نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار
هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
ملاحظة: يغطي هذا التقرير فترة أسبوعين بدل أسبوع واحد في العادة. ونعود إلى التغطية الأسبوعية مع التقرير القادم إن شاء الله، ونحن نعتذر مرة جديدة لقرائنا على هذا الوضع الحاصل لظروف طارئة خارجة عن إرادتنا.
ن.ع.
- اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
تزايد الضغط اليهودي من أحل إقالة الرئيس الأميركي، ووفاة غامضة لصحافية شابة كشفت عن حقائق لصالح تراملب
مع إستلام الكونغرس الأميركي الجديد مهامه، وبصورة خاصة مجلس انواب الذي يشكل فيه الحزب الديموقراطي المعارض الأكثرية، (ما زال الجمهوريون يحتفظون بالأكثرية في مجلس الشيوخ) تتزايد نبرة المطالبة بالمباشرة في إجراءات إقالة أو إقصاء impeachnemt الرئيس الأميركي دونالد ترامب Donald Trump , وأبرز حاملي لواء هذه المطالبة هم أركان اللوبي اليهودي الأميركي، على أن الأوساط اليسارية تساندهم في ذلك بسبب السياسات والمواقف اليمينية المحافظة لترامب... على أن من الواضح أن الأمر الذي زاد كثيراً من نبرة المطالبة بإقالة ترامب كان قراره سحب القوات الأميركية من الجمهورية العربية السورية، حيث إعتبر الكثيرون أن من شأن هذا الإجراء تعريض أمن "إسرائيل" للخطر...
وفي سياق ملابسات وإشكالات قضية إقصاء ترامب، لا بد من الإشارة إلى أن صحافية أميركية شابة – 26 عاماً – قد توفيت مؤخراً بصورة فجائية وغامضة "نتيجة إصابتها بالبرد"، رغم أنها كانت بصحة جيدة... اللافت أن هذه الصحافية – المرحومة بري بايتون Bre Payton – كانت كشفت عن بعض الحقائق المحرجة بحق المحقق في قضية "التدخل الروسي في الإنتحابات الأميركية" روبيرت موللير Robert Mueller لجهة أن فريق عمل هذا الأخير تعمد محو بعض الرسائل النصية التي كانت لصالح ترامب، وبالتالي تعمد إتلاف أدلّة لصالحه في هذه القضية...
إننا لسنا بصدد المدافعة عن الشخص الذي نقل سفارة الولايات المحتلة بفلسطين من تل أبيب المحتلة إلى القدس الشريف – علماً أنه يرجح أن هيلاري كلينتون كانت ستقوم بالإجراء نفسه في ما لو فازت بإنتخابات الرئاسة الأميركية في 2016 – لكن لا بد من التشديد على أن خصوم ترامب أكثر خضوعاً وإذعاناً منه للمافيا الإحتكارية اليهودية، وأن نائبه مايك بينس Mike Pence الذي سيصبح رئيساً في حال إقصاء ترامب – ينتمي إلى التيار المعروف بالـ"مسيحية الصهيونية" (مع التذكير والتشديد على التناقض الأساسي والتاريخي والديني بين الديانة المسيحية واليهود، راجع الإنجيل المقدس بهذا الصدد...)، وهو مقرب بصدق من اليهود والصهاينة، وليس بداعي اتمصلحة فقط، كما هو الأمر مع غالبية الساسة الأميركيية الآخرين، بمن فيهم تر امب نفسه...
عديد اليهود في الكونغرس الأميركي الجديد
أشارت دراسة حول الإنتماءات الدينية لأعضاء الكونغرس الأميركي الجديد بمجلسيه للنواب والشيوخ بأن هناك 34 نائباً يهودياً، أي ما مجموعه نحو 6% من مجموع النواب – تبلغ نسبة اليهود من إجمالي سكان الولايات المتحدة قرابة 2% فقط – في حين أن ثمانية من أعضاء مجلس الشيوخ يهوداً، أي 8% من أجمالي أعضاء هذا المجلس.
وينتمي 32 من النواب اليهود الـ34 إلى الحزب الديموقراطي المعارض – الإثنان الآخران من الحزب الجمهوري الحاكم – في حين أن جميع أعضاء مجلس الشيوخ اليهود من الديموقراطيين.
