نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة: اليهود يتخوفون من تقلص نسبة نفوذهم بالولايات المتحدة
ما تزال الإتفاقية التي توصلت إليها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن نشاطاتها النووية تثير التعليقات في الآونة الراهنة. والعنصر المشترك لتلك التعليقات يكمن في أن معظم المعلقين، وفي طليعتهم المعلقين اليهود، يجمعون على أن إنضمام الولايات المتحدة إلى هذه الإتفاقية يشكل نكسة رئيسية للوبي اليهودي الأميركي، سيما وأن الأمر أتى بعد أن رفضت واشنطن شن عدوان على الجمهورية العربية السورية بحجة القضاء على الترسانة الكيميائية السورية، ما كان قد شكل أيضاً نكسة رئيسية ليهود أميركا.
بالمقابل، فإن وزير الخارجية الأميركي اليهودي الأصل جون كيري John Kerry أكد بأن "أمن ‘أسرائيل‘" بأتي بالأولوية المشددة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وأن أميركا لن تتخلى أبداً عن الكيان الصهيوني، كل هذا مع التذكير بأن الرئيس الأميركي الحالي بارك أوباما Barack Obama هو أحد أكثر الرؤساء الأميركيين قرباً من اليهود...
وعلى العموم، يمكن القول:
- إذا كان أوباما سلك منحىً سياسياً يختلف عن المنحى الذي أراده اليهود مع كل من سوريا وإيران، فإن السبب يعود أولاً وأخيراً إلى أن الرأي العام الأميركي يرفض رفضاً تاماً التورط في مغامرة عسكرية جديدة بعد حربي أفغانستان والعراق.
- يتطلع أوباما إلى تعزيز شعبيته المنهارة من خلال هذه المواقف، حيث أن الرأي العام الشعبي الأميركي لم يعد ليتقبل السير وفق المخططات اليهودية دونما قيد أو شرط، خاصة وأن الأميركيين باتوا مدركين تماماً بأن اليهود هم الذين تسببوا بالأزمة المالية التي ما يزالون يتخبطون فيها.
بالمقابل، يبدو أن اليهود قد أدركوا أن عصرهم الذهبي في أميركا ربما يكون قد أشرف على الإنتهاء، وهم بدأوا يستعدون لبدائل. هذه البدائل قد تكون:
- بالنسبة إلى الولايات المتحدة نفسها، فلقد كان سبق لبعض المتطرفين اليهود أن وجهوا التهديد بالقتل للرئيس أوباما لأنه لم يكن مناصراً للكيان الصهيوني بما فيه الكفاية حسب رأيهم... مع التذكير هنا بأن الذكرى الخمسين لإغتيال الرئيس كينيدي حملت العديد من الخبراء والمؤرخين على طرح التساؤلات إزاء دور اليهود في هذه الجريمة، خاصة وأن كينيدي كان يعتزم وقت إغتياله وضع حد نهائي لمشروع بناء المفاعل النووي في ديمونا، وذلك عكس خليفته ليندون جونسون... مع الإشارة إلى العلاقة الجيدة بين نائب الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن واليهود...
- يتطلع اليهود إلى إقامة علاقات إستراتيجية مع جهات غير أميركا، وأبرزها بالوقت الراهن التيارات الإسلامية الأصولية في المملكة العربية السعودية، مع التذكير بأن الأمير السعودي وليد بن طلال أكد مؤخراً أن مصالح السعودية و"إسرائيل" باتت واحدة...
- كذلك، يسعى اليهود إلى توثيق علاقتهم مع بعض بلدان جنوبي شرقي آسيا، وفي طليعتها الصين، مع الإشارة إلى أن ثمة تذمر كبير في أوساط الشركات التكنولوجية الأميركية من أن عمليات تجسس تكنولوجي عديدة تحصل يقوم بها يهود أميركيون لصالح الصين.
هذا، وما يزال من السابق لأوانه التكهن بما ستؤول إليه التطورات على المدى المنظور، وما أوردناه أعلاه لا يعدو كونه مجرد إحتمالات تم التوصل إليها بالإستناد إلى بعض الأحداث الثابتة، وإلى تاريخ اللوبي اليهودي في أميركا وسواها من بلدان العالم. على أن الأمرين الأكيدين هما أن شعبية اليهود واللوبي اليهودي بالولايات المتحدة تتراجع كثيراً، وأن اليهود لا بد وأنهم بدأوا يستعدون للمراحل المستقبلية، وذلك في الوقت الذي تبقى فيه معظم الأطراف العربية غافلة عن أبعاد وخلفيات ما يجري من أحداث وتطورات...
اللوبي اليهودي في العالم: إشتداد الحملة اليهودية العالمية على الحركات اليمينية المتطرفة "المعادية للسامية"
أكدت التطورات السياسية في الأيام الأخيرة ما كنا قد توقعناه من إشتداد الحملة اليهودية العالمية على التيار اليميني المتطرف في العالم، وبصورة خاصة في البلدان الأوروبية، وذلك بحجة محاربة "العنصرية" (مع التجاهل التام للعنصرية اليهودية بفلسطين) وللعداء للسامية.
