نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
- الديانة اليهودية
الحقيقة المعادية للسيد المسيح(ع) في عيد الفور اليهودي "البوريم"
يُعتبر عيد الفور أو "البوريم" من الأعياد المحببة لدى اليهود. وتقول روايتهم لأصل المناسبة أن العيد يرمز إلى ذكرى خلاص اليهود في بلاد فارس من مجزرة كان يخطط لها هامان وزير الإمبراطور الأخميني أحشويرش.
على أن إسرائيل يوفال Israel Yuval ، استاذ التاريخ اليهودي في الجامعة العبرية بالقدس الشريف المحتل يقول أن الشخص الذي يحتفل اليهود بـ"شنقه" ليس الوزير هامان وإنما السيد المسيح يسوع الناصري (ع). ويستشهد إسرائيل يوفال بعدة حجج تاريخية ودينية لتثبيت نظريته، وأبرزها أن الإمبراطور الروماني البيزنطي تيودوزيوس الثاني Theodosius II منع اليهود من إحراق صور هامان، رغم أنه لم يكن ثمة سبب لأن ينزعج إمبراطور مسيحي من حرق صورة وزير "وثني" مثل هامان من الناحية المبدئية. ويضيف يوفال بأن عيد الفور أو بوريم يصادف تقريباً تاريخ صلب السيد المسيح يسوع الناصري (ع)ً، في حين أن دراسات يوفال تحمله على الإعتقاد بأن الرواية التوراتية لشنق هامان تقول أن هذا الأخير شُنق قبل هذا الموعد بنحو 11 شهراً...
ويشار إلى أن ثمة حجج أخرى تعزز رأي يوفال، وأن بعض المسحيين مثل الفنان الإيطالي الخالد مايكل أنجيلو Michelangelo’ يشبّهون أيضاً بين هامان والسيد المسيح (ع).
قد تكون هذه النظرية الدينية التاريخية صحيحة وقد لا تكون، على أن الأمر الثابت والأكيد هو الكراهية المتأصلة عند اليهود لكل ما هو مسيحي، مع التذكيرً بأن السيد المسيح يسوع الناصري (ع) عرّف اليهود على حقيقتهم القذرة حين سماهم بحق "أولاد الأفاعي" – مع جملة من الصفات المماثلة الأخرى أطلقها عليهم لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعاً...
- اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
تداعيات قضية إتهام النائبة الصومالية الأصل إلهان عمر بالعداء للسامية
ما زالت تداعيات تصريحات النائبة الأميركية الصومالية الأصل إلهان عمر Ilhan Omar المنتقدة لنفوذ منظمة إيباك Aipac تتوالى، مع صدور توصية لمجلس النواب يدين "كل اشكال الكراهية"، وورود ردات الفعل من جهات عديدة إزاء الموضوع. على العموم، فإن ابرز النقاط الواجب التوقف عندها في هذا التطور هي التالية:
القضية اثارت الإهتمام البالغ وفتحت الباب واسعاً أما مناقشة الأهمية المبالغ فيها لدور منظمة الإيباك Aipac بشكل خاص والمافيا الإحتكارية اليهودية بصورة عامة.
من هذا المنطلق أتت توصية مجلس النواب لتدين "الكراهية" بصورة عامة، بما في ذلك الكراهية إزاء المسلمين والشاذين جنسياً، وليس "المعاداة للسامية" فقط، وذلك إرضاءاً للرأي العام.
إزاء هذا الموقف الشعبي، إنبرى عدد من اليهود ذوي الإتجاه اليساري مثل عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرس Bernie Sanders المرشح للرئاسة عن الحزب الديموقراطي – حزب النائبة - بالدفاع عن إلهان عمر على أساس أنها ليست "معادية للسامية" وإنما معارضة للسياسات "الإسرائيلية"، وذلك بالإستناد إلى أقوال النائبة الصومالية الأصل نفسها. الغاية من ردة الفعل اليهودية اليسارية تلك هي الحؤول دون خلق موجة عارمة من العداء للسامية في أميركا، ومحاولة أن يكون لليهود موضع ما في التيار المؤيد للسيدة إلهان عمر. مع الإشارة هنا إلى أن مديرة إنتاج فيلم وثائقي عن إلهان عمر هي اليهودية نورا شابيرو Norah Shapiro ، ما يعني أن النائبة الصومالية الأصل هي نفسها متجاوبة إلى حد ما مع هذا المسعى اليهودي اليساري..