هذا، وقد تعرض عدد من المرشحين اليهود في الإنتخابات لحملات صنفت على أنها "معادية للسامية" ركزت في غالبيتها على الجانب المالي الفاسد لدى اليهود، الأمر الذي حمل جمعيات المافيا الإحتكارية اليهودية في أميركا على تكثيف جهودها لإيصال أكبر عدد ممكن من اليهود إلى المجلسين...
إتهام ثري يهودي برشوة شرطة مدينة نيويورك
وجه الإدعاء العام الإتحادي في مدينة نيويورك تهمة توزيع الرشاوى على الثري اليهودي النيويوركي جيريمي راشبيرغ Jeremy Reichberg، الأمر الذي يعرضه للسجن لمدة 65 عاماً لدى إجراء المحاكمة النهائية. وينتظر أن يتم قريباً توجيه التهمة نفسها إلى شريك رايشبيرغ اليهودي ايضاً.
واليهوديان المتهمان بتوزيع الرشاوى – الرشاوى كانت تقدم بصورة رئيسية لمسؤولي شرطة مدينة نيويورك – كانا من كبار المتبرعين لحملات المرشحين الديموقراطيي في ولاية نيويورك، وعلى رأسهم عمدة نيويورك بيل دي بلازيو Bill DeBlasio ، الأمر الذي قد يستغله الرئيس الأميركي ترامب في معركته مع المافيا الإحتكارية اليهودية – راجع التحليل أعلاه – مع التذكير بأن الرئيس الأميركي هو نفسه من سكان مدينة نيويورك.
- اللوبي اليهودي في كندا
إتهام جمعية "خيرية" يهودية بجمع الأموال لصالح الجيش "الإسرائيلي"
يخضع الصندوق اليهودي الوطني في كندا The Jewish National Fund of Canada لتحقيق وتدقيق للحسابات من قبل وكالة ضريبة الدخل في كندا المولجة إدارة قوانين الضرائب في هذا البلد بعد أن كشف باحث كندي بأن الأموال التي تحصل عليها هذه الجمعية "الخيرية" اليهودية من التبرعات تُستثنر في تمويل منشآت البنى التحتية الخاصة بالقوات العسكرية "الإسرائيلية"، ذلك أن التشريع الكندي يحظر على الجمعيات الكندية تقديم الأموال لصالح جيوش أجنبية.
ويأتي هذا التطور ليؤكد عداء المواطنين الكنديين لليهود، حيث أن الشكوى أتت بالأساس بمبادرة من مواطن كندي عادي على ما يبدو.
- اللوبي اليهودي في البرازيل
اليهود يستعدون لجعل البرازيل نقطة إرتكاز لهم
مع إستلام الرئيس البرازيلي الجديد جايير بولسونارو Jair Bolsonaro السلطة، فمن الواضح أن المافيا الإحتكارية اليهودية تستعد لجعل البرازيل نقطة إرتكاز جديدة لها في القارة الأميركية، وذلك بالنظر إلى أن بولسونارو ينتمي إلى تيار "المسيحية الصهيونية"، أسوة بنائب الرئيس الأميركي مايك يبنس، وإلى الدعم الذي حظي به هذا الأخير في حملته الإنتخابية من جانب اللوبي اليهودي في البرازيل...
ولا يقنصر الدور اليهودي في السياسات البرازيلية على دعم بولسوناررو، بل أخذ يتبلور أيضاً في التدخل بالإنتخابات المحلية... وفي هذا السياق، قام اليهود بدعم عدة مرشحين لمراكز أساسية في البرازيل، كما يفعلون في الولايات المتحدة تماماً، وقام أحد هؤلاء، حاكم ولاية ريو دي جانيرو الجديد ولسون ويتزيل Wilson Witzel (وهو ليس يهودياً) بعزف أنغام يهودية لدى تنصيبه حاكماً شاكراً بذلك اليهود على دعمهم له في حملته الإنتخابية...
