إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 30 حزيران/يونيو و6 تموز/يوليو 2019

نديم عبده

نسخة للطباعة 2019-07-09

إقرأ ايضاً


نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.

اللوبي اليهودي في فرنسا

مجلة "لو بوان" تكشف عن إقصاء عميل مخابرات فرنسي بسبب إرتباطه بالـ"موساد"

نشرت مجلة "لو بوان" Le Point الفرنسية – إتجاهها يميني ليبرالي – تحقيقاً أفادت فيه أن جهاز المخابرات الفرنسي "دي جي أس ىي" DGSI أقصى أحد كبار العاملين لديه لأن هذا الأخير كان يعمل في الواقع لحساب الموساد "الإسرائيلي" على الأرجح. وذكرت المجلة أن هذا الشخص كان مرشحاً لترؤس معهد للمخابرات تابع للإتحاد الأوروبي، على أنه أزيح عن مسؤولياته المخابراتية وطُلب منه الإلتحاق بوزارة التربية الفرنسية. وقالت المجلة أن المذكور يهودي، وأنه خبير في العاب "الكراف-ماغا Krav-maha (رياضة قتالية يهودية يعتمدها جيش "إسرائيل" وهي خليط لعدد من الفنون القتالية، ولا سيما الآسيوية منها) ويساهم بقوة في تنظيم "حراسة" المدرسة اليهودية حيث يتعلم أولاده. كما ذكرت المجلة أنه كان تلقى عرضاً لتولي منصب أمني ضمن حلف شمالي الأطلسي "الناتو" NATO من غير أن يبلِّغ رؤساءه بالأمر، وفق ما تنص عليه الأنظمة العسكرية الفرنسية، وأن جهازه الهاتفي الشخصي لم يكن مزوداً بالأنظمة الأمنية العسكرية الفرنسية، وهذا أيضاً ما تفرضه الأنظمة العسكرية الفرنسية المرعية الإجراء.

وذكرت المجلة أن إسم المذكور هو "ديدييه" Didier – من دون تفاصيل، وقد يكون إسماً مستعاراً وحسب – وأن ديدييه هذا إعترض على قرار إقصائه أمام القضاء، وهذا على الرغم من أنه لم يتم إتخاذ إجراء جزائي بحقه، من قبيل إتهامه بالخيانة العظمى...

تأتي هذه القضية لتضاف إلى سلسلة من القضايا المشابهة كان لليهود اليد الطولى فيها، مثل قضية مساعد الرئيس الفرنسي الكسندر بينالا Alexandre Benalla . والسؤال الآن، هل أنه سوف تتم "لفلفتها" لكونها تتعلق بالعمل المخابراتي، وبالنظر إلى النفوذ اليهودي المهيمن في أجهزة الحكم الفرنسي، ام تتحول إلى "قضية دريفوس" Affaire Dreyfuss جديدة؟ (قضية دريفوس هي قضية تجسس حصلت بفرنسا بين أواخر الفرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إتهم فيها ضابط يهودي بالتجسس قبل أن يتمكن اللوبي اليهودي الفرنسي من فرض تبرئة ساحة هذا الأخير).

محاولة إغتيال الممثل التهكمي ديودونيه، وإصدار حكم بالسحن عليه

تعرض الممثل الفرنسي الكاميروني ديودونيه مبالا كبالا Dieudonné M'bala M'bala لمحاولة إغتيال مؤخراً حين هاجمت سيارة رباعية الدفع منصة كان يتدرب عليها لعرض مسرحي في منطقة أوكسير الفرنسية، وقد أصيب أربعة أشخاص كانوا على المنصة إصابات يعتقد أنها طفيفة.

والمعروف أن السيد ديزدزنيه تعرض لحملة شعواء ومركزة تتهمه بالـ"عداء للسامية" لأنه قدم عروضاً تهكم فيها على اليهود – مع العلم أن أنه كان قد تهكم على مجموعات أخرى ايضاً لم تحتج على ذلك بالنظر إلى الطابع المسرحي والفني لهذا الأداء... حيث يبدو أنه يجوز التهكم حول اي شيء بفرنسا وغيرها من البلدان الغربية، لكن لا يمكن المسّ باليهود بالنظر إلى "طبيعتهم المميزة" حيث أنهم وحدهم دون سائر البشر يحتكرون الصفة الإنسانية... (راجع فتوى الحاخام اليهودي الشرقي السابق أوفاديا يوسف في تشرين أول/أكتوبر 2010).

