نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
الكيان اليهودي "إسرائيل"
"إسرائيل" بصدد المطالبة بقيمة ممتلكات اليهود الذين غادروا البلدان العربية وإيران
ذكرت صحف يهودية "إسرائيلية" بأن تقريراً حكومياً "إسرائيلياً" قدر قيمة الممتلكات التي يدعي اليهود أنهم خسروها في البلدان العربية وفي إيران بسبب مغادرتهم هذه البلدان إثر إعلان نشأة الكيان اليهودي "إسرائيل" تبلغ نحو 150 بليون دولار، في حين أن التقديرات اليهودية السابقة بهذا الصدد كانت تشير إلى مبالغ بقيمة 250 بليون دولار تقريباً. ويعود هذا "التراجع" في القيمة على الأرجح إلى أن اليهود يتطلعون إلى تحقيق ما يُعرف بـ"صفقة العصر" المزعومة، حيث يتراجع الفلسطينيون عن حقوقهم مقابل توطينهم في بلدان أخرى – مع الإشارة والتشديد إلى أن الفلسطينيين يرفضون رفضاً مطلقاً التخلي عن حقوقهم والدخول طرفاً في هذه الصفقة المزعومة - ، وعليه يرغب اليهود بإظهار قدر من "الإعتدال" الوهمي لتشجيع البلدان العربية على القبول بهذه الصفقة...
وتؤكد مصادر اليهود أن عديد اليهود الذين غادروا البلدان الشرق أوسطية بسبب إعلان نشأة الكيان اليهودي يبلغ نحو 850000 رأساً (نعتمد عبارة "رأس" بدل "نسمة" لدى تعداد اليهود بالنظر إلى أن اليهود يعتمدون عبارة "غوييم" لتسمية بني البشر من غير اليهود، و"غوييم" تعني الحيوانات باللغة العبرية، ومن هنا لا بد من معاملة اليهود "بالمثل" من هذه الناحية)، مع العلم أن مجلس نواب الكيان الصهيوني اصدر في 2010 قانوناً يشترط "التعويض" على اليهود لدى إبرام أية معاهدة "سلام" بين هذا الكيان وبلد عربي.
العالم العربي
إزدياد الطابع الطائفي للـ"حراك" في لبنان يثير إغتباط اليهود، وتساؤلات حول دور محتمل لشركات سوروس في تدهور قيمة الليرة اللبنانية
لقد كانت إحدى شعارات "الحراك" الشعبي" في لبنان رفض الطائفية بكل اشكالها، وهو شعار ممتاز يلبي تطلعات الشعب منذ نشأة لبنان تقريباً؛ غير أن واقع الأحداث على الأرض هو معاكساً تماماً لهذا الشعار، مع نشر تسجيلات فلفيديو تستفزّ المذاهب وتؤدي إلى إشعال الإضطرابات وتكون موجهة ضد المذاهب الإسلامية المختلفة، كما ضد المسيحيين عن طريق إحراق وتحقير زينة عيد ميلاد السيد المسيح (ع)...
لا نريد الدخول في التفاصيل، وإنما يكفي الإطلاع على وسائط إعلام الجهات المعادية للمقاومة ذد اليهود، وبصورة خاصة، وإنما ليس بصورة حصرية وسائط إعلام العدو اليهودي "إسرائيل"، ليتبين أن "إسرائيل" هي المستفيدة الأولى لما يحري في لبنان – وكذلك في العراق - ، مع التذكير بالشكوك المريبة المحيطة ببعض الجهات الخارجية الداعمة لبعض – وليس جميع – الأطراف في هذا الحراك، ومن أبرزها الجماعات التابعة للبليونير اليهودي الأميركي من أحل مجري جورج سوروس George Soros ، صاحب التاريخ الطويل في تأجيج الإضطرابات في شرقي أوروبا وفي الشرق الأوسط، والذي بنى ثروته على المضاربة بالعملات؛ وكنا دعونا في تقريرنا السابق إلى التحقيق في الصلات التي قد تكون قائمة بين سوروس وبعض جماعات الحراك، فإننا ندعو اليوم أيضاً إلى التدقيق في حركة التحويلات الواردة من الشركات المالية التي يملكها هذا اليهودي إلى لبنان لمعرفة ما إذا كان لتلك التحويلات – في حال حصولها الفعلي، لا نملك إمكانية التأكد من الأمر بطبيعة الحال، وهو ما يتطلب قدرات لا تملكها سوى أجهزة الرقابة والتدقيق المالي التابعة لحكومات – صلة بالتدهور الذي شهده سعر صرف الليرة اللبنانية في أسواق القطع... مع التذكير بتخصص سوروس في المضاربة بأسعار العملات...
