نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية فيالعالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلاميةوافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهوديةالإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
مشروع قانون لإجبار ترامب على نقل سفارة الولايات المتحدة في الكيان اليهودي إلى القدس الشريف المحتل
تقدم ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من الحزب الجمهوري بإقتراح قانون من شأن إقراره وإصداره إجبار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب Donald Trumpعلى نقل سفارة بلاده في الكيان اليهودي "إسرائيل" من تل أبيب المحتلة إلى القدس الشريف المحتل أيضاً.
والمعروف أن هناك قانون أميركي صادر في 1995 يعترف بالقدس الشريف عاصمة للكيان اليهودي، على أن ذلك القانون يعطي رئيس الولايات المتحدة مهلة ستة أشهر لتطبيق هذا الإعتراف بصورة عملية عن طريق نقل السفارة إلى القدس الشريف، وقد إستعمل الرؤساء المتعاقبون لأميركا هذا البند لتأجيل نقل السفارة الأميركية على نحو متكرر ومتجدد كل ستة أشهر، وذلك من أجل عدم إثارة مشاكل مع البلدان العربية، وبالرغم من أن العديد من هؤلاء الرؤساء – بمن فيهم ترامب نفسه الآن – كان قد تعهد بالأساس بتنفيذ القانون... وإقتراح القانون الجديد يلغي مهلة التأجيل إلغاءاً تاماً، وبالتالي يلزم الرئيس بنقل السفارة في أسرع وقت ممكن.
والجدير بالذكر أن إثنين من المتقدمين بإقتراح القانون – ماركو روبيو Marco Rubioونيد كروز Ted Cruz- كانا من منافسي ترامب في الإنتخابات التمهيدية لتعيين مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، ويُعتقد بأن هدفهما من طرح هذا الإقتراح للقانون مزدوج يتمثل أولاً بإحراج ترامب إزاء العرب، وثانياً بكسب تأييد اللوبي اليهودي لهما للإنتخابات القادمة.
ومن الناحية العملية، يُنتظر أن يتم إقرار هذا القانون بشبه إجماع بالنظر إلى أن اللوبي اليهودي ما زال يهيمن على مجلسي الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة، وبالتالي أن يقوم ترامب بنقل السفارة الأميركية بفلسطين المحتلة فعلاً إلى القدس الشريف في وقت قريب، مع العلم بأن عدداً من أعضاء فريق مستشاريه كان قد لمّح من قبل إلى إمكانية تأجيل القيام بعملية الإنتقال تلك...
أرقام قياسية لعمليات القتل والإجرام في مدينة شيكاغو سنة 2016
شهدت مدينة شيكاغو – ثالث أكبر المدن الأميركية لجهة عدد السكان، وواحدة من أهم تلك المدن من ناحية حجم قطاع الأعمال فيها – في 2016 أعلى معدلات عمليات القتل والإجرام منذ عشرين عاماً، حيث قتل فيها 762 شخصاً- بزيادة 60% عن عدد القتلى الذين سقطوا في 2015 – مع إصابة أكثر من 4300 جريح نتيجة أعمال إطلاق النار. وقد طرح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب Donald Trumpأن تستعين المدينة بقوات الأمن التابعة للدولة الإتحادية بسبب عجز الإدارة المحلية عن ضمان سلامة المقيمين هناك...
والمعروف أن عمدة شيكاغو هو اليهودي راحيم عمانوئيل Rahm Emanuel، وهذا الأخير شغل مراكز بالغة الأهمية في إدارتي الرئيسين الديموقراطيين بيل كلينتون Bill Clintonوباراك أوباما Barack Obama، وهو إنتخب عمدة لشيكاغو سنة 2011، لتتجدد ولايته في 2015 بعد إجراء دورة إقتراعية ثانية "بالوتاج"، للمرة الأولى في تاريخ إنتخابات عمدة تلك المدينة. وعلى العموم، فإن إدارة عمانوئيل للمدينة في ولايته الأولى أتت سيئة، ما إضطره إلى خوض غمار الإنتخابات على دورتين في 2015، ومن الواضح أن أداءه إستمر في التراجع خلال ولايته الثانية، بدليل أرقام جرائم القتل والإجرام المسجلة في 2016,
وراحيم عمانوئيل هو أحد أبرز أركان الحزب الديموقراطي بالولايات المتحدة، على أن هذا السحل السيء لا بد وأن يؤثر سلباً على نفوذه ومدى تأثيره على السياسات الأميركية في السنوات القادمة...
