نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية فيالعالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلاميةوافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهوديةالإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
اليهود يعترضون على رفع ترامب "شعاراً نازياً" في خطاب تنصيبه
أبدت عدة جمعيات يهودية في الولايات المتحدة إستياءها إزاء رفع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب Donald Trumpشعار "أميركا أولاً" America first في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة تنصيبه، وذلك لأن أول من رفع هذا الشعار كانوا أميركيون إعترضوا على دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا واليابان (بالنسبة إلى اليابان، فإن المؤرخين متفقون إجمالاً على أن الهجوم الياباني على قاعدة بيرل هاربور في 7 كانون أول/ديسمبر 1941، والذي كان العامل الحاسم الذي جعل أميركا تعلن الحرب، قد أتى رداً على إسفزازات كانت الإدارة الأميركية تمارسها حينها ضد اليابان، حيث أن الهدف من هذه الإستفزازات كان إيجاد ذريعة لدخول أميركا الحرب وخروجها عن الحياد).
كما أبدى بعض اليهود قدراً من الإستياء غير المعلن عنه صراحة لإنتقاد ترامب إنفاق أميركا بلايين الدولارات للدفاع عن بلدان أخرى في حين أنها – أي الولايات المتحدة - أهملت أمر الدفاع عن حدودها وإصلاح بناها التحتية، ذلك أن الجميع يعلم بأن "إسرائيل" هي المستفيدة الرئيسية من تلك الإنفاقات الأميركية على الخارج بدل الداخل...
هذا، وما زال من المبكر فيه معرفة الإتجاهات الحقيقية لسياسات ترامب، علماً بأن إدارته تبدو حتى هذه الساعة خاضعة لنفوذ وهيمنة اللوبي اليهودي بصورة عامة، وخصوصاً من خلال وجود عدة أركان من شركة عولدمان ساكس المالية اليهودية ضمنها... على أن هذه الإدارة لا يمكن أن تكون أسوأ من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما Barack Obamaبالنسبة إلى القضية الفلسطينية، مع التذكير بأن إدارة أوباما كانت الأكثر سخاءاً بالمال الأميركي المسدد للكيان اليهودي "إسرائيل" وخاصة لجهة إلزام إدارة هذا الرئيس السابق أميركا دفع 38 بليون دولار للكيان الصهيوني على مدى عشر سنوات بموجب قانون خاص تم إقراره في أيلول/سبتمبر 2016,..
إستمرار وإزدياد زخم الإحتجاجات ضد شركة غولدمان ساكس
ما زال التحرك الشعبي الذي قام إحتجاجاً على تعيين الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب للعديد من كبار العاملين لدى أو مع شركة غولدمان ساكس Goldman Sachsالمالية اليهودية ضمن إدارته مستمراً. والتحرك قائم بصورة خاصة على شكل تجمع في محيط المقر الرئيسي للشركة بمدينة نيويورك، مع تزايد عدد المشتركين في هذه التظاهرات بصورة مستمرة.
ويأخذ المتظاهرون على ترامب أن إحدى ابرز التهم الموجهة من قبله إلى منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون Hillary Clintonكانت تقربها الوثيق جداً من شركة غولدمان ساكس إياها – وقد تمثل هذا التقرب بأن هيلاري القت عدة كلمات أمام العاملين لدى الشركة مقابل أتعاب عالية جداً، وأن حملتها الإنتخابية تلقت دعماً مالياً كبيراً من جانب غولدمان ساكس، وذلك إما بصورة مباشرة أو عن طريق تبرع كبار العاملين لديها – أي لدى الشركة - للحملة، على عكس حملة ترامب التي لم تستفد بشيء تقريباً من الشركة اليهودية...
ومن هنا فإن تعيين الرئيس الأميركي الجديد لعدد من أركان الشركة يثير التساؤلات العديدة حول الأسباب والخلفيات الحقيقية لهذا التصرف.
مع التذكير أخيراً وليس آخراً بأن غولدمان ساكس هي إحدى أبرز الشركات المالية اليهودية في أميركا والعالم،، وأنها تتحمل مسؤولية كبيرة في التسبب بالأزمة المالية الكبيرة سنة 2008، وكذلك في الأزمات والفضائح المالية التي حصلت – وما زالت - في عدة بلدان مثل اليونان وإسبانيا وليبيا وماليزيا...
دفع 2500 دولار شهرياً مقابل المشاركة في التحركات ضد ترامب
نشرت إعلانات عبر الإنترنت في نحو 24 مدينة رئيسية بالولايات المتحدة تدعو الناس إلى المشاركة في فعاليات الإحتجاج ضد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مقابل تقاضي أجر مقداره نحو 2500 دولار شهرياً.
وقد ركز أنصار ترامب على الأمر للتدليل على الطابع المالي والمصطنع للإحتجاجات، في ما رد المعارضون أن الأخبار المتعلقة بهذا العرض المالي المغري كاذبة...
