نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة :النائب اليهودي ستيف كوهين يصف تيار "حفلات الشاي" بـ"أعداء الداخل"
تأكيداً على تقاريرنا السابقة بهذا الصدد، فلقد وصف النائب اليهودي من الحزب الديموقراطي في الكونغرس الأميركي ستيف كوهين Steve Cohen تبار "حفلات الشاي" tea parties اليميني الشعبي بالولايات المتحدة بأنه بمثابة "العدو الداخلي" في أميركا، وذلك على خلفية معارضة هذا التيار لسياسات باراك أوباما Barack Obama المالية والضريبية، وبصورة خاصة في ما يتعلق بالضمان الصحي والمديونية العامة.
والواقع أن تيار "حفلات الشاي" ليس تياراً منسجماً ومنظماً جيداً ضمن نطاق السياسة الأميركية، ويمكن مقارنته إلى حد ما بالتيار اليميني المتطرف بالقارة الأوروبية لناحية تمسكه بالقيم المحافظة وانفتاحه على الطبقات الشعبية من المجتمع. وفي ما يتعلق باليهود، فإن عدداً من أركان هذا التيار – وليس جميع أولئك الأركان- يدلون بتصريحات متطرفة لصالح الكيان اليهودي "إسرائيل"، في ما يفضل آخرون عدم التطرق كثيراً إلى هذا الشأن حماية لهم من التعرض لحملات مركزة من جانب اللوبي اليهودي الأميركي قد تؤدي إلى القضاء على مستقبلهم السياسي، كما سبق وأن حصل مع العديد من الشخصيات الأميركية البارزة.
على أن الأمر الذي يثير التحفظ اليهودي الشديد إزاء هذا التيار هو عداؤه للمجموعات المالية العملاقة، مع إتهام "حفلات الشاي" تلك المجموعات بالتسبب بالأزمات المالية والإقتصادية التي تعاني منها أميركا منذ 2008, وقد إنبثقت حركة "إحتل وول ستريت" Occupy Wall Street من تيار "حفلات الشاي" سنة 2011 في ظاهرة شعبية للتنديد بالمجموعات المالية العملاقة. والجميع في أميركا وخارجها يعلم تماماً بأن اليهود يهيمنون على ملكية وإدارة هذه المجموعات، ما حدا بعض الأوساط اليهودية إلى إتهام "إحتل وول ستريت" بالـ"معادية للسامية"... ومن المحتمل أن يكون تصريح النائب اليهودي المذكور أعلاه مقدمة لشن اللوبي اليهودي بمثابة التمهيد لشن حملة مركزة على تيار "حفلات الشاي" بصورة عامة أيضاً على المدى المنظور، تمهيداً لإقصاء هذا التيار من الحياة السياسية الأميركية بمناسبة إنتخابات الكونغرس الأميركي لـ2014...
اليهودية دايان فاينستاين تبرر عمليات التنصت المكثفة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأميركية "أن أس إي"
تحتل نشاطات التنصت التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأميركية "أن أس إي" NSA على نطاق عالمي صدارة الأخبار هذه الأيام إثر الفضائح العديدة التي برزت لجهة إنكشاف أمر تنصت الوكالة المذكورة على إتصالات عدد من البلدان المتحالفة مع الولايات المتحدة، وتحديداً على إتصالات رؤوس تلك البلدان...
وكان تعليق اليهودية دايان فاينستاين Dianne Feinstein، التي تمثل ولاية كاليفورنيا بمجلس الشيوخ الأميركي على نشاطات الـ"أن أس إي"، أن عمليات التنصت تلك ضرورية لـ"محاربة الإرهاب" وأنها تحتاج فقط إلى وضع بعض التعديلات حول كيفية القيام بها. وقد طرحت هذه اليهودية مشروع قانون لبعض تلك التعديلات أجمع الخبراء على أنها - أي التعديلات المقترحة من قبل دايان فاينستاين- لن تُحدث أي تبديل حقيقي على نمط ممارسة نشاطات الـ"أن أس إي",
والجدير بالذكر أن دايان فاينستاين تمثل الجناح "الليبرالي" ضمن الحزب الديموقراطي الحاكم بالولايات المتحدة حالياً، وبالتالي كان يُفترض فيها أن تكون شديدة الحرص على الحريات العامة إنسجاماً مع الطروحات "الليبرالية"... غير أنها أيضاًُ واحدة من أبرز أركان اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة. وقد أتت تصريحاتها لتؤكد صحة المعلومات التي تتردد بإلحاح عن وجود علاقة وثيقة وتنسيق تام بين وكالات التجسس والتنصت الأميركية، وبصورة خاصة الـ"أن أس إي" والكيان اليهودي "إسرائيل"، مع العلم أن الوكالة المذكورة تستعمل عدة برامج وتقنيات يهودية في عملياتها...