وأخيراً وليس آخراً، لا بد من الإشارة إلى ما أُثير حول المطالبة العلنية لبعض "نجوم" الحراك، والأكثر تطرفاً غي مطالبهم وفي تحريكهم للإضطرابات، بـ"تحقيق السلام" مع العدو اليهودي "إسرائيل"، ولو أن هذه المطالبة أتت على نحو غير مباشر... والمطلوب هنا أيضاً توضيح المواقف بصورة لا لبس فيها، وعدم الإكتفاء بالشعارات البراقة وإنما الفضفاضة التي تحمل جميع المعاني...
اللوبي اليهودي في البرازيل
البرازيل يعزز علاقنه بالعدو اليهود بالتوازي مع زيادة الأدلة على فساد أسرة رئيس هذا البلد
إفتتح البرازيل مكتباً تجارياً له في القدس الشريف، وذلك توطئة لنقل السفارة البرازيلية في الكيان اليهودي "إسرائيل" إلى المدينة المقدسة المحتلة في 2020ـ وفق ما تعهد به الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو Jair Bolsonaro ، مع التذكير بأن المذكور ينتمي إلى التيار الذي يدّعي زوراً وبهتاناً بأنه ينتمي للديانة المسيحية، والذي يُعرف بالـ"صهيونية المسيحية" التي تتناقض جميع طقوسها وأفعالها مع رسالة السيد المسيح يسوع الناصري (ع) الذي سمى اليهود بـ"أولاد الأفاعي".
وكان إدواردو بولسونارو Eduardo Bolsonaro، نجل الرئيس البرازيلي وهو عضو في مجلس النواب البرازيلي، هو الذي إفتتح شخصياً المكتب التجاري، وصرح بالمناسبة بأن المكتب المذكور يمثل نموذجاً لتحتذي به سائر بلدان أميركا اللاتينية، علماً بأن بنيامين نتن ياهو حضر الإفتتاح، كدليل على الأهمية التي يرتديها هذا الحدث بالنسبة لليهود...
وقد أدانت جامعة الدول العربية الخطوة البرازيلية، وهددت بإتخاذ إجراءات مضادة؛ مع الأمل بأن يكون التهديد جدياً هذه المرة...
نذكر أن لأنجال وزوجة الرئيس البرازيلي مراكز مرموقة في السياسة والإقتصاد بالبرازيل، وهذه المراكز اثارت شبهة الفساد الواسع النطاق على بعض أفراد أسرة بولسونارو، مع إجراء تحقيقات قضائية حول بعض هذه التهم... مع التذكير بأن شبهة الفساد تطال أغلبية – حتى لا نقول جميع - الشخصيات السياسية غير اليهودية في العالم الخاضعة للمافيا الإحتكارية اليهودية.
اللوبي اليهودي في أوكرانيا
محكمة أوكرانية تنقض قرار بإقصاء ديبلوماسي أوكراني إتهم بالـ"عداء للسامية"
على الرغم من النفوذ البالغ الذي يتمتع به اللوبي اليهودي الأوكراني، والذي تكرّس هذه السنة بإنتخاب مهرِّج يهودي رئيساً للبلاد، فإنه يبدو أن ثمة من يرفض خضوع أوكرانيا للمافيا الإحتكارية اليهودية. فلقد قضت محكمة أوكرانية بنقض قرار إتخذته وزارة الخارجية الأوكرانية في العام الفائت كان قضى بإقصاء ديبلوماسي أوكراني بعد أن تبين أنه يحمِّل اليهود مسؤولية إشعال الحرب العالمية الثانية، وبعد أن تبين بأن لديه ميول "نازية" - دلائل هذه الميول للديبلوماسي الأوكراني ظهرت على مواقع التواصل الإجتماعي، وليس في مواقف صادرة عنه بصفته الدبلوماسية الرسمية - ، وقررت المحكمة وجوب إعادة الدبلوماسي إلى مركزه السابق، مع تسديد الراتب الذي لم يتقاضاه بسبب إقصائه. وقد إستجابت وزارة الخارجية الأوكرانية جزئياً ومرغمة للقرار القضائي، غير أنها إستأنفت هذا القرار، ذلك أن الدولة الأوكرانية برمّتها باتت خاضعة للمافيا الإحتكارية اليهودية عقب إنتخاب المهرج اليهودي فولودومير زيلانسكي Zelensky Volodymyr.