ويتطلع اليهود من خلال حملتهم على "العنصرية" على كسب تأييد المهاجرين إلى البلدان الغربية، وبصورة خاصة الأفارقة السود وحتى العرب من أفريقيا الشمالية من بينهم، وذلك بهدف جعلهم يشعرون بالتعاطف مع اليهود، وبالتالي يمتنعون عن نصرة الحق الفلسطيني ويتجاهلون جرائم اليهود بفلسطين المحتلة...
وكان من أحدث التطورات الأخيرة على هذا الصعيد:
- شن اليهود الفرنسيون، وعلى رأسهم المتفلسف برنارد هنري ليفي Bernard Henri Lévy حملة مكثفة لنصرة وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا Christiane Toubira التي تتعرض حالياً لحملة مركزة نابعة بالأساس من كونها طرحت وفرضت سن القانون الذي يشرّع زواج اللواطيين والسحاقيات بفرنسا، مع العلم أن توبيرا المذكورة زنجية...
- تقدمت الأحزاب الرئيسية في ألمانيا بطلب منع الحزب القومي الألماني "أن بي دي " NPD بحجة أن هذا الحزب معادٍ للديموقراطية وللأجانب وللسامية"، ما يجعل وجوده "مخالفاً للدستور".
- إشتداد الحملات الرامية إلى تشديد قمع حزب الفجر الذهبي في اليونان.
- مطالبة اليهود بممارسة الضغط المركز على الحكومة المجرية لحملها على شن حملة ضد حزب جوبيك Jobbick اليميني تكون على شاكلة الحملة التي يتعرض لها حزب الفجر الذهبي...
ولا بد من التذكير هنا أن معظم – وليس جميع - أحزاب التيار اليميني المتطرف المستهدفة بأوروبا كانت إجمالاً في طليعة الحركات التي قامت بنشاطات شعبية مناصرة للحق الفلسطيني ومنددة بممارسات اليهود بفلسطين المحتلة، ومن بينها بصورة خاصة الأحزاب المذكورة في هذا التقرير، أي الفجر الذهبي اليوناني وجوبيك المجري وأن بي دي الألماني...
اللوبي اليهودي في اليونان : دراسة سياسية محايدة تكشف عن زيادة شعبية حزب الفجر الذهبي
تؤكد وسائل الإعلام الرئيسية في العالم، والتي تهيمن عليها إجمالاً الرساميل اليهودية، أو أن يهوداً يتولون أدارتها، بأن حملة القمع التي يتعرض لها حزب الفجر الذهبي اليوناني في المرحلة الراهنة قد أثرت على شعبيته على نحو كبير، وان هذا الحزب قد بات هامشياً على المسرح السياسي اليوناني.
على أن برنامجاً سياسياً تلفزيونياً يونانياً أذيع مؤخراً في اليونان كشف عن إستطلاعات للرأي العام تتناقض تماماً مع ما تذكره الوسائل الإعلامية المذكورة آنفاً، حيث بينت هذه الإستطلاعات أن حزب الفجر الذهبي بات أكثر الأحزاب اليونانية شعبية، وأنه يحظى بتأييد 26.6% من الناخبين، مقابل نحو 10 إلى 15% قبل تعرضه للحملة التي أودت بأركانه الرئيسيين إلى السجن... وقد بينت هذه الإستطلاعات أيضاً تراجعاً حاداً في الشعبية التي تحظى بها الأحزاب اليونانية الرئيسية التي تقاسمت الحكم في العقود الأخيرة.
اللوبي اليهودي في المجر : توجيه الإتهام إلى يهودي بالتسبب بمجازر 1956 في المجر
وجه الإدعاء العام المجري الإتهام إلى الوزير اليهودي السابق بيلا بيسزكو Bela Biszku بممارسة عمليات قمع والتسبب بمجازر حين كان مسؤولاً في الحكومة الشيوعية التي تولت قمع الثورة الشعبية التي قامت بالمجر سنة 1956 ضد الحكم الشيوعي حينذاك, ويبلغ بيسزوكو الثانية والتسعين من العمر الآن، وهو يفتخر بماضيه القمعي وينفي قيامه بممارسات نخالف حقوق الإنسان... وذكرت المصادر العليمة أن الدعوى المرفوعة ضد بيسزوكو قد أتت بإيعاز من الأحزاب اليمينية، وأن دعاوى أخرى قد تليها مستهدفة شخصيات رسمية شيوعية أخرى، ومعظمها من اليهود... وتأتي هذه التطورات بمثابة نوع من الرد على الملاحقات القضائية والإستقصائية التي لا ينفك اليهود يقومون بها لمقاضاة "مجرمي الحرب النازيين" خلال الحرب العالمية الثانية الذين يتهمهم اليهود بإقتراف خرافة "الهولوكوست" (المحرقة) بحقهم.