على أن الطبيعة المافياوية الإحتكارية لليهود تتجلى في تصريح لإلهان عمر قالت فيه انها إنتقدت وعارضت أموراً كثيرة في مسيرتها السياسية، على أن إنتقادها لمنظمة إيباك وحده الذي اسفر عن ردات فعل بهذا الحجم. إشارة إلى أن السعي إلى التواجد في جميع الأطراف قدر الإمكان، بما في ذلك الأطراف المتناقضة في ما بينها- هو من المزايا التي يتصف بها أسلوب العمل المافياوي ت (تُراجع بهذا الصدد دراستنا "Breakthrough أو العبور الإنكساري").
وأخيراً وليس آخراً أتت قضية إلهان عمر لتتيح أمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب Donald Trump فرصة "تبييض صفحته" إزاء اليهود عن طريق المزايدة في التهجم على إلهان عمر والديموقراطيين بصورة عامة في "محبته لليهود" وكيانهم...
بالمختصر، فإن هذا التطور مهم لكونه فتح الباب أما مناقشة الدور اليهودي المبالغ فيه في الحياة الأميركية العامة وجعل العديد من الأميركيين أكثر وعياً وإدراكاً إزاء خطر المافيا الإحنكارية اليهودية، يساريين كان هؤلاء الأميركيين أم يمينيين. على أنه لا بد من التعامل بحذر مع هذه الظاهرة، وخاصة لجهة تسلل اليهود اليساريين إلى المحيطين بإلهان عمر، مع ما ينطوي عليه هذا التسلل المحتمل من خطر بأن يكون باباً خفياً لتطبيع العلاقات العربية "الإسرائيلية" على أساس التفريق السخيف والخطير بين اليهود والصهاينة...
تزايد الدعاية المعادية لليهود في الولايات المتحدة إلى معدلات غير مسبوقة
أفادت رابطة مكافحة التشهير "إي دي أل" ADL – وهي رابطة متخصصة في مكافحة العداء لليهود تحت ستار التصدي للعنصرية بشكل عام – بأن الدعاية المعادية لليهود – تسميها الرابطة "الدعاية لتفوق العرق الأبيض White supremacist - على شكل توزيع مناشير مطبوعة fliers إرتفعت على نحو قياسي في 2018، حيث بلغت نسبة الزيادة 182% بالمقارنة مع العام السابق 2017. وفالت الرابطة أن أسلوب الناشطين المعادين لليهود بات أكثر فعالية، حيث يحسنون إخفاء هوياتهم لتفادي الملاحقة. كما إرتفع عدد التجمعات "العنصرية" -المقصود بالـ"عنصرية" هنا هو معاداة اليهود- بشكل ملموس في جميع المرافق العامة.
ويأخذ اليهود على الرئيس الأميركي دونالد ترامب Donald Trump انه يشجع من طرف خفي هذه الموجة، وذلك على الرغم من جميع التنازلات التي إضطر ترامب لتقديمها لليهود، من نقل السفارة الأميركية لدى الكيان اليهودي من تل ابيب المحتلة إلى القدس الشريف المحتل، إلى الضغط في الهيئات الدولية لدعم اليهود، وغير ذلك، ولهذا السبب فإن اليهود هم أكثر من ينشط حالياً لإقصائه من الرئاسة لكي يحلّ نائبه الصهيوني "الصادق" مايك بينس Mike Pence مكانه...
على أنه يبدو أن الشعب الأميركي بات اليوم أكثر وعياً إزاء حقيقة المافيا الإحتكارية اليهودية وخطرها على أميركا، بوجود ترامب أو عدمه...