الأمر الأكيد والثابت هو صدور إعلانات بهذا الصدد، والأمر الثابت الآخر أنه جرى تنظيم حملات مركزة ضد ترامب غذاة فوزه بالإنتخابات مباشرة، وأبرز من ينظم هذه الحملات بصورة خفية إلى حد ما هو المضارب اليهودي المعروف جورج سوروس George Soros، والذي يبدو أنه يضطلع بدور أساسي فيها.
اللوبي اليهودي العالمي
جورج سوروس يؤسس مشروعاً مشتركاً مع مجموعة ماستر كارد لـ"دعم اللاجئين والمهاجرين"
في سياق جهوده الرامية إلى بسط نفوذه ضمن الأوساط اليسارية والمنادية بحقوق الإنسان وما شاكلها، قام المضارب اليهودي المعروف جورج سوروس George Soros بتأسيس مشروع مشترك مع مجموعة البطاقات الإئتمانية ماستر كارد Master Cardمن أجل دعم ومساعدة "اللاجئين والمهاجرين والمعوزين بصورة عامة" في جميع أنحاء العالم, ويُعرف هذا المشروع بـ"مشاريع إنسانية" Humanity Ventures، وقدرت مساهمة سوروس فيه بنحو 50 مليون دولار.
من جهة مقابلة، وفي تحدٍّ من جانب سوروس لإعتزام الحكومة المجرية وضع حد لنشاطات الجمعيات الخاصة به، أعلنت "مؤسسات الجمعيات المفتوحة"
Open Society Foundations(وهو إسم للمظلة الجامعة لتحركات سوروس "الإنسانية" المختلفة) نيتها مواصلة العمل بدعم وتمويل الجمعيات غير الحكومية في هذا البلد...
مع التذكير بأن سوروسكوّّن القسم الأكبر من ثروته الطائلة على مضاربات من أهمها تلك التي وجهها ضد الجنيه الإسترليني وضد عملات بلدان جنوبي شرقي آسيا في تسعينات القرن العشرين,
أرقام حوادث "العداء للسامية" في العالم لـ2015: زيادة ملحوظة في الولايات المتحدة وتراجع في باقي أنحاء العالم
لم تُعرف بعد ما هي الأرقام النهائية لحوادث "العداء للسامية" anti-Semitism factsالعائدة للسنة الماضية 2016، على أن مركز كانتور التابع لجامعة تل أبيب المحتلة قدم إحصاءاته لـ2015، حيث بلغ عدد حوادث العداء للسامية في العالم 410 حادثاً/ مقابل 766 في 2014. ويعود هذا التراجع إلى أن 2014 كانت قد شهدت عدوان الجيش اليهودي ضد قطاع غزة الذي أجج المشاعر ضد اليهود، حسب ما جاء في تقرير مركز كانتور.
على أن عدد حوادث "العداء للسامية" في الولايات المتحدة وحدها قد إرتفع بنسبة 3% في 2015 عما كان عليه في 2014، مع تسجيل أكبر نسبة للزيادة في الجامعات والمعاهد الأميركية، الأمر الذي يثير قلقاً بالغاً في الأوساط اليهودية، بالنظر إلى أن هذه الظاهرة تعكس إزدياد وعي النخبة المثقفة الأميركية إزاء خطر المافيا الإحتكارية اليهودية. ولم تُعرف أرقام 2016 بعد، لكن من المؤكد أنها شهدت زيادة عما كانت عليه في 2015 في هذا البلد، مع التذكير بأن موجة عارمة من "العداء للسامية" قد برزت في أميركا خلال الحملة الإنتخابية الرئاسية الأخيرة، وبصورة خاصة على ضوء تهجم الإعلام اليهودي على زوجة دونالد ترامب.
هذا، وتقدر "رابطة مكافحة التشهير إي دي أل" Anti-Defamation League (ADLالمتخصصة في التصدي للـ"عداء للسامية" أن 74% من سكان الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا يكنّون العداء لليهود، وأن هذه النسبة تبلغ 24% في أوروبا الغربية و19% في القارة الأميركية (بما في ذلك بلدان أميركا الجنوبية),
طبعاً لا يمكن إعتماد الأرقام المذكورة على أنها دقيقة وصحيحة بشكل موثوق كامل، لكن الأمر الذي يبدو ثابتاً وأكيداًُ هو أن مشاعر "العداء للسامية" تتزايد في جميع أنحاء العالم، وبصورة خاصة في أميركا، والمطلوب إستثمار هذا الواقع من أجل حمل الولايات المتحدة على وقف، أو على الأقل على التخفيف من قدر دعمها المالي والسياسي لليهود...