نذكر أنه تم تجويع الشعب الأوكراني في ثلاثينات القرن العشرين في الحملة التي عُرفت بـ"هولودومور" Holodomor وقد دهب الملايين ضحية هذه الحملة، وكان أبرز مخططيها ومنفذيها شيوعيين يهود، ومن هنا لقيت القوات الألمانية ترحيباً شعبياً حقيقياً حين إحتلت أوكرانيا في 1941، وإنخرط آلاف الأوكرانيين في القوات الألمانية خلال الحرب، تعبيراً منهم لرفض الشيوعية واليهود معاً... ولا يزال العديد من الأوكرانيين يحنّون إلى هذه المرحلة، بدليل شعبية الإتجاه "النازي" في بلدهم...
وبالعودة إلى حادثة إقصاء الديبلوماسي الأوكراني، فلقد أعربت "إسرائيل" عن شعورها بالصدمة من الحكم القضائي، وذلك في تدخل سافر من جانبها في الشؤون القضائية الأوكرانية، غير أنها عبرت عن إرتياحها لموقف وزارة الخارجية الأوكرانية التي إستأنفت القرار بعد أن أدانته...
اللوبي اليهودي في الهند والباكستان
قرصنة أالأجهزة الهاتفية لنحو 20 مسؤولاً باكستانياً بواسطة برنامج "إسرائيلي"
ذكرت صحيفة الغارديان the Guardian البريطانية بأنه يتم التنصت على مخابرات نحو عشرين مسؤولاً باكستانياً رفيعاً على أجهزتهم الهاتفية الذكية "سمارتفون" بواسطة برنامج "إسرائيلي" من شركة "مجموعة أن أس أو" NSO Group "الإسرائيلية"، حيث يستغل هذا البرنامج ثغرة في تطبيق "واتساب" WhatsApp الشهير والذي يملكه موقع فايسبوك Facebook اليهودي المعروف. ولم يتم حتى الآن تأكيد أو تكذيب هذه المعلومات، غير أن بعض المصادر ربطت بين هذا التطور والتوتر الدائم الذي يسود العلاقات الهندية الباكستانية، مع الإشارة إلى العلاقة الوثيقة القائمة حالياً بين الهند و"إسرائيل"، علماً أن الهند هي المستوردة الأولى عالمياً للأنظمة العسكرية والأمنية "الإسرائيلية" الإنتاج، وأنه يُعتقد أنها إبتاعت منتجات "مجموعة أن أس أو"، وفق ما ذكرته مصادر هندية...
اللوبي اليهودي في ألبانيا
"إسرائيل" تتطلع إلى توثبق علاقتها مع ألبانيا
إستغل اليهود الزلزال الذي ضرب ألبانيا مؤخراً للتقرب من هذا البلد الأوروبي ذي الأغلبية السكانية المسلمة، حيث أرسلت "إسرائيل" بعثة للمشاركة في أعمال الإغاثة، كما أن جمعية يهودية تبرعت لإعادة بناء منزل ألباني هدمه الزلزال تملكه عائلة كانت "أوت فيه يهود يحاولون النجاة من "المحرقة" المزعومة الهولوكوست خلال الحرب العالمية الثانية.، مع تسليط الأضواء الإعلانية على هذا التطور "المؤثر"...
وتندرج هذه المساعي اليهودية لتوثيق الصلات بين "إسرائيل" وألبانيا في سياق مسعى المافيا الإحتكارية اليهودية التقرب من المسلمين غير العرب لتشجيعهم على تناسي القضية الفلسطينية، ولحملهم على "التضامن والتنسيق" مع اليهود في محاربة "عنصرية البلدان المسيحية"، (إلصاق صفة العنصرية على المسيحية والشعوب التي تدين بهذه الديانة يرد بصورة دائمة في الإعلام اليهودي و/أو الإعلام التابع لليهود، وذلك على نحو مباشر أو غير مباشر، علماً بأن هذه الصفة عارية عن الصحة تماماً، في حين أن اليهودية هي أكثر مذاهب البشرية عنصرية، إذ يعتبر اليهود أن كل كائن بشري غير يهودي هو بمرتبة الحيوان "غوييم"، كما أكدته فتوى الحاخام الأكبر السابق لليهود الشرقيين أوفاديا يوسف الصادرة عنه في تشرين أول/أكتوبر 2010... ومع الإشارة أيضاً بأن أبرز تحار الرقيق بإتجاه القارة الأميركية كانوا يهوداً...).