وبالعودة إلى محاولة الإغتيال، فإن وسائط الإعلام الفرنسية لم تعطِ سوى تفاصيل قليلة جداً للحادث، رغم طابعه المثير، على أنه عُلم أن سائق السيارة المهاجمة طبيب يهودي وفق ما ذكرته بعض المصادر العليمة.

من جهة مقابلة، صدر بحق الممثل حكماً بالسحن لثلاث سنوات – سنتان بالسجن الفعلي وسنة مع وقف التنفيذ - بسبب التهرب الضريبي... وبمعزل عما إذا كانت التهمة صحيحة أم لا، فلقد ذكر المعلقون أن سبب إصدار الحكم بالسجن الفعلي هو لإعتبارات سياسية بالدرجة الأولى وليس لإعتبارات مالية أو ضريبية، حيث أن الأحكام في مثل هذا النوع من القضايا تكون بالغرامات، وبالسجن مع وقف التنفيذ، وليس بالسجن الفعلي، علماً أن التهرب الضريبي من الممارسات الشائعة جداً بفرنسا...

هذا، ويُنتظر أن يتم إستئناف الحكم.

اللوبي اليهودي في أوروبا

تزايد خوف جيل يهود أوروبا الجديد من تصاعد موجة "العداء للسامية"

أظهر إستطلاع للرأي أُجري بين يهود أوروبا – تحديداً بين يهود كل من فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا،، النمسا، بلجيكا، الدانمارك، المجر، هولندا، بولندا، إسبانيا، أسوج - تزايد قلق الجيل الجديد من يهود البلدان المذكورة من تصاعد ما وصفوه بالـ"عداء للسامية"، وذلك إلى درجة جعلت 41% منهم يدرسون خيار الهجرة من أوروبا. وذكر 62% من المستطلعينَ –بفتح اللام - أنهم يكنّون الولاء لـ"إسرائيل" بالقدر نفسه – أو أكثر – مما يكنّونه لأوطانهم الأصلية.

وقد يقول البعض أنع لا ينبغي أن يكون المعادون للصهيونية سعداء لهذه الأرقام، بالنظر إلى أن هؤلاء اليهود سيهاجرون إلى فلسطين المحتلة حيث يعززون التواجد اليهودي هناك على حساب الفلسطينيين الأصيلين أنفسهم. من الناحية البديهية، قد يبدو هذا المنطق سليماً – وهو معتمد بصورة خاصة في بعض الأوساط اليسارية العربية- إلا أنه ليس كذلك، بل أن العكس هو الصحيح، والمطلوب هو تشجيع ظاهرة "العداء للسامية" في أوروبا وسائر أنحاء العالم لتأخذ كامل مداها، وذلك للإعتبارات المُستعرضة أدناه:

- اليهود الذين يغادرون إلى فلسطين المحتلة، وبصورة خاصة يهود أوروبا، يحتفظون عادة بأملاكهم وحقوقهم السياسية العائدة إلى أوطانهم الأصلية، ما يتيح لهم ممارسة حقوقهم المالية والسياسية في هذه البلدان الأصلية من إستثمارات مالية إلى حق التصويت وغير ذلك، ما يعني أنهم يحتفظون بنفوذهم في هذه البلدان، ولو أن هذا الإحتفاظ يكون منطلقاً من أرض فلسطين. أي أن اليهود الأوروبيين يتسببون بضرر مضاعف، ضررهم كيهود محتلين الأرض المقدسة، وضررهم كيهود اصحاب قوة ونفوذ في بلدانهم الأصلية. من هنا فإن المطلوب هو أن تؤدي ظاهرة "العداء للسامية" ليس فقط غلى خروج اليهود من بلدانهم الأصلية، بل أن يتم إقصاء هؤلاء اليهود من الحياة العامة ومن مراكز القرار في هذه البلدان كما نبينه في النقاط التالية.