تقلص تأييد الأميركيين لـ"إسرائيل"
اشار إستقصاء للرأي العام الشعبي الأميركي أجراه معهد غالوب Gallup إلى أن نسبة تفضيل الأميركيين للكان اليهودي "إسرائيل" على الفلسطينيين قد تقلصت من 64% في 2018 إلى 59% هذا العام 2019، وأن هذا التقلص يشمل جميع الفئات الإجتماعية والعمرية عند الأميركيين.
هذه النسبة لتأييد الأميركيين لـ"إسرائيل" هي الأدنى المسجلة منذ 2009 – حينها كانت شعبية "إسرائيل" في أميركا قد تراجعت كثيراً بسبب أزمة 2008 المالية التي كان أبرز مسببيها مصرفيون ومختلسون يهود – وقد أتت هذه الأرقام لتؤكد تزايد وعي الشعب الأميركي – كذلك العديد من شعوب البلدان الغربية الأخرى - إزاء خطر وضرر المافيا الإحتكارية اليهودية على البشرية جمعاء.
- اللوبي اليهودي في بريطانيا
الكشف عن خفايا التمويل اليهودي للمنشقين عن حزب العمال، على أن حزب العمال يزداد قوة وشعبية بفضل معارضته لـ"إسرائيل"
ذكرت صحيفة الأوبزيرفير Observer البريطانية بأن الثري اليهودي البريطاني دافيد غارارد . David Garrard يقوم بتمويل مجموعة النواب التي إنشقت عن حوب العمال البريطاني المعارض بسبب إتهامها الحزب بالـ"عداء للسامية"، علماً أن هذا اليهودي كان من أهم ممولي حزب العمال حتى 2015، تاريخ وصول السيد جيريمي كوربين Jeremy Corbyn لرئاسته – أي رئاسته لحزب العمال-، ذلك أن السيد كوربين يعتبر صديقاً للقضايا العربية ومعارضاً للسياسات والممارسات "الإسرائيلية".
وتستعد المجموعة المنشفة المعروفة حالياً بالـ"مجموعة المستقلة" Independent Group لأن تتحول إلى حزب سياسي مكتمل وأول أهداف هذا الحزب ستكون مناهضة حزب العمال، وذلك بسبب خروج حزب العمال من تبعيته السابقة للمافيا الإحتكارية اليهودية. وتقول الصحف البريطانية بأن عدداً من الأثرياء اليهود الآخرين يستعدون لحذو حذو غارارد بتمويل هذه الجماعة...
والمفارقة المشجعة هي أن نضوب التمويل اليهودي عن حزب العمال لم يؤثر عليه من الناحية المالية، حيث أـظهرت حسابات 2018 أن حزب العمال هو أكثر الأحزاب السياسية البريطانية ثراءاً؛ أما سبب هذا الثراء، فيعود إلى إنضمام عدد قياسي من الناس لعضوية هذا الحزب، مع تسديدهم إشتراكات العضوية، نظراً إلى شعبية مواقف السيد كوربين، وعلى رأسها موقفه من "إسرائيل"... والعبرة التي يجب أخذها من هذا الواقع هي أن بإمكان الأحزاب السياسية التقليدية في البلدان الغربية الإستغناء عن التمويل اليهودي – علماً أن هذا التمويل مرهون ومشروط بدعم وتأييد الكيان اليهودي "إسرائيل" - ، وأن الخروج من التبعية للمافيا الإحتكارية اليهودية يمكن أن ينعكس على نحو بالغ الإيجابية على الصعيد الشعبي، وحنى على الصعيد المالي مع إشتراكات الأعضاء الجدد كما تبين.