مال وأعمال
أستون مارتن تبحث عن مستثمرين، واليهودي لورانس سترولل على رأس المتقدمين
أكدت مصادر عليمة الخبر الذي نشرناه في تقرير 1-7/12/2019 حول سعي الثري اليهودي الكندي لورانس سترولل Lawrence Stroll الإستجواذ على شركة أستون مارتن Aston Martin البريطانية الشهيرة للسيارات الرياضية، على أن صحيفة الفايننشال تايمز Financial Times ذكرت بأن سترولل ليس الوحيد الذي يتطلع للإستحواذ على أستون مارتن، وأن إدارة الشركة عقدت وتعقد إجتماعات مع مستثمرين محتملين من الهند والصين ومن الشرق الأوسط، علماً أن لبعض المستثمرين العرب مساهمات فيها –أي في استون مارتن - منذ عدة سنوات.
غولدمان ساكس تلتزم الإستثنار في "الطاقة الخضراء"
في سياق جهودها المستميتة لتلميع صورتها المتدهورة، أعلنت الشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs أنها رصدت 750 بليون دولار للإستثمار في تمويل المشاريع الهادفة إلى إستعمال "الطاقات الخضراء" green energy و"النظيفة"، وأنها سوف تمتنع في المستقبل من الإستثمار في مشاريع الطاقة النفطية أو الفحمية التي تتسبب بـ"تلويث البيئة",,,
وتريد غولدمان ساكس أن تعطي لنفسها صورة الشركة "المسؤولة" والتي تهتم بمستقبل البيئة وما إلى ذلك، وذلك لجعل الرأي العام ينسى فضائح الإختلاس العديدة التي تورطت فيها الشركة، من صندوق 1 أم دي بي 1MDB الإستثمأري الماليزي، إلى فضائح المضاربة بالقروض الفاسدة التي أدت لنشوب الأزمة المالية الكبرى في 2008 في الولايات المتحدة، إلى العديد من الأمثلة الأخرى التي لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعاً...
الأمر الذي إسترعى إنتباه العديد من الخبراء هو أن إستثمار غوادلدمان ساكس "الأخضر" هذا ليس إستثماراً خيرياً كما ترغب الشركة بإظهاره، وإنما إستثمار مالي وتجاري بحث، وخاصة في المرحلة الراهنة حيث أن مشاريع حماية البيئة و"الطاقة البديلة" رائجة في جميع أنحاء العالم، والشركة تستوفي عمولتها كاملة لدى دخولها طرفاً في أي من تلك المشاريع...
أما بالنسبة إلى الإمتناع عن تمويل مشاريع النفط والفحم وما شاكل من مصادر الطاقة "الملوثة للبيئة"، فإن أحد المسؤولين لدى الشركة اليهودية صرح بأن هذه الأخيرة لم تدخل في مثل تلك مشاريع منذ عدة سنوات، وبالتالي فإن الأمر ليس جديداً بالنسبة لها، ، والإستنتاج المنطقي للأمر أن توقف إستثمار غولدمان ساكس عن الإستثمار في الطاقة "الملوِّثة" أتى لأسباب تتعلق بعوامل إستثمارية خاصة بها، وليس من أجل "الحفاظ على البيئة"...
بالمختصر، يجب أن يدرك الجميع بأن غولدمان ساكس لم تتغير البتّة، ولم تتحول إلى ناشطة مسؤولة من أجل حماية البيئة كما تريد أن تُظهر في نظر الرأي العام، وأنها ما زالت تتطلع إلى تحقيق أكبر قدر من الأرباح المالية، إي كانت الطريقة التي تستوفي بها هذه الأرباح، وقد رأت من المناسب أن تفعل ذلك على نحو يواكب الأجواء السائدة، بما يتفق أيضاً مع سعيها لتلميع صورتها...
|