نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية فيالعالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلاميةوافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهوديةالإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة - واقع العلاقة بين اليهود وترامب غداة لقاء الرئيس الأميركي مع نتن ياهو
كان الجناح اليميني لدى اللوبي اليهودي في العالم يأمل أن تأتي زيارة رئيس حكومة "إسرائيل" إلى واشنطن لتكرس تحسن العلاقات بين الحكومة اليهودية والإدارة الأميركية، وذلك بعد فترة الفتور النسبي التي سادت بين نتن ياهو والرئيس الأميركي السابق أوباما – رغم أن هذا الأخير ألزم الولايات المتحدة دفع مساعدات قياسية إلى الكيان اليهودي على مدى السنوات العشر القادمة.
وفي هذا المجال، سلطت وسائط الإعلام الضوء على أن الرئيس الأميركي لم يعد متمسكاً بـ"حل الدولتين" كدليل على تحسن العلاقات. غير أنه لدى التدقيق بإمعان في الزيارة وواقع العلاقة بين اليهود والرئيس الأميركي دونالد ترامب Donald Trumpيتبين أن الصورة ليست مشرقة إلى هذا الحد بالنسبة إلى اليهود.
فمن ناحية التخلي عن "حل الدولتين"، فإن ما صرح به ترامب هو أنه لن يتمسك بهذا الحل إذا ما إرتأى الطرفان التوصل إلى حل آخر، بمعنى أن للفلسطينيين رأي بهذا الشأن يجب سماعه وأخذه بعين الإعتبار. كما أن ترامب "نصح" اليهود بعدم اإلإمعان كثيراً في سياسة توسيع المستعمرات في الضفة الغربية، وقال أنه ما زال متمسكاً بقراره نقل السفارة الأميركية لدى الكيان اليهودي من تل أبيب المحتلة إلى القدس الشريف، وإنما ليس بالوقت الراهن. ومن هنا، فإن ترامب أكد إلى حدّ ما تمسكه بإتخاذ موقف "الحياد" في النزاع اليهودي الفلسطيني، وهو موقف كان قد عبر عنه في بداية حملته الرئاسية في 2016 (ما كان أثار إستنكاراً يهودياً شديداً في حينه)، وذلك حتى لو أن موقفه "الحيادي" هذا أتى بعبارات "عاطفية" إزاء اليهود و"إسرائيل"...
بالمقابل، فإن يهود أميركا وباقي أنحاء العالم ما زالوا يشنون حملة مركزة ضد ترامب، وهذه الحملة ترتدي الآن شكل إـخاذ بعض أعضاء الكونغرس اليهود – أبرزهم النائب اليهودي جيرولد نادلر Jerold Nadler- الخطوات العملية الأولى للمباشرة في عملية إقصاء أو عزل impeachmentالرئيس الأميركي، وذلك بحجج متعددة تتراوح بين تعريض ترامب الأمن القومي الأميركي للخطر من حلال عدم إتخاذه الإجراءات الكافية لحفظ سرية الملفات الأمنية، أو الخلط بين المصالح التجارية الخاصة بعائلته وبين ممارسته كرئيس للولايات المتحدة، فضلاً عن تهمة العمالة والتبعية لروسيا... وقد نجح المناوئون لترامب حتى الآن – وفي طليعتهم اليهود – في إجبار عدد من كبار مساعدي الرئيس على الإستقالة. كذلك ينشر الإعلام اليهودي تقارير تتعلق بالحياة الشخصية لهذا الرئيس، مثلاً لجهة علاقته بزوجته السيدة ميلانيا، بما يؤثر سلباً على شعبيته دون ريب...
ويردّ ترامب على هذه الحملات بشن "هجوم معاكس" يتركز على وسائط الإعلام، على أنه وبالمقابل فإن ثمة دلائل إلى أنه بدأ يذعن للضغوطات، ومن تلك الدلائل إنتقاده لروسيا وموقفه الشديد العداء ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على صعيد السياسة الخارجية، وقبوله إستقالة بعض أعوانه، فضلاً عن تقربه من الشركة المالية اليهودية "غولدمان ساكس" Goldman Sachsعلى صعيد السياسة الداخلية...
ومن المبكر فيه التكهن بما ستؤول إليه التطورات القادمة، وذلك لجهة أن تتم المباشرة الفعلية بإجراءات إقصاء ترامب، أو بالمقابل بإقدام ترامب نفسه على مغامرة عسكرية ما ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مثلاً إرضاءاً منه لليهود... مع العلم أنه في حال تم إقصاء ترامب فعلاً، فإن نائبه الذي سيخلفه، حاكم ولاية إنديانا السابق مايك بينس Mike Pence، هو من السياسيين الأميركيين التقليديين المقربين جداً إلى اللوبي اليهودي ، وأن العديد من السياسيين الجمهوريين – أي من حزب ترامب نفسه – يكرهون الرئيس الأميركي، وبالتالي لن يدافعوا عنه.