- اللوبي اليهودي في فرنسا
الكشف عن عصابة يهودية كانت تختلس الأموال بحجة العمل على إطلاق سراح رهائن لدى داعش
من بين الأخبار المثيرة التي لم تحظَ بقدر واسع من التغطية الإعلامية أن الشرطة الفرنسية إكتشفت أن عصابة مؤلفة من ثلاثة – أو أكثر، الأمر ليس أكيداً حتى الساعة - من اليهود الفرنسيين الحاملين الجنسية "الإسرائيلية" قد نجحت بإخنلاس نحو 10 مليون يورو – على الأقل - من منظمات غير حكومية بفرنسا، حيث كان أفراد العصابة يتظاهرون أنهم يعملون لحساب الدولة الفرنسية من أجل إطلاق سراح رهائن فرنسيين لدى تنظيم داعش، وأن الدولة الفرنسية بحاجة إلى الأموال لدفع قيمة الفدية المطلوبة من داعش لإطلاق كل رهينة بصورة خفية، على أن ترذ الحكومة المبالغ المدفوعة إلى المتبرعين في وقت لاحق. وكان النصابون اليهود يستعملون في مراسلاتهم الإلكترونية والورقية شعارات وأختام الدولة الفرنسية لتعزيز مصداقيتهم، ويرجح أنهم كانوا يلمّحون بأن المتبرعين سوف يحظون بتعاطف الدولة الفرنسية إزاءهم في حال "ساهموا بتحرير رهائن فرنسيين".
وكانت الأموال تحوّل عبر حسابات مصرفية في الصين. وإستطاعت دوائر الأمن الفرنسية إكتشاف هوية أفراد العصابة، ليتبين أنهم يهوداً يقيمون بفلسطين المحتلة، فما كان أمام الشرطة "الإسرائيلية" من خيار غير التعاون مع الفرنسيين وإعتقال اليهود الثلاثة، وإلا فإن ضرراً بالغاً كان سيصيب العلاقات الفرنسية "الإسرائيلية"، سيما وأن عدة قضايا إختلاسية مماثلة بين فرنسا و"إسرائيل" حصلت في السنوات الأخيرة، ولم يكن الكيان اليهودي يتعاون كثيراً مع العدالة الفرنسية بصددها...
ولم يتضح بعد ما إذا كانت "إسرائيل" سوف تسلم الموقوفين الثلاثة إلى فرنسا، أم تجري محاكمة "صورية" لهم بفلسطين المحتلة، مع إصدار أحكام خفيفة بحقهم، مع العلم أن الموقوفين ينفون التهمة...
الملاحظات التي يمكن إبداءها إزاء هذه القضية في الوقت الحاضر هي:
النصابون كانوا يستعملون شعارات وأختام الدولة الفرنسية لتعزيز "مصداقيتهم"، ما قد يعني أنهم يتعاونون مع موظفين رسميين لدى الدولة الفرنسية زودوهم بتلك الشعارات، والأرجح أنهم يهوداً ايضاً في حال تبين حصول مثل هذا التعاون بالفعل.
النصابون كانوا على دراية جيدة بأساليب تنظيم داعش، مع التذكير بالشبهات الكثيرة التي تحوم حول العلاقة المحتملة بين داعش و"إسرائيل"، بما في ذلك أن تنظيم داعش قصف مرة وحيدة فلسطين المحتلة، وبعد ذلك عاد وتقدم بالإعتذار من الكيان اليهودي على اساس أن القصف حصل عن طريق الخطأ... (راجع تصريح بهذا الصدد لوزير حرب "إسرائيل" في نيسان/أبريل 2017)، أو إستيراد الكيان اليهودي للنفط من المناطق التي كانت داعش تيسطر عليها في سورية....)
الأموال كانت تحوّل عن طريق مصارف صينية، مع التذكير بالعلافة الإقتصادية والمالية الوثيقة بين "إسرائيل" والصين.
وما زال من المبكر فيه التكهن بمستقبل التطورات في هذه القضية التي لم تحظً بتغطية إعلامبة كبيرة في فرنسا نفسها، كما سبفت الإشارة إلى الأمر، وذلك بالنظر إلى سيطرة اليهود على غالبية وسائط الإعلام الواسعة الإنتشار بمختلف أنواعها، كما هي الخالة في غالبية البلدان الغربية وفق ما هو معروف جبداً...
|