إحتجاجات ضد غولدمان ساكس تعقب الإعلان عن تعيين عدد من كبار العاملين لدى الشركة في إدارة ترامب
قام مؤخراً تجمع إحتجاجي داخل المقر العام للشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldnan Sachs، حيث إقتحمت مجموعة من المتضررين من ممارسات الشركة – وخاصة لجهة التلاعب بمعدلات فائدة القروض العقارية – مقر الشركة الرئيسي في نيويورك ، إلى أن جرى إخراجهم بالقوة. وقد تمت الدعوة إلى التجمع عبر وسائط الإعلام الإجتماعية، وتعهد المتظاهرون بالقيام بتحركات مشابهة في الأيام السابقة لإستلام الرئيس الأميركي المنتخبدونالد ترامب Donald Trumpمهامه في العشرين من كانون الثاني/يناير، وفي ذلك ما قد يكون نذير بإنبعاث حركة "إحتل وول ستريت" Occupy Wall Streetالشعبية التي قامت ضد الشركات المالية اليهودية وعمت المدن الأميركية الرئيسية بين أيلول/سبتمبر 2011 و2014...
الذي يهمنا في هذا التطور أنه أتى مباشرة عقب تعيين ترامب المحامي جاي كلايتون Jay Claytonلترؤس لجنة السندات والقطع Securities and Exchange Commission. SECالتي تشرف على عمليات البورصة في أميركا، وهذا المحامي مقرب جداً من الشركة اليهودية التي توكّل للدفاع عنها بصورة شبه دائمة. وقد أتى هذا التعيين بعد إجراء ترامب إياه لمجموعة من التعيينات الأخرى المشابهة لأشخاص على صلة وثيقة أو مباشرة بغولدمان ساكس... وكانت "حكومة ساكس" Government Sachsهي إحدى أبرز الشعارات المرفوغة أثناء التحرك,في إشارة مباشرة إلى نفوذ الشركة في إدارة ترامب، وقبله إدارة سلفه أوباما...
والجدير بالذكر أن ترامب كان قد ندد بنفوذ وتقرب غولدمان ساكس من منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون Hillary Clintonأثناء الحملة الإنتخابية، الأمر الذي ساهم في جعل الأوساط اليمينية "المعادية للسامية" تؤيده، وكان هذا التأييد من العوامل الرئيسية لفوزه بالإنتخابات. غير أن تقربه من غولدمان ساكس بعد الإنتخابات، والذي تمثل بتعيينه عدة مسؤولين من هذه الشركة في إدارته على النحو المستعرض هنا، أثار ويثير إمتعاضاً شديداً في هذه الأوساط اليمينية، ويمكن إعتبار التحرك ضد غولدمان بمثابة إنذار أولي للرئيس المنتخب من قبل هذه الأوساط من مغبة الإمعان في التقرب من اليهود، ومن غولدمان ساكس تحديداً...
ومن المشكوك فيه أن يتمكن ترامب من ممارسة حكمه بفعالية في حال خسر تأييد الأوساط اليمينية المتطرفة له، خاصة وأن الأوساط السياسية التقليدية – وبصورة خاصة الأوساط السياسية اليهودية – تشعر بالريبة الشديدة إزاءه، بما فيها الأوساط السياسية التقليدية داخل الحزب الجمهوري نفسه...
اللوبي اليهودي العالمي
رئيس الكيان الصهيوني "إسرائيل" يرفض أي إتصال يهودي بجماعات اليمين المتطرف
أعرب رئيس الكيان اليهودي "إسرائيل" روفين ريفلين Reuven Rivlinعن معارضته إجراء إتصالات بين مسؤولين يهود و"إسرائيليين" وجماعات لها "تاريخ من العداء للسامية ونكران ‘الهولوكوست‘" الذي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له خلال الحرب العالمية الثانية على أيدي الألمان ومناصريهم.
جاء هذا الموقف بمناسبة زيارة قام بها ريفلين إلى العاصمة النمساوية فيينا، حيث إلتقى مسؤولين يهود أوروبيين. وقد أعرب هؤلاء المسؤولين اليهود عن قلقهم إزاء إجراء بعض مسؤولي الكيان اليهودي إتصالات مع عدد من الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، بما في ذلك أحزاب اليمين المتطرف في النمسا. والمعروف أن عدداً من الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، وبصورة خاصة في كل من هولندا وفرنسا وبريطانيا، قد إتخذ مواقف مؤيدة للكيان اليهودي "إسرائيل"، وذلك لكي تتوقف الجهات اليهودية عن محاربتها، وقد تجاوبت بعض الأوساط اليهودية مع هذه المساعي، وذلك إدراكاً من جانب اليهود لتنامي شعبية التيار اليميني المتطرف في البلدان الغربية، ورغبة من اللوبي اليهودي في أن يتوقف هذا التيار عن "معاداة السامية"، مع العلم بأن رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتن ياهو يبدو مؤيداً لهذا التقارب...
