب المعارضة في فينيزويلا، مع التداعيات المحتمل لهذا الإنحياز في أميركا الجنوبية
تأكد بصورة رسمية ما ذكرناه في تقرير 27 كانون الثاني/يناير 2019 لجهة إنحياز اليهود لجانب قوى المعارضة المتمردة في فينيزويلا، حيث أكد رئيس المعارضة خوان غوايدو Juan Guaido – الذي نصب نفسه رئيساً جديداً لهذا البلد – أنه سيوثق علاقات بلاده مع "إسرائيل"، في حين أن الرئيس الفينيزويلي نيكولاس مادورو Maduro, Nicolas سارع إلى إتهام خصمه بخدمة مصالح الولايات المتحدة والصهاينة، مع الإعراب عن تأييده للقضية الفلسطينية.
والمعروف أن عديد اليهود في فينزويلا ضئيل لا يتجاوز نحو 6000 إلى 10000 رأساً وفق أحدث التقديرات، (نعتمد عبارة "رأس" بدل "نسمة" لدى تعداد اليهود بالنظر إلى أن اليهود يعتمدون عبارة "غوييم" لتسمية بني البشر من غير اليهود، و"غوييم" تعني الحيوانات باللغة العبرية، ومن هنا لا بد من معاملة اليهود "بالمثل" من هذه الناحية)، وقد تقلص هذا العدد في السنوات الأخيرة بسبب الأزمة التي تعيشها البلاد؛ على أن هؤلاء اليهود ينتمون إجمالاً للطبقات الغنية، كما أنهم قد يتطلعون إلى الهيمنة على ثروات البلد النفطية في حال سقوط النظام الحالي برئاسة مادورو...
مع التذكير بأن ثمة ريبة شديدة وتخوف كبير من التواجد اليهودي تسود في جميع أرجاء أميركا الجنوبية، بالنظر إلى أن اليهود إشتروا مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة باتاغونيا – بين الأرجنتين وتشيلي – يقال أنها ستكون موطن لـ"إسرائيل" ثانية أو بديلة عن فلسطين في حال لم يعد بإمكان اليهود الإستمرار في إحتلال الأرض المقدسة – قريباً إن شاء الله... (طبعاً نحن نتمنى سقوط "إسرائيل" في فلسطين، على أننا لا نتمنى قيام "إسرائيل" جديدة في منطقة أميركا الجنوبية الصديقة التي يقيم فيها الكثير من السكان من أصل عربي...)
وفي حال سقط نظام الرئيس مادورو بفينيزويلا، ونجح خصمه غوايدي بالحلول مكانه، فقد تتحول فينيزويلا إلى مركز قوة جديد لليهود في أميركا الجنوبية، مع العلم بأن لديهم مراكز "محصنة" خاصة بهم – أي خاصة باليهود – في كولومبيا المجاورة لفينيزويلا...
|