والمعروف أن البرازيل هو أقوى بلد في أميركا الجنوبية، ويملك ثروات طبيعية غير محدودة تجتذب إنتباه الإحتكاريين اليهود؛ من جهة مقابلة، يخشى اليهود كثيراً من تصاعد موجة "العداء للسامية" في الولايات المتحدة، ولذلك يسعون للحصول قدر الإمكان على أتباع لهم في البلدان القوية والغنية الأخرى، مثل البرازيل تحديداً... كما لا بد من الإشارة إلى المشروع السري لإنشاء "إسرائيل" جديدة و/أو بديلة في أميركا الجنوبية بمنطقة باتاغونيا (بين الأرجنتين وتشيلي) وفي كولومبيا...
- اللوبي اليهودي في فرنسا
‘رتباط صديق – عشيق؟ - الرئيس الفرنسي بالموساد
تتخبط فرتسا حالياً بأزمة سياسية وإجتماعية عميقة كما هو معروف، ومن أبرز مظاهرها الممارسات والعلاقات المشبوهة لألكسندر بينالا Alexandre Benalla، المساشار الأمني السابق للرئيس الفرنسي عمانوئيل ماكرون Emmanuel Macron ، والذي يقول أو يتهامس به الكثيرون بأنه في الواقع عشيق (عشيق لواطي طبعاً...) الرئيس الفرنسي بالنظر إلى الإمتيازات الفائقة عن المألوف التي يحظى بها، من راتب كبير إلى وضع سيارة حكومية فارهة بتصرفه إلى إقامته في شقة فخمة تملكها الدولة الفرنسية، إلى منحه جواز سفر ديبلوماسي إلخ...
الذي يهمنا من الموضوع أن بينالا المذكور على صلة مباشرة بمختلس يهودي "إسرائيلي" تلاحقه الدوائر المالية الفرنسية لإرتكابه عدة إختلاسات بفرنسا، وأن هذا المختلس يعمل بصورة مباشرة لحساب الموساد. وسائل الإعلام الفرنسية لم تتوسع كثيراً في الموضوع، على أن بعضها لمح إلى أن هذا المختلس قد يكون الصائغ اليهودي مئير حبيب الذي كان يعمل في باريس سابقاً...
والمعروف أن الرئيس الفرنسي ماكرون ليس يهودياً، على أنه عمل في مصرف روتشيلد Rothschild اليهودي المعروف، ودخل ميدان السياسة الفرنسية كمستشار للرئيس السابق فرنسوا هولاند – قبل أن يغدر بهذا الأخير – وان الشخص الي توسط له ليحصل على هذا المركز الحساس كان اليهودي جاك أتالي Jacques Attali، أحد أبرز أركان المافيا الإحتكارية اليهودية بفرنسا.
إشارة أخيرة إلى أن الحركة الشعبية المعادية لماكرون والمعروفة بـ"حركة السترات الصفراء" تُتهم الآن بالـ"عداء للسامية" بالنظر إلى أن العديد من الناشطين فيها يركزون على الإرتباطات المباشرة بين الرأسمال اليهودي بفرنسا – وتحديداً جماعة روتشيلد – والرئيس الفرنسي...
- مال ومصارف
مصرف إيتش أس بي سي يوقف تعامله مع شركة "إسرائيلية"
فررت المجموعة المصرفية العالمية المعروفة إيتش أس بي سي HSBC وقف كل تعاملها مع شركة الصناعات الحربية "الإسرائيلية" أنظمة إيلبيت ُElbit Systems.
وقد أتت هذه الخطوة بعد أن تلقت المجموعة أكثر من 24000 رسالة بريد إلكتروني تطالبها بإتخاذ هذه الخطوة، مع التهديد بمقاطعة المجموعة في حال مواصلتها التعامل مع الشركة اليهودية.
هذا، وقد اصدرت المجموعة المصرفية بياناً ذكرت فيه أنها أوقفت تعاملها مع "إيلبيت" لأن هذه الأخيرة كانت تساهم في إنتاج القنابل العنقودية التي تحظر القوانين والمعاهدات الدولية إستعمالها، وليس رضوخاً منها لضغوط مجموعات المقاطعة وسحب الإستثمار وفرض العقوبات على "إسرائيل" بي دي اس BDS كما إتهمها اليهود...
إي كان الأمر، فإن هذا التطور يعكس قوة التيارات المعادية لليهود و"إسرائيل" في العالم، وهي قوة أجبرت مصرفاً بريطانياً كبيراً على إتخاذ إجراء ضد شركة "إسرائيلية" قوية....
|