نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
العالم العربي: الأزمة السورية في ميزان اللوبي اليهودي بالعالم
لم يكن قد إتضح بعد المسار الذي ستأخذه الأزمة السورية بالنسبة إلى تدخل أو عدم تدخل عدد من القوى الغربية كرد على قضية "إستعمال الأسلحة الكيميائية" المزعومة في وقت إعداد هذا التقرير – في الحادي والثلاثين من آب/أغسطس. وحتى هذه الساعة، يبدو أن أية عملية عسكرية عدوانية قد تشنها هذه القوى – تحديداً الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا، وربما "إسرائيل"- على سوريا، ستكون محدودة النطاق، وفق ما يؤكده المسؤولون الأميركيون أنفسهم، ولو أنه لا يمكن إستبعاد إحتمال إفتعال حادث كبير في بلد غربي ما مثل حوادث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 يشكل ذريعة لشن عدوان واسع النطاق على الجمهورية العربية السورية.
قد يحصل هذا، وقد لا يحصل، لكن في الإنتظار يمكن منذ الآن إستخلاص إنعكاسات الأزمة الحالية بالنسبة إلى اللوبي اليهودي على الوجه التالي:
- إذا كانت أميركا باتت مترددة جداً لشن عدوان على سوريا، على عكس ما كانت توحي به تصريحات المسؤولين الأميركيين السابقة، فإن السبب بكل بساطة هو أن الرأي العام الشعبي الأميركي يرفض رفضاً تاما (بنسبة 91% وفق نتائج إستطلاعات الرأي العام)) خوض مغامرة عسكرية جديدة شبيهة بعمليات أفغانستان سنة 2001 والعراق سنة 2003 وحتى ليبيا سنة 2012.
- هذا الرفض الشعبي الأميركي لأي تدخل خارجي أتى بعد أن إتضحت للرأي العام كذب الحجج والذرائع التي إستُعملت لتبرير العمليات الخارجية السابقة، وبصورة خاصة في ما يتعلق بالتدخل الأميركي في العراق.
- لم يعد الرأي العام الأميركي ليصدق ما يصدر عن وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية، وهي الوسائل التي يهيمن اليهود على ملكية وإدارة غالبيتها العظمى.
- بالمقابل، فإن وسائل الإعلام الأميركية غير الخاضعة للوبي اليهودي، والمتمثلة بصورة خاصة بعدد من المواقع على شبكة الإنترنت، تشهد إقبالاً متزايداًَ، وذلك إلى الحدّ الذي بدأ يثير حالة من القلق وحتى الرعب الحقيقي باتت تنتاب الأوساط اليهودية الأميركية التي تدرس حالياً السبل الكفيلة بمنع هذه المواقع، أو بتحجيمها...
- ما نقوله بالنسبة إلى الولايات المتحدة ينطبق أيضاً على سائر البلدان الغربية، وبصورة خاصة على بريطانيا حيث رفض مجلس العموم إشتراك هذا البلد في أية عملية عسكرية خارجية. وقد أتى رفض غالبية النواب البريطانيين للتدخل في سوريا إستجابة لرغبات الرأي العام الشعبي البريطاني، حيث أدرك النواب على ما يبدو أن ناخبيهم لن يجددوا ولاياتهم النيابية بالإنتخابات في ما لو صوّتوا إلى جانب التدخل العسكري ضد الجمهورية العربية السورية، ذلك أن الرأي العام البريطاني أيضاً لم يعد يثق بوسائل الإعلام وبالبيئة السياسية الحاكمة هناك.
هذا، والأزمة لم تنتهِ، ومسارها المستقبلي ليس واضحاً بعد. ومن الواضح جداً أن اليهود يعيشون في الظرف الراهن مرحلة إحباط شديدة الوطأة لعجزهم حتى هذه الساعة عن حمل أميركا وسواها من البلدان على شن حرب ضد سوريا. ومن هنا ليس من المستبعد أن يلجأوا إلى تحقيق غاياتهم بأساليب ملتوية (مثلاً إفتعال حادث كبير كما سبقت الإشارة إلى الأمر أعلاه)، ولهم سوابق عديدة في هذا المحال، كما هو معروف. إشارة هنا إلى أن عدة مواقع أميركية غير خاضعة للوبي اليهودي تحذر منذ مدة ليست بالقصيرة من أن يدبّر اليهود عملية خداع من هذا النوع تُعرف بالإنكليزية بـ"عملية العلم الخاطيء" false flag operation .
من هنا لا يد للعرب المخلصين من التصرف بحذر شديد وبدقة بالغة، حيث أن المرحلة الراهنة بمكن أن تفسح المجال لتحقيق مكاسب كبيرة في التصدي لقوة اللوبيات اليهودية بالعالم، علماً أن أي إضعاف لقوة المافيا الإحتكارية اليهودية يصبّ في مصلحة البشرية جمعاء وليس فقط في مصلحة الشعوب العربية، لكن يجب أن لا يغيب عن البال أن اليهود قد يعمدون إلى إتخاذ خطوات من شأنها إعادة خلط كل الأوراق لصالحهم...
"إسرائيل" تمنح شركة يهودية حق التنقيب عن النفط في مرتفعات الجولان
منح الكيان اليهودي "إسرائيل" شركة "جيني إينرجي" Genie Energy حق التنقيب عن النفط وإستخراج هذه المادة في مرتفعات الجولان المحثلّة في حرب حزيران/يونيو 1967. وجيني إينرجي تركز معظم نشاطاتها على إستخراج النفط من الصخور shale oil ، ولها مشاريع كثيرة بفلسطين المحتلة.