- الضرر الأكبر الناجم عن اليهود خارج فلسطين هو النفوذ الذي يمارسونه من أجل جعل بلدانهم الأصلية تدعم الكيان اليهودي مالياً وسياسياً، مع العلم أن "إسرائيل" بحاجة حيوية إلى هذا الدعم، وهي لن تتمكن من البقاء والإستمرار دون هذا الدعم، وبما أن اليهود المهاجرين إلى فلسطين يحتفظون بمصادر قوتهم في بلدانهم الأصلية، فهذا يعني أن هذه البلدان ستبقى داعمة لليهود بصورة عامة ولـ"إسرائيل" بصورة خاصة.

- بالمقابل، فإن من شأن تصاعد شعبية القوى المعادية لليهود في البلدان الأوروبية - وسواها من البلدان خارج فلسطين – أن يؤدي إلى التقليل ن هذا الدعم على الأقل، أو حتى إلى وقفه بالكامل، وذلك ليس بشأن الدعم المباشر للكيان اليهودي فقط (الولايات المتحدة الأميركية وحدها تنفق أكثر من 11 مليون دولار لدعم "إسرائيل" في كل يوم)، بل أيضاً لأشكال أخرى من الدعم لليهود مثل "التعويضات" الممنوحة من جرّاء خرافة المحرقة أو هولوكوست المزعوم والموهوم الذي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له خلال الحرب العالمية الثانية من دون تقديم أي دليل يثبت الأمر.

خلاصة القول أن ظاهرة "العداء للسامية" يمكن أن تسفر في النهاية إلى هدم أبرز الركائز التي يستند عليها الكيان اليهودي لضمان إستمراريته، ومن هنا يجب تشجيع هذه الظاهرة قدر المستطاع، وذلك ليس من أجل تحرير فلسطين فقط، وإنما لخير البشرية جمعاء التي تعاني من أذى وضرر "أولاد الأفاعي" ("أولاد الأفاعي" هي التسمية التي أطلقها السيد المسيح يسوع الناصري – ع – على اليهود) التي تشكل مافيا إحتكارية تسعى إلى السيطرة على كامل ثروات ومكامن القوة في العالم، مع التذكير بأن اليهود يعتبرون أنفسهم وحدهم بشراً، وسائر بني الإنسان هم بنظرهم حيوانات "غوييم" مهمتهم الوحيدة في هذه الحياة هي خدمة اليهود (راجع فتوى الحاخام اليهودي الشرقي السابق أوفاديا يوسف بهذا الصدد الصادرة في تشرين أول/أكتوبر 2010).

اللوبي اليهودي في المانيا

المانيا تذعن للمطالبة اليهودية بزيادة "تعويضات الهولوكوست" وتوسيع نطاقها

توصل "المؤتمر من أجل مطالبة يهودية مادية من ألمانيا" Conference on Jewish Material Claims Against Germany ، وهي جمعية يهودية ذات صفة رسمية يهودية متخصصة في إمتصاص الأموال من الدولة الألمانية من جراء الهولوكوست المزعوم، إلى إتفاق جديد مع الدولة الألمانية إلتزمت هذه الأخيرة – الدولة الألمانية – بموجبه بزيادة الأموال التي تسدد لـ"ضحايا الهولوكوست"، بحيث أن أزواج "الناجين من المحرقة" المتوفين يستمرون في تلقي التعويضات تسعة أشهر بعد وفاة هؤلاء "الناجين"، كما زادت المانيا من الأموال التي تمنحها كمساعدات "إجتماعية" لليهود 50 مليون دولار، بحيث يبلغ مجموعها أكثر من 587 مليون دولار للعام القادم 2020 ، فضلاً عن زيادة الرواتب الشهرية الممنوحة للـ"ناجين من المحرفة" بنسبة 46% حتى نهاية العام الجاري لتصل إلى نحو 650 دولار شهرياً. كما تم توسيع نطاق المستفيدين من هذه "التقديمات" ليشمل الأشخاص غير اليهود الذين كانوا يساعدون اليهود خلال الحرب العالمية الثانية... وذلك من أجل تشجيع غير اليهود على الخضوع لـ"أولاد الأفاعي" ("أولاد الأفاعي" هي التسمية التي أطلقها السيد المسيح يسوع الناصري – ع – على اليهود)، مع التذكير أن غير اليهود هم "غوييم بنظر اليهود، و"غوييم" هي الكلمة العبرية التي تعني "حيوانات"...