جورج سوروس يدعم الحملة الرئاسية لهيلاري كلينتون
قرر الثري اليهودي الشهير الأميركي المجري الأصل جورج سوروس George Soros دعم اللجنة التي تم إنشاؤها مؤخراً لجمع التبرعات تحضيراً لإعلان وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون Hillary Clinton ترشحها في الإنتخابات التمهيدية لتعيين مرشح الحزب الديموقراطي في الإنتخابات الرئاسية الأميركية لـ2016. ويساهم سوروس بالإشراف على صندوق حملة هيلاري كلينتون.
ويُعتبر جورج سوروس أحد أكثر اليهود نفوذاً في العالم، وذلك من الناحيتين المالية – حيث كانت لمضارباته المالية أثر بعيد في التأثير على مسار تطور قيمة عدة عملات في العالم في العقود الأخيرة – والسياسي، مع دعمه لجمعيات "تدافع عن حقوق الإنسان" وعن "الديموقراطية"، ومع سعيه للتدخل في السياسات الداخلية لعدة بلدان من خلال هذه الجمعيات...
المافيا اليهودية في العالم: فوز عمدة نيويورك مايكل بلومبيرغ بـ"جائزة جينيزيس"
تُعتبر "جائزة جينيزيس" Genesis Prize التي تقدمها مؤسسة "خيرية" أنشأها أثرياء من اليهود الروس بمثابة "جائزة نوبل اليهودية". وقد تم إنشاء تلك الجائزة في السنة الماضية، وقيمتها 1 مليون دولار أميركي.
واختير عمدة نيويورك مايكل بلومبيرغ Michael Bloomberg ليكون الفائز الأول لهذه الجائزة، وسيتم تقديمها له في أيار/مايو 2014 في إحتفال رسمي سوف يجري بالقدس المحتلة من الناحية المبدئية.
والمعروف أن بلومبيرغ من كبار الأثرياء العاملين في المجال الإعلامي بصورة خاصة. وقد شغل منصب عمدة مدينة نيويورك لثلاث ولايات متتالية بدأت في 2002 وتنتهي هذا العام. ويعتبر أكثرية مواطني المدينة أن إدارته كعمدة لم تكن ناجحة جداً، حسب ما يتبين من نتائج إستطلاعات الرأي العام والإنتخابات التمهيدية لتعيين مرشحي إنتخابات العمدة القادم. ويستبعد خبراء الشؤون السياسية الأميركية أن يواصل بلومبيرغ العمل السياسي في النطاق الداخلي للولايات المتحدة، على أنه من المستبعد أن يتخلى عن العمل في المجالات العامة. من هنا، يُنتظر أن تكون المحطة القادمة في مسيرة مايكل بلومبيرغ العمل على صعيد الديبلوماسية العالمية في السنوات القادمة بما يتفق مع سياسات اللوبيات اليهودية، مع العلم بأنه – أي بلومبيرغ- هو أحد أكثر يهود العالم قوة ونفوذاً. وقد يكون منحه الجائزة المذكورة أعلاه قد أتى تمهيداً للإطلالات الدولية لهذا اليهودي حسب ما يلمح إليه عدد من المحللين السياسيين الأميركيين...
والجدير بالذكر أن لمايكل بلومبيرغ صلات وثيقة ببعض الشخصيات العربية، ومنها على وجه الخصوص رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة والمساهم الأكبر فيها الأمير السعودي الوليد بن طلال.