بالمقابل، وفي حال القيام بمغامرة عسكرية ما وفق أسلوب "الهروب إلى الأمام"، فإن الأميركيين عموماً يعارضون بشدة إتخاذ خطوة من هذا النوع، وخاصة في أوساط المؤيدين لترامب. كما أن مشاعر العداء إزاء اليهود بصورة عامة تتزايد بين هذه الأوساط في المرحلة الراهنة، بالإستند إلى ما تنشره المواقع الخاصة بهم على الإنترنت.
وستأتي الأسابيع وربما الأيام القليلة القادمة ببعض الأجوبة على كل هذه التساؤلات.
ترامب يكلف يهودياً القيام بعملية إشراف ومراجعة عمل الوكالات المخابراتية
أفادت تقارير لم يكن قد تم تأكيدها بصورة رسمية في وقت إعداد هذا الخبر بأن الرئيس الأميركي كلّف المستثمر اليهودي ستيفن فاينبيرغ Stephen Feinberg إجراء عملية مراجعة وتدقيق شاملة لعمل الوكالات المخابراتية الأميركية المختلفة، وذلك على ضوء الخلافات المستحكمة بين ترامب وتلك الوكالات.
وفاينبيرغ المذكور من اليهود المقربين لترامب وهو تبرع بـ1,5 مليون دولار لحملته الإنتخابية، وقد عينه هذا الرئيس الأميركي عضواً في "المجلس الإقتصادي الإستشاري"، مع العلم بأن هذا اليهودي هو الرئيس التنفيذي ومن مؤسسي الشركة المالية الإستثمارية سيربيروس لإدارة الرأسمال Cerberus Capital Management، ولهته الأخيرة عدة مساهمات في شركات تكنولوجية تعمل في الصناعات العسكرية والأمنية.
وقد أثار هذا الخبر إستياء الأوساط الأمنية في أميركا بالنظر إلى عدم خبرة فاينبيرغ في هذا المجال، وإلى إمكانية إستغلاله مركزه الجديد لصالح الشركات التي تساهم فيها "سيربيروس"... في مطلق الأحوال، فإن هذه الخطوة من جانب ترامب في حال تأكدت – وهذا هو المرجح – قد تأتي أيضاً كمبادرة أخرى من جانبه لإرضاء اليهود، وذلك بعد تعيينه عدة مسؤولين سابقين لدى غولدمان ساكس Goldman Sachsضمن فريق إدارته.
اللوبي اليهودي في روسيا - السلطات تقرر طرد حاخاماً وعائلته لأنه يشكل تهديداً للأمن القومي
أمرت السلطات الروسية الحاخام أري إديلكوبف Ari Edelkopfوعائلته بمغادرة الأراضي الروسية لأنه يشكل "تهديداً للأمن القومي" الروسي، ولم تقدم السلطات معلومات حول هذه النقطة.
والحاخام إديلكوفت يهودي أميركي من أصل روسي من جماعة "شاباد"، وكان قدم إلى مدينة سوتشي في 2002 من أجل "إحياء الحياة اليهودية فيها"، حيث قام بفتح عدة معابد يهودية مع إنشاء مراكز إعلامية وما إلى ذلك. وكان الحاخام على علاقة جيدة بالسلطات، وقد تمثلت هذه العلاقة الجيدة بأن دُعي حاخام أميركي لإلقاء كلمة في حفلة إفتتاح الألعاب الأولميية الشتوية التي جرت في مدينة سوتشي ذاتها سنة 2014 (وذلك بعد وقت قصير من صدور تقرير روسي برأ "الإسرائيليين" من شبهة تسميم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، على عكس ما كان قد جاء في تقرير سويسري نزيه صدر وقتها، وكان تقريرنا الأسبوعي هذا الوحيد الذي أشار إلى إمكانية وجود صلة بين تبرئة الروس لـ"إسرائيل" والألعاب الأولمية الشتوية في حينها، حيث كانت تُطلق بعض الدعوات إلى مقاطعة تلك الألعاب على خلفية أحداث أوكرانيا).
وقد تعالت الأصوات اليهودية داخل وخارج روسيا للتنديد بهذا القرار "المعادي للمنامية" و"المنافي لحقوق الإنسان",,, ومع أنه لم يُكشف بعد عن أسباب الإجراء، - وقد لا يتم الكشف عنها أبداً - فمن المحتمل أن يكون لهذا السبب صلة بنشاطات تجسسية، وخاصة لجهة طبيعة العلاقة القائمة بين ترامب وفريق عمله المقرب والحكام الروس... كما أن هذا التطور يأتي في وقت تتزايد فيه إتهامات اليهود و"إسرائيل" لساسة وحكام روسيا بممارسة "العداء للسامية" في المرحلة الراهنة...