والجدير بالذكر أن المأخذ الرئيسي ضد الأنظمة الشيوعية التي تولت الحكم في روسيا بعد 1917 وفي بلدان أوروبا الشرقية عقب الحرب العالمية الثانية هو الممارسات القمعية الوحشية بحق شعوب هذه البلدان، والتي أدت إلى قتل ونفي الملايين من مواطنيها. على أنه لا بد من الإشارة إلى أن أبرز المسؤولين عن عمليات القمع تلك كانوا يهوداً شيوعيين، وذلك في جميع البلدان المعنية. بالمقابل، وحين تم كفّ يد هؤلاء اليهود عن المشاركة في الحكم الشيوعي بتلك الدول نتيجة عوامل الصراعات الداخلية، فإن النتيجة الفورية لذلك كانت أن المجازر توقفت وأن مستوى "القمع" خفّ إلى درجة كبيرة,,, مع الإشارة إلى أن الأنظمة الشيوعية في جنوبي شرقي آسيا لم تشهد مجازر شبيهة لتلك التي حصلت في أوروبا الشرقية – باستثناء كمبوديا التي كان يحكمها شخص تعلم أصول الشيوعية بفرنسا - ، مع التذكير بأن لا وجود لليهود في تلك البلدان، أو أن الوجود اليهودي فيها محدوداً للغاية، ومن هنا فقد يمكن التكهن بأن عدم حصول ممارسات قمعية مكثفة يعود إلى عدم مشاركة يهود للحكم في جنوبي شرقي آسيا، عكس أوروبا الشرقية...
مع النشديد على أن جميع الإستنتاجات الواردة هنا نابعة من وقائع تاريخية ثابتة وموضوعية يستطيع أي كان التأكد منها بسهولة ولا علاقة لها بآراء أو مشاعر شخصية...
اللوبي اليهودي في فرنسا: الأسباب المرجحة للتقرير الطبي الفرنسي إزاء ملابسات وفاة الرئيس عرفات
إستقبلت الأوساط العربية بإستغراب شديد مضامين التقرير الطبي الفرنسي حول أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في 2004، حيث نفى التقرير الفرنسي وجود مواد سامة مشعة من نوع بولونيوم في أحشاء أبي عمار. وقد أتى هذا التقرير الفرنسي عقب صدور تقرير سويسري أكد وجود هذا السم بكميات غير إعتيادية في جسم الرئيس الفلسطيني، مع ترجيح شديد بأن يكون هذا السم هو الذي أدى إلى الوفاة...
مع التذكير هنا بأمرين أساسيين لفهم أبعاد الموضوع:
- المختبرات السويسرية التي تولت أعمال التحليل مشهورة بكفاءتها العالية وإستقامتها التي تجعلها غير قابلة لأن تخضع إلى أي نوع من الضغوطات، علماً أن سويسرا بكاملها دولة تتبع سياسة خارجية حيادية بالكامل، وأن القطاع الطبي والصيدلي في هذا البلد يعمل وفق أرفع المسنويات في العالم.
- بالمقابل، فإن الرئيس الفرنسي الإشتراكي فرنسوا هولاند François Hollande تميز مؤخراً بمغالاته الشديدة في الإعراب عن محبته لـ"إسرائيل" وحكامها بمناسبة زيارته الأخيرة لفلسطين المحتلة، مع الإشارة إلى أن هولاند المذكور يجتاز مرحلة سياسية بالغة الدقة في الوقت الراهن، وهذا ما يجعله أكثر إحتياجاً لدعم اليهود له.
وننتظر الآن صدور التقرير الروسي، مع الأمل أن لا يخضع المختبر الروسي الذي يتولى أعمال الفحص لإغراءات مادية ما... لكن يبقى أن ما ورد في التقرير السويسري يكفي تماماً لتوضيح كل العوامل الطبية حول أسباب وفاة الزعيم الفلسطيني...
إصدار حكم فرنسي ضد مقاطعة منتجات المستعمرات اليهودية
أصدرت محكمة مدينة كولمار الفرنسية حكماً قصى بإدانة 12 ناشطاُ في جمعية بي دي أس لمقاطعة منتجات المستعمرات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967BDS (Boycotts Desinvestment Sanctions) ، مع فرض تسديدهم 24000 يورو لعدد من المنظمات اليهودية الفرنسية، أو الخاضعة للمشيئة اليهودية، وذلك بسبب قيام هؤلاء الناشطين في 2009 و2010 بحملة سلمية دعت إلى مقاطعة منتجات المستعمرات اليهودية.
لا حاجة إلى التعليق...
علم وتكنولوجيا : خضوع "جزيرة غوغل" في سان فرانسيسكو للتحقيق
إستكمالاً لتقرير سابق حول تشييد شركة الإنترنت والكمبيوتر اليهودية الآميركية غوغل Google لبعض المنشآت العائمة على مقربة من عدد من الشواطىء الأميركية، فإننا نشير إلى أن منشأة غوغل التي يتم تشييدها في خليج مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا تخضع حالياً للتحقيق بهدف التأكد من عدم محالفتها قوانين البناء المرعية التطبيق. وكانت تكهنات كثيرة قد راجت حول حقيقة هذه المنشآت، حيث توحي غوغل بأن الغاية منها تجارية وتسويقية بحتة، في حين يسود الإعتقاد على نطاق واسع في أميركا بأنها قد تكون مجرد قناعاً لإخفاء أنظمة متطورة للتنصت...
|