كل هذا مع التذكير أنه لا يوجد أي دليل مادي و/أو خطي على حصول المحرقة المزعومة "الهولوكوست" بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية بالوقائع والأرقام التي يدعيها اليهود، مع العلم أن عدة بلدان، بما في ذلك المانيا نفسها، أصدرت تشريعات تمنع بموجبها مجرد مناقشة حصول الهولوكوست المزعوم هذا تحت طائلة فرض عقوبات بالغة الشدة ضد من ينتهك هذا الحظر "الديموقراطي"...

وثمة من يتساءل عن مصدر ثروات اليهود...

اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة

تصاعد حوادث "العداء للسامية" بولاية كاليفورنيا

افادت أحدث الإحصاءات الصادرة عن دائرة العدل بولاية كاليفورنيا California Department of Justice الأميركية بأن عدد حوادث "العداء للسامية" – أي العداء لليهود - قد زاد بنسبة 21% في 2018 بالمقارنة مع العام السابق 2017.، ليبلغ أحد أهم المعدلات المسجلة بهذا الصدد لتاريخه.

إشارة إلى أن السنة التي سجلت أعلى عدد لحوادث "العداء للسامية في هذه الولاية كانت 2009، وذلك بسبب الأزمة المالية الكبيرة التي كانت حصلت في أميركا أواخر 2008 بفعل الممارسات والإختلاسات التي إرتكبتها الشركات ولشخصيات اليهودية مثل غولدمان ساكس Goldman Sachs وبرنارد مادوف Bernard Madeff وليهمان براذرس Lehman Brothers وغيرها مما لا يتسع المجال لذكرها جميعاً...

وقد خلفت أزمت 2008 أثراً عميقاً في وجدان الأميركيين، وجعلتهم أكثر وعياً بصورة عامة لخطر المافيا الإحتكارية اليهودية على أميركا والعالم بصورة عامة، ما أدى إلى زيادة منتظمة لظاهرة "العداء للسامية" في أميركا كلها، وليس في ولاية كاليفورنيا وحدها، وخاصة في أوساط الأجيال الشابة.

هذا، وتُعتبر كاليفورنيا من أهم الولايات الأميركية، وهي موطن العديد ن شركات تكنولوجيا المعلومات وصناعة الطيران والفضاء وغيرها.

الشرق الأوسط

الوضع العام ما زال فاللاً لكل الإحتملات

كما سبق وذكرناه في تقرير سابق، ما يزال الوضع في منطقة الشرق الأوسط قابلاً لكل الإحتمالات، مع رغبة اليهود في أن يتفجر الوضع على يد غيرهم. وهناك عدة عوامل تعزز هذا الإستنتاج، ومن ابرزها:

- يُلاحظ أن أزمة الناقلة النفطية الإيرانية التي إحتجزت في جبل طارق قد تمت على أيدي حكومة هي من أكثر الحكومات الغربية تقرباً من اليهود – حكومة تيريزا ماي البريطانية، وقد أشاد يهود بريطانيا أكثر من مرة بتيريزا ماي هذه و"محبتها" لليهود و"إسرائيل".

- كما لا بد من الإشارة إلى تصريحات جاريد كوشنير، الصهر اليهودي للرئيس الأميركي ترامب حيث يحمِّل الفلسطينيين مسؤولية فشل "مؤتمر البحرين"، وذلك بعبارات تنمّ عن الكراهية والإحتقار الذي يكنّه اليهود للفلسطينيين خصوصاً، وللعرب بوجه عام.

- كذلك يجب أن لا تغيب عن البال التطورات السياسية والأمنية الجارية في لبنان، حيث أن المخابرات الصهيونية "الموساد" غير بعيدة عنها على الأرجح.

- إشارة إلى سعي يهودي لوضع معايير دولية جديدة حول جرائم الحرب، مع تشديد الشروط لتصنيف عمل حربي كجريمة حرب، وذلك تهيئة من اليهود لإرتكاب جرائم حرب جديدة بحق المدنيين في كل من قطاع غزة ولبنان، وفق رأي عدد من المراقبين – جاء ذلك بمناسبة مؤتمر عُقد بفلسطين المحتلة تحت رعاية الموساد أواخر حزيران/يونيو الجاري حول القوانين الدولية بشأن الحرب.

بالمختصر، فإن توخي اقصى درجات الوعي والحذر يبقى ضرورياً في المرحلة الراهنة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024