علوم وتكنولوجيا: غوغل بصدد طرح تكنولوجيا "تحمي الناشطين من التعرض للمراقبة"
أعلنت شركة غوغل Google للإنترنت والمعلوماتية عن طرحها خدمة "يو بروكسي" uProxy التي تتيح إقامة إتصال بياني يتم تشفيره عبر شبكة الإنترنت، بحيث لا تتمكن الجهات التي تقوم بمراقبة الإتصالات من التعرف إلى ماهية البيانات فيه. و"يو بروكسي" من تطوير شركة برايف نيو سوفتوير Brave New Software الأميركية للبرامج وجامعة واشنطن University of Washington ، وقد تولت هيئة "أفكار غوغل" Google Ideas تمويل أعمال التطوير تلك. والهدف المعلن لهذه الخدمة توفير أداة تتيح للمنشقين السياسيين العمل عبر الإنترنت دون أن تتمكن سلطات بلدانهم من الكشف على البيانات التي يتم تبادلها من خلال الوصلة المشفرة.
وللوهلة الأولى، يظهر هذا المشروع وكأنه مبادرة كريمة تهدف إلى حماية حرية الكلمة والرأي في وجه الطغاة، غير أنه لدى التدقيق نجد أن:
- غوغل "المدافعة عن الديموقراطية وحقوق الإنسان" هي على صلة وثيقة بأجهزة المخابرات الأميركية و"الإسرائيلية".
- غوغل شركة يهيمن اليهود على ملكيتها وإدارتها.
- مدير هيئة "أفكار غوغل" التابعة لمجموعة غوغل والتي تشرف على هذا المشروع وتؤمن تمويله هو اليهودي جاريد كوهين Jared Cohen .
بكلام آخر، فإن "يو بروكسي" قد تحمي سرية إتصالات "المنشقين السياسيين" من أعين حكومات بلدانهم، ولكنها وفي الوقت نفسه سوف تزود بعض جماعات اللوبي اليهودي العالمي بجميع الشيفرات و"المفاتيح" التي تتيح لهذه الجماعات الإطلاع على الأسرار الدقيقة ولإتصالات التي تتم بواسطة تلك الخدمة...
اللوبي اليهودي في اليونان: قطع تمويل الدولة لحزب "الفجر الذهبي"
قرر مجلس النواب اليوناني قطع تمويل حزب "الفجر الذهبي" اليميني المتطرف في اليونان، والذي هو خامس أكبر الأحزاب الممثلة في مجلس النواب اليوناني (التشريعات اليونانية تؤمن تمويلاً من الدولة للأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، وذلك أسوة بما يطبق في العديد من البلدان الغربية). ومن المعروف جيداً أن الجماعات اليهودية، أو الجهات الخاضعة لمشيئة اللوبيات اليهودية في العالم تلجأ دائماً إلى أسلوب ممارسة الضغوطات المالية لمحاربة خصومها، وذلك إما على نحو مباشر، كما هو الأمر بالنسبة قطع تمويل حزب الفجر الذهبي، أو بصورة غير مباشرة عن طريق وقف خطوط الإعتماد عنها، أو مطالبة هؤلاء الخصوم بتعويضات مالية باهظة لن تتمكن من تسديدها في دعاوى قضائية بحجة محاربة "معاداة السامية" وما إلى ذلك...
وتأتي هذه الخطوة مكملة لإجراءات القمع والإدانة التي يتعرض لها ذلك "الفجر الذهبي" منذ شهر أيلول/سبتمبر الجاري على خلفية إتهام عناصر من الحزب بقتل ناشط سياسي يساري كان يتعرض لهم. على أن السبب الحقيقي لحملات التنكيل بهذا الحزب تكمن على الأرجح في أنه يُتهم بالـ"عداء للسامية"، وذلك بسبب معارضته للسياسات "الإسرائيلية" ورفضه تبني الخرافات اليهودية بالنسبة إلى "الهولوكوست" أو المحرقة التي يدعي اليهود أنهم تعرضوا لها إبان الحرب العالمية الثانية، فضلاً عن رفضه – أي رفض هذا الحزب - خضوع اليونان لوصاية الإتحاد الأوروبي والمجموعات المالية اليهودية بسبب مديونيتها المرتفعة.
والجدير بالذكر أن حزب "الفجر الذهبي" سبق له وأن نظم عدداً من التظاهرات للتنديد بالسياسات اليهودية بفلسطين المحتلة، وبصورة خاصة في قطاع غزة، وموقفه من القضية الفلسطينية تُعتبر من بين الأكثر تأييداً للحق الفلسطيني في أوروبا...
|