وللشركة عدة مساهمين يهود أو مقربين من اليهود من أبرزهم الإعلامي المقرب لليهود روبيرت موردوخ Rupert Murdoch (ولهذا الأخير صلات وثيقة مع مجموعات عربية، أبرزها مجموعة روتانا ) والمصرفي اليهودي جاكوب روتشيلد Jacob Rothschild .
هذا، والجدير بالذكر أنه كان سبق للكيان اليهودي أن حاول قبل نحو عشرين عاماً الإقدام على خطوة مماثلة، لكنه إضطر حينها للتراجع عنها بفضل الجهود الديبلوماسية العربية السورية بهذا الصدد، حيث أن الولايات المتحدة نفسها عارضت وقتها هذا المشروع اليهودي لمخالفته الصريحة لجميع القوانين والمعاهدات الدولية. لكن يبدو أن "إسرائيل" تحاول اليوم إستغلال الوضع السوري المتأزم لـ"تمرير" هذه الصفقة...
اللوبي اليهودي في فرنسا :تعيين السفير السابق لفرنسا بـ"إسرائيل" رئيساً لجهاز المخابرات الفرنسية الخارجية
تم تعيين الديبلوماسي الفرنسي كريستوف بيغوت Christophe Bigot رئيساً لجهاز المخابرات الخارجية الفرنسية DGSE .
وبالإستناد إلى الموقع الفرنسي www.contre-info.com ، فإن بيغوت عمل أمين سر في السفارة الفرنسية ببيروت بين 1994 و1997 قبل أن يتبوأ عدة مراكز ديبلوماسية أبرزها مستشار لدى السفارة الفرنسية بتل أبيب المحتلة بين 2004 و2007، ومن ثم مستشار لوزير الخارجية الفرنسية نصف اليهودي برنارد كوشنير Bernard Kouchner بين 2007 و2009، قبل أن يصبح سفير لفرنسا بالكيان اليهودي بعد ذلك وحتى تعيينه الأخير.
وذكر الموقع أن هذا التعيين يعكس التوجه الحالي للسياسة الفرنسية، بمعنى إنحيازها لليهود و"إسرائيل"، والمقصود من ذلك أن بيغوت ما كان ليستمر سفيراً للكيان اليهودي لعدة سنوات لو لم يكن متعاطفاً بقوة مع السياسات الصهيونية...
فضيحة جنسية جديدة تطال حاخامين
أفادت الأخبار أن دوائر العدل الفرنسية إستدعت شخصين من وجهاء الطائفة اليهودية المتشددة المعروفة بـ"لوبافينش" بعد أن تبين أن هذين الشخصين كانا يمارسان الضغوط على بعض أولياء قاصرين يهود كانوا قد تعرضوا لإعتداءات جنسية من جانب حاخامين من هذه الطائفة، وذلك منعاً لـ"تلطيخ سمعة الوبافيتش".
ولم يحظَ هذا الخبر بأية تغطية من جانب وسائل الإعلام الفرنسية الرئيسية التي يهيمن اليهود على ملكية وإدارة معظمها، وذلك على عكس قضايا من نفس النوع، وإنما أقل خطورة حصلت أو بالأحرى إدُّعي أنها حصلت مع رجال دين مسيحيين...
وتنمّ القضية عن:
- الخضوع شبه التام لوسائل الإعلام الفرنسية الرئيسية للوبي اليهودي، مع "تستّر" هذه الوسائل إزاء الأخبار التي تضرّ بسمعة اليهود، وتسليط الأضواء على الأخبار التي تسيء إلى الأديان الأخرى، وبصورة خاصة الديانة المسيحية الكاثوليكية.
- تبين القضية الأسلوب المافياوي الذي يتبعه وجهاء اليهود للسيطرة على رعاياهم، إن لجهة ممارسة الضغوط على هؤلاء الرعايا، أو لجهة التستر عن الفضائح وحلّ المشاكل التي تحصل داخل الطائفة ضمن إطار الطائفة فقط، مع عدم تدخل عدالة غير اليهود "الغوييم" لحل هذه المشاكل. ("الغوييم" هي التسمية التي يطلقها اليهود على غير اليهود، وهي تعني "حيوان" باللغة العبرية، أي أن كل شخص غير يهودي هو بمرتبة الحيوان بنظر اليهود...)
- وأخيراً وليس آخراً، فإن قضية الإعتداءات الجنسية الحاخامية على قاصرين بحد ذاتها ليست الوحيدة من نوعها، بل أن قصصاً كثيرة من هذا النوع حصلت وتحصل بفرنسا وسواها من البلدان من غير أن يتم الكشف عن معظمها تطبيقاً للأساليب المافياوية المنوّه بها أعلاه...
مال وأعمال: الحياة العاطفية لمؤسس غوغل قد تؤثر على مسيرة الشركة
أفادت معلومات صحافية أن سيرغي برين Serguei Brin ، أحد المؤسسين اليهوديين لموقع غوعل Google ، قد إنفصل عن زوجته اليهودية آن ووجسيكي Anne Wojcicki ليرتبط بعلاقة عاطفية مع المسؤولة اليهودية في الشركة أماندا روزنبيرغ Amanda Rosenberg .
كل ما يهمّنا من هذا الموضوع الغرامي اليهودي الخاص أن بعض المصادر الإعلامية الأميركية ذكرت أن هذا التطور قد يؤثر سلباً على أداء غوغل ككل، وذلك بالنظر إلى أن برين مساهم رئيسي فيها، وأن القواعد الداخلية للشركة لا تحبّذ كثيراً حصول إختلاط بين الحياة الشخصية والحياة العملية للعاملين فيها... من هنا فإن قصة برين وعشيقاته قد تؤدي إلى حصول مشاكل ونزاعات داخلية بين كبار المساهمين والمدراء في هذا الموقع اليهودي الرئيسي على الإنترنت...
www.zionist-lobby.com
|