اللوبي اليهودي في بريطانيا - شكوى يهودية من "تصاعد العداء للسامية" في الجامعات البريطانية
أبدت عدة هيئات يهودية في بريطانيا، وبصورة خاصة الهيئات الطلابية، تخوفها من أن الوسط الجامعي في بريطانيا يشهد حالياً تصاعداً لمظاهر "العداء للسامية"، الأمر الذي يجعل الطلاب اليهود في تلك الجامعات يشعرون بالخوف وعدم الإطمئنان. ولم تحصل لغاية الآن حوادث عنف طالت اليهود، وإنما تم توجيه كلمات إعتُبرت نابية ومهينة بحقهم، كما تزايد وضع شعارات تُعتبر "معادية للسامية" مثل الصليب المعقوف. كذلك، فلقد تم توزيع عدة مناشير تدحض المزاعم اليهودية إزاء خرافة "المحرقة" أو الهولوكوست التي يدعي اليهود أنهم تعرضوا لها على أيدي الألمان خلال الحرب العالمية الثانية، مع الإشارة هنا إلى أن بعض الطلاب البريطانيين أعربوا عن تضامنهم وتأييدهم الشجاع للمؤرخ الإنكليزي الكبير ديفيد إيرفينغ David Irvingبمناسبة إنزال الفيلم السينمائي "إنكار" Denial، وهو فيلم يسرد قصة دعوى خسرها إيرفينغ، وكانت الدعوى تدور حول كتاب أُعد ضده وضد الحقائق التي كشفها (ديفيد إريفينغ هو أحد أهم المؤرخين المتخصصين في تاريخ الحرب العالمية الثانية، وأعمال البحث العلمي والتاريخي التي أجراها جعلته يؤكد بأن لا وجود للمخرقة على النحو الذي يدعيه اليهود، وهو قدم دلائل ثابتة في ذلك، كما أن إيرفيتغ يطرح جائزة مالية من أمواله الخاصة تُعطى لأي شخص يثبت بالدليل القاطع وجود مخطط نازي لإبادة اليهود، ولم يتمكن أي شخص من تقديم مثل هذا الدليل لغاية الآن، والمرجح أن لا وجود أبداً لهذا الدليل عن حدث لم يحصل بالأساس...).
والحقيقة التي ذكرناها أكثر من مرة في هذا التقرير أن البريطانيين يضيقون ذرعاً باليهود وممارساتهم، وبصورة خاصة في الآونة الأخيرة حيث ثبت بالصوت والصورة بأن الدبلوماسيين "الإسرائيليين" في بريطانيا يتدخلون في السياسات الداخلية لهذا البلد ويطالبون بإقصاء كبار العاملين لدى الدولة حين لا يكون هؤلاء موالين للصهيونية ومؤيدين لسياسات الكيان اليهودي... على أن اللوبي اليهودي قد يبالغ في تخوفه من "العداء للسامية" في بريطانيا من أجل حث الحكومة على زيادة مستوى إنحيازها إلى جانب "إسرائيل" واليهود من جهة، وربما من أجل تشجيع عدد من يهود المملكة المتحدة على الإنتقال إلى فلسطين المحتلة من جهة أخرى...
علم وتكنولوجيا - مجموعة فولكزفاغن تبرم إتفاقاً مع موبيلآي "الإسرائيلية"
وقعت كل من مجموعة فولكزفاغن Volkswagen Groupالألمانية للمركبات الآلية وشركة موبيلآي Mobileye"الإسرائيلية" المتخصصة بالنظم الإلكترونية والإستشعارية للسيارات على إتفاق من أجل التعاون في ما بينهما لتطوير نظام ومعايير للقيادة الذاتية – أي أن تقوم المركبات الآلية من سيارات أو شاحنات بقيادة نفسها بنفسها من دون تدخل مباشر من جانب السائق – إعتباراً من السنة القادمة 2018,
ويأتي هذا الإتفاق في الوقت الذي ما زالت فيه فولكزفاغن تتعرض لحملة مركزة تتهمها بتركيب أنظمة خادعة لجهة قياس إنبعاثات الغازات السامة من محركات الديزل لبعض منتجاتها، الأمر الذي أجبرها على تسديد غرامات وتعويضات بعدة بلايين من الدولارات.
من جهة موبيلآي، فإنها كانت تتعاون مع شركة تيسلا Teslaالأميركية للسيارات الكهربائية في مجال نظم القيادة الذاتية، إلى أن حصل عدد من الحوادث القاتلة أو الخطيرة لهذه السيارات لدى إستعمال سائقيها التقنيات "الإسرائلية"، الأمر الذي حمل الشركة الأميركية في 2016 على وقف تعاونها مع الشركة "الإسرائيلية" لتقوم تيسلا بتطوير نظامها للقيادة الذاتية بنفسها...
|