نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي العالمي : راحيم عمانوئيل يتضامن مع المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة
أعلن عمدة مدينة شيكاغو الأميركية اليهودي المتطرف راحيم عمانوئيل Rahm Emanuel عن مشاركته الرمزية في حملة إضراب عن الطعام قائمة حالياً بأميركا من أجل ممارسة الضغط على الكونغرس لكي يُصار إلى سن قوانين أكثر "إنسانية" لتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين الوافدين إلى أرض الولايات المتحدة.
هذا الموضوع هو أميركي داخلي وبالتالي فإنه لا يعنينا كثيراً من الناحية المبدئية. على أنه لا بد من الإشارة إلى أن الأوساط اليمينية المتطرفة في كل من الولايات المتحدة وبلدان أوروبا الغربية تشدد كثيراً في هذه الأيام إلى أن الشخصيات صاحبة السلطة والنفوذ من اليهود، من راحيم عمانوئيل إلى المتفلسف الفرنسي اليهودي برنارد هنري ليفي Bernard Henri Lévy والعديد سواهما من الوجوه السياسية والثقافية اليهودية يقفون عادة في طليعة الداعين إلى سن تشريعات "إنسانية" لتسوية أوضاع المهاجرين "غير الشرعيين" الوافدين إلى البلدان الغربية، لكنهم وفي الوقت نفسه يتجاهلون تجاهلاً تاماً الطبيعة العنصرية التمييزية الصارمة للسياسات "الإسرائيلية" الداخلية إزاء الفلسطينيين بصورة خاصة، وإزاء جميع الوافدين إلى أرض فلسطين من غير اليهود، (مثل المهاجرين الأفارقة الداخلين بصورة غير قانونية) بصورة عامة... بما يعني أن هؤلاء اليهود اليساريي الإتجاه يطبقون بحذافيرها القواعد التلمودية التي تبيح لليهود ممارسة أقصى أنواع العنصرية والتمييز بحق غير اليهود، وتحظر الأمر نفسه على غير اليهود هؤلاء المعروفين بالـ"الغوييم" عند اليهود (الغوييم، وهي التسمية التي يطلقها اليهود على غير اليهود، تعني "حيوان" باللغة العبرية)...
حرب اليهود على الديانة المسيحية : يهود أميركا يتمكنون من فرض هدم صليب عملاق بولاية كاليفورنيا
يُعتبر الصليب العملاق المُقام على تلة مونت سوليداد Mount Soledad في جوار مدينة سان دييغو بولاية كالفورنيا الأميركية من المعالم السياحية والفنية الأساسية في تلك المنطقة، علماً أن هذا الصليب تم نصبه في 1954 ضمن تطاق موقع مخصص لتكريم شهداء القوات المسلحة الأميركية.
وقد إعترضت جمعية قدامى الجيش الأميركي اليهود Jewish War Veterans of the United States of America على هذا النصب وأقامت في 1989 دعوى قضائية للمطالبة بإزالة المعلم على أساس أنه يمسّ بمشاعر غير المسيحيين (مع الإشارة إلى أن هذا الصليب لم يثر أي إعتراض من أتباع الديانات غير المسيحية الأخرى بالولايات المتحدة، من إسلامية و بوذية و سواها...)، تساندها في ذلك بعض الجماعات الداعية إلى "فصل الدين عن الدولة"، وما إلى ذلك. وقد وضعت الدولة الإتحادية الأميركية يدها على النصب في 2006 لكي تخرج القضية من صلاحية ولاية كاليفورنيا وتصبح من صلاحية الدولة الأميركية الإتحادية، وعلى إثر تطورات قضائية عديدة بلغت حد تدخل المحكمة العلبا الأميركية Supreme Court ولا مجال هنا للدخول في تفاصيلها، صدر حكم من قاضٍ إتحادي بوجوب إزالة هذا المعلم الشهير في المنطقة تصديقاً لحكم سابق. وقد ذكر القاضي أنه شخصياً لا يؤيد إزالة الصليب ولكنه مُلزم على إصدار مثل هذا الحكم. وما يزال أمام الحكومة الإتحادية الأميركية مهلة ثلاثة أشهر تقريباً للإعتراض أمام المحكمة العليا الأميركية على القرار القاضي بإزالة الصليب، لكن ثمة شك كبير في أن هذا الإعتراض، في حال حصولهً، سوف يؤدي فعلاً إلى نقض الحكم المذكور، وذلك بالنظر إلى الوجود اليهودي أو المؤيد لليهود بكثافة بين قضاة المحكمة العليا الأميركية...
مال وأعمال : إصدار أحكام تقضي بسجن 107 رئيساً لمصارف محلية صغيرة بالولايات المتحدة
أفادت صحيفة الواشنطن بوست Washington Post أن أحكاماً صدرت قضت بسجن 107 مسؤولاً رئيسياً لمصارف بسبب إرتكابهم مخالفات في عملهم كان لها تأثيراً كبيراً للتسبب بالأزمة المالية الكبيرة التي نشبت في الأسواق المالية الأميركية سنة 2008. ومتوسط فترات السجن المحكوم بها حمس سنوات وتسعة أشهر، أي ضعفي فترات السجن المفروضة للجرائم المالية بالولايات المتحدة عادة. وقد صدرت هذه الأحكام بالإستناد إلى تحقيقات أجراها مكتب المفتش العام المختص ببرنامج إصلاح الموجودات المتأزمة SIGTARP ، وهو مكتب أُنشىء ليقوم بالإشراف على برامج الإقراض الحكومي الأميركي لإنقاذ القطاعات المصرفية وشركات صناعة السيارات عقب أزمة 2008 عن طريق منحها قروض بكفالة الدولة الأميركية. وقد إستطاع المكتب المذكور إسترداد 4.7 بليون دولار لصالح الحكومة الأميركية والجهات المتضررة من سوء تصرف المؤسسات المالية.