اللوبي اليهودي في بريطانيا
كوربين يطالب بفتح تحقيق حول تورط "إسرائيل" السياسات الداخلية البريطانية
في سياق تداعيات إفتضاح تدخل السفارة "الإسرائيلية" في السياسات الداخلية البريطانية، والذي إنكشف مؤخراً من خلال بث قناة الجزيرة للقطة حوار جرى بين دبلوماسي "إسرائيلي" وإحدى أركان حزب المحافظين البريطاني، حيث طالب الدبلوماسي اليهودي من محدثته العمل لإقصاء أحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية لأن هذا الأخير يعارض بشدة السياسات الإستعمارية اليهودية بفلسطين، فلقد طالب رئيس حزب العمال المعارض جيريمي كوربين Jeremy Corbyn بفتح تحقيق حكومي رسمي حول مدى تدخل السفارة "الإسرائيلية" في السياسات الداخلية لبريطانيا. وذكر كوربين في رسالة بهذا الصدد موجهة إلى رئيسة الحكومة تيريزا ماي Theresa Mayبأن مثل هذه التدخلات من جانب أية دولة في السياق الديموقراطي للحياة السياسية البريطانية أمر غير مقبول.، ومسألة تمسّ بالأمن القومي البريطاني.
ومن المشكوك فيه أن تتجاوب تريزيا ماي مع هذا المطلب، رغم أنه - أي المطلب- معقول وليس له طابع حزبي، ولا هو موجه ضد حزب المحافظين بصورة محددة – المسؤول الذي طالب اليهود بإقالته السير ألان دانكان Sir Alan Duncanمن أعضاء احزب المحافظين إياه– وذلك بالنظر إلى العلاقة الوثيقة التي يبدو بأنها قائمة بين تيريزا ماي واللوبي اليهودي في بريطانيا، مع العلم بأن الحكومة البريطانية كانت قد إعتبرت بأن هذه ا لقضية "إنتهت" بمجرد تقديم السفارة "الإسرائيلية" إعاذاراً، وإستقالة موظف تلك السفارة الذي إفتُضح دوره...
إشارة أخيرة إلى أن اليهود يتهمون جريمي كوربين نفسه بـ"معاداة السامية" بسبب تأييده للحقوق الفلسطينية، وعدم إقصائه أعضاء حزبه المعارضين للممارسات الصهيونية...
اللوبي اليهودي في سلوفاكيا
فتح تحقيق جنائي بحق نائب سلوفاكي لإعتراضه على منح يهود أعلى وسام في البلاد
باشر رئيس مجلس النواب في سلوفاكيا الإجراءات لفتح تحقيق جنائي بحق أحد أعضاء المجلس، كما أنه يعتزم إتخاذ تدابير تأديبية داخلية بحقه...
أما الجريمة التي إرتكبها هذا النائب، فتتمثل بأنه نشر تعليقاً في حسابه ضمن موقع فايسبوك يعترض فيه على تقليد ثلاثة يهود سلوفاكيين أعلى وسام تمنحه الدولة السلوفاكية – ثلاثة يهود من بين عشرين تم منحهم الوسام – وذلك على إعتبار من جانب النائب بأن هؤلاء اليهود ليسوا سلوفاكيين حقيقيين، وإنما يمثلون المصالح اليهودية وحسب. هؤلاء اليهود هم خبير في تحريف خرافة الـ"هولوكوست" المزعوم – المحرقة التي يدعي اليهود أنهم تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الثانية – وكان أيضاً عميلاً ماركسياً للإتحاد السوفياتي السابق إبان حقبة الحكم الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا يقوم بالتجسس على المواطنين-، وخبير في الإنتاج السينمائي، ويهودية "نجت من المحرقة" وتخصصت في إلقاء المحاضرات حول تجاربها حين كانت معتقلة في معسكرات ألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.
وقد أشاد رئيس يهود سلوفاكيا بالتدابير المذكورة، ووصف حزب "كوتليبا – حزب الشعب سلوفاكيانا" Kotleba – People’s Party Our Slovakia الذي ينتمي إليه النائب المُلاحق بالحزب "الفاشستي". إشارة إلى أن شعبية هذا الحزب في تصاعد مستمر بالمرحلة الراهنة، وهو خامس أكبر حزب في البلاد وفق ما بينته نتائج إنتخابات جرت في 2016، بعد أن كان في المرتبة العاشرة في السابق.
هذا، ولا يتجاوز عديد اليهود في سلوفاكيا على ما يزيد قليلاً عن 2000 رأساً (نعتمد عبارة "رأس" بدل "نسمة" لدى تعداد اليهود بالنظر إلى أن اليهود يعتمدون عبارة "غوييم" لتسمية بني البشر من غير اليهود، و"غوييم" تعني الحيوانات باللغة العبرية، ومن هنا لا بد من معاملة اليهود "بالمثل" من هذه الناحية)، لكن يبدو بأن لديهم قدر بالغ من النفوذ ذي الطابع الإحتكاري المافياوي...
|