بالمقابل، فإن الشريحة الشعبية الغالبة في أحزاب اليمين المتطرف ما زالت معادية بقوة لليهود، وبصورة خاصة على أثر الأزمات المالية والإقتصادية التي تتسبب بها أعمال الإختلاس والمضاربات اليهودية في السنوات الأخيرة، وهذا يعني من الناحية العملية أنه في حال وصول أحزاب اليمين المتطرف إلى السلطة، وهو إحتمال يبدو وارداً في أكثر من بلد غربي، فإن القاعدة الشعبية لهذه الأحزاب والتيارات لن تقبل من قيادتها الإنجرار وراء مشيئة اللوبي اليهودي كما هو حاصل مع أحزاب اليمين الليبرالي واليسار الإشتراكي المستلمة الحكم في غالبية تلك البلدان بالوقت الحاضر. كما أن القاعدة الشعبية إياها لن تقبل على الإطلاق مواصلة دفع مبالغ طائلة إلى اليهود والكيان الصهيوني "إسرائيل" على شكل مساعدات و"تعويضات" للهولوكوست المزعوم وقروض ميسّرة وإعفاءات ضريبية وما إلى ذلك... ومن هنا فإن الرئيس "الإسرائيلي" قد يكون على حق، من وجهة نظره اليهودية طبعاً...، في رفض إجراء الإتصالات بين اليهود وتيارات اليمين المتطرف...
ومرة جديدة نكرر أن الأمر المؤسف للغاية هو أن اليهود يراقبون عن كثب هذه التطورات، في حين أن غالبية الجهات العربية النافذة تبدو غافلة تماماً عن الأمر وعاجزة بالتالي عن إستثمار الفرص العديدة المتاحة في المرحلة الراهنة للإيقاع باللوبي اليهودي...
مع الإشارة والتذكير أخيراً وليس آخراً بأن التيار "المعادي للسامية" الذي كان أيد إنتخاب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بدأ يبدي إمتعاضه الشديد من مواقف ترامب إياه المؤيدة لـ"إسرائيل" والشركات اليهودية، وبصورة خاصة غولدمان ساكس...
ثقافة وإعلام
منح جائزة لتشجيع إبتكار "أساليب جديدة ضد الكراهية"...
أعلنت كل من "رابطة مكافحة التشهير" Anti-Defamation League (ADLو"صندوق ناتان" Natan Fundعن تخصيصهما جائزة لمكافأة جهة تبتكر أساليب متجددة ضد "الكراهية" The Innovate Against Hate prize، وهذه الجهة بمكن أن تكون جمعية غير حكومية، أو مبرمج كمبيوتر، أو أفراد، وغير ذلك.
ومن الواضح أن "الكراهية" المقصودة هنا تقتصر على الـ"عداء للسامية" من الناحية العملية، مع العلم أن كلاً من الرابطة والصندوق جمعيتان يهوديتان أميركيتان مع إمتدادات وتفرعات دولية.
أما الدافع لإنشاء الجائزة، فلقد أوضحه رئيس "رابطة مكافحة التشهير" بأن التطور التكنولوجي المستمر، بصورة خاصة في مجال تكنولوجيا الكمبيوتر والإنترنت، يفتح المجال واسعاً لإبتكار اساليب جديدة ومبتكرة للإعراب عن مشاعر العداء للسامية، ولذا برزت الحاجة – الحاجة اليهودية طبعاً - إلى إبتكار أساليب "مضادة" للتصدي لهذه الظاهرة...
بكلام آخر، فإن رئيس الرابطة يعرب عن خيبة أمله بأنه لم يتم لغاية الآن تطوير تكنولوجيا ما تتيح منع نشر المواد الإعلامية "المعادية للسامية"، ويقدم حافزاً مالياً لتشجيع الباحثين على بذل المزيد من الجهود في هذا السبيل... مع التذكير هنا بأن العديد من الشركات التكنولوجية اليهودية مثل غوغل Googleوفايسبوك Facebookسعت إلى تحديد معايير و"ضوابط" للحد من إنتشار "العداء للسامية" عبر الإنترنت، وذلك على شكل وضع قوائم سوداء أو تعديل تكنولوجيا محركات البحث أو إقفال حسابات و/أو مواقع "معادية للسامية"، وما إلى ذلك، غير أن جميع تلك المساعي لم تحقق نجاحاً كبيراً حتى الآن، حيث أن المواد "المعادية للسامية" باتت من بين الأكثر رواجاً بين مستعملي الإنترنت والكمبيوتر في البلدان الغربية خالياً...
|