وقد يبدو الأمر إيجابياً من الناحية المبدئية، لكن الأمر الأقل إيجابية هو أن المصرفيين الـ107 المُعاقبين هم مسؤولين في مصارف محلية صغيرة الحجم، في ما بقي المسؤولون عن المصارف العملاقة الرئيسية بمنأى عن الملاحقات حتى الآن، علماً أن هذه المصارف العملاقة هي التي كانت المسؤولة الرئيسية عن نشوب الأزمة بإجماع الخبراء الإقتصاديين والماليين (لا حاجة إلى التذكير بأن معظم مسؤولين و/أو مالكي المصارف والشركات المالية الرئيسية بالولايات المتحدة هم من اليهود...). ومع ذلك، فإن أحد الخبراء الإقتصاديين والقانونيين الأميركيين إعتبر أن صدور هذه الأحكام – والأحكام التي ستليها بهذه القضايا – يشكل سابقة قانونية وإجتهادية مهمة سيكون من شأنها تسهيل ملاحقة المصارف والمؤسسات المالية الرئيسية في المستقبل.
أخبار تفيد بقرب تعيين حاكم المصرف المركزي "الإسرائيلي" نائباً لحكم صندوق الإحتياط الأميركي
أفادت أخبار لم تتأكد بعد أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما Barack Obama بصدد تعيين اليهودي ستانلي فيشير Stanley Fischer نائباً لحاكم صندوق الإحتياط الإتحادي الأميركي Federal Reserve ، وذلك بعد تعيين اليهودية جانيت يليين Janet Yellen حاكمة لصندوق الإحتياط بوقت قريب. وقد شغل ستانلي فيشير منصب حاكم المصرف المركزي "الإسرائيلي" بين 2005 وحزيران/يونيو 2013، وهو يحمل الجنسيتين الأميركية و"الإسرائيلية" ويعمل بالوقت الحاضر رئيساً للخبراء الإقتصاديين لدى البنك العالمي World Bank .
إعلام وثقافة : تشكيك واسع النطاق إزاء حقيقة مشروع شبكة إعلامية "بديلة" عن المجموعات الإعلامية التقليدية
يشتهر الصحافي اليهودي اليساري اللواطي غلين غرينوالد Glenn Greenwald لكونه من أبرز من نشر محتويات التقارير المخابراتية السرية التي كشف عنها الخبير الأميركي الشهير إدوارد سنودن Edward Snowden . ويقيم عرينوالد في البرازيل بالوقت الراهن، حيث يعمل على تحقيق مشروع إنشاء شبكة إعلامية عملاقة جديدة ستكون "بديلة" alternative لوسائل الإعلام الرئيسية الحالية الخاضعة لهيمنة الرأي الواحد والعاملة لصالح إيديولوجيا العولمة، وفق أدبيات عرينوالد نفسه.
ومن الناحية المبدئية، فإن هذا المشروع قد يبدو جذاباً للكثيرين، على أن العديد من الناشطين في حركة ويكيليكس Wikileaks وسواها من المواقع على الإنترنت التي فضحت عدداً من أسرار المخابرات الأميركية أبدت تشكيكها البالغ إزاء حقيقة هذا المشروع، سيما وأن عدداً من كبار المتمولين الأميركيين يقفون وراءه.
بكلام آخر، هناك تخوف في الأوساط الأميركية المعارضة حقاً للسياسات الرسمية التي تسير عليها البلدان الغربية وفق مفهوم "العولمة" من أن تكون هذه الشبكة الإعلامية المنوى إنشائها مجرد ستار تستعملها وكالات المخابرات الأميركية واليهودية للتغلغل إلى داخل صفوف الأوساط المعارضة للسياسات الغربية، وبصورة خاصة الأوساط اليسارية من بينها، والتحكم بسياساتها على نحو خفي.
ولا بد هنا من التذكير بالشكوك القائمة خول حقيقة شركة غوغل Google الأميركية اليهودية للإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، حيث تؤكد عدة مصادر موثوقة بأن الشركة مرتبطة على نحو وثيق بأجهزة المخابرات الأميركية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى شبكة فايسبوك Facebook اليهودية الإجتماعية، ناهيك عن المبادرات "الإنسانية" المختلفة التي يدعمها الثري اليهودي جورج سوروس George Sorosـ أو يُبادر إلى تأسيسها... والصفة المشتركة لجميع هذه الشركات والبرامج والمبادرات أنها يهودية المنشأ ويسارية الإتجاه وتدعي العمل من أجل "الدفاع عن حقوق الإنسان"، مع التذكير بدورها الكبير في التسبب ببدايات ما سمي بـ"ثورات الربيع العربي" المزعوم...
والأرجح أن مشروع غلين عرينوالد سيدخل ضمن هذا التصنيف أيضاً لدى تحققه على أرض الواقع، فحذار الوقوع في هذا الفخ الجديد...
|