نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
تجدد وتصاعد إتهام دونالد ترامب بالـ"عداء للسامية" بعد أن أظهر أنصاره هيلاري كليتون إلى جانب "نجمة داود"
قد لا يكون دونالد ترامب Donald Trump نفسه معادياً لليهود وللسامية، مع العلم أن إينته نفسها قد إعتنقت اليهودية عقب إقترانها من يهودي، (هذا الصهر اليهودي لترامب أصدر مؤخراً بياناً "مؤثراً" و"عاطفيا" أكد فيه بأن حماه ليس معادياً البتة للسامية، هذا دون إغفال الصهر "الوفي" سرد "الإضطهادات" التي قال بأن بعض أفراد أسرته قد تعرض لها خلال الحرب العالمية الثانية، على الطريقة اليهودية المعروفة...)، على أن الأمر الأكيد هو أن شريحة مهمة جداً من أنصار الحملة الإنتخابية لترامب لا يحبون اليهود، ويتطلعون إلى التخلص من الهيمنة الإحتكارية المافياوية اليهودية على مقدرات الإقتصاد والسياسة بالولايات المتحدة.
ومن أهم وأحدث الأمثلة على ذلك نشر تغريدة tweet مؤيدة لترامب على موقع تويتير Twitter تبرز نتائج إستطلاع للرأي أظهر بأن أكثرية الرأي العام الشعبي الأميركي تعتبر أن المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون Hillary Clinton هي أكثر السياسيين الأميركيين فساداً، والأمر اللافت كان أن تم نشر صورة لها إلى جانب عبارة "أكثر المرشحين فساداًعلى الإطلاق!" Most Corrupt Candidate Ever! ,محاطة بنجمة داود، وذلك للتدليل بوضوح على أن هيلاري تتلقى الدعم من اللوبي اليهودي الأميركي. وسرعان ما تم سحب هذه التغريدة، أو بالأخرى تم تعديلها مع إستبدال نجمة داود المحيطة بالعبارة حول فساد هيلاري بدائرة... على أن التغريدة كانت قد إنتشرت على أوسع نطاق، ولاقت شعبية واسعة في أوساط أنصار ترامب... في حين تعالت أصوات جماعات اليهود ومناصري هيلاري منددة بالتغريدة، مع وصفها بالـ"معادية للسامية" والنازية وما إلى ذلك... مع الإشارة إلى أن بعض الجمهوريين أنفسهم، مثل رئيس مجلس النواب بول رايان Paul Ryan، قد إنضموا إلى هذه الحملة المعادية لترامب.
إزاء هذه الجملة، ردّ ترامب أولاً بأن النجمة لم تكن نجمة داود، وإنما نجمة ضباط الشرطة الأميركيين، ومن ثم عاد وقال أن هذه النجمة ظهرت في فيلم للرسوم المتحركة من شركة ديزني Disney ، ولم يكن القصد من إنزالها بالفيلم أن ترمز إلى اليهود أو العداء للسامية...
في مطلق الأحوال، لا بد من إبداء الملاخظات التالية:
- ترامب حاول التنصل من تهمة "العداء للسامية"، خصوصاً وأنه يتطلع إلى الحصول على دعم مالي من اليهود في المرحلة الراهنة، على أنه لم "يتنكر" لهذه التغريدة، ولم يبدِ أي إستكار أو إدانة أو إعتذار على نشر الصورة.
- السبب الذي حال دون إدانة ترامب للصورة يعود بكل بساطة إلى أن هذه الصورة حظيت برواج كبير لدى مناصريه، وأن أية إدانة من جانبه لها – أي للصورة – كان سيحرم المرشح الجمهوري من تأييد شريحة كبيرة من هؤلاء المناصرين...
- هناك عدد من اليهود الأثرياء الذين أعربوا عن تأييدهم لحملة ترامب، وذلك بسبب موقفهم العدائي من الحزب الديموقراطي ومن إدارة الرئيس الأميركي أوباما Obama ، على أن الشريحة الأكبر من يهود الولايات المتحدة معادية بقوة لترامب ومؤيدة لهيلاري كلينتون، ومن المؤكد أن تأييد اليهود الأميركيين للمرشحة الديموقراطية سوف يتعزز في حين أن تأييد بعض اليهود لترامب قد يتلاشى...
- إزاء ذلك، فإن ترامب قد يلجأ مرة جديدة إلى "المزايدة" في الإعراب عن تأييده لـ"إسرائيل" في مسعى منه للـ"تعويض" عما "خسره" من جراء صورة نجمة داود تلك... على أن ترامب يدرك ولا ريب بأنه لن يحصل على تأييد أكثرية يهود أميركا، أي كان موقفه... كما أنه يفهم تماماً بأنه لن يفوز بالرئاسة في حال تجاهل رأي مناصريه المعارضين للوبي اليهودي الأميركي...
يبقى أن هذا التطور يظهر مرة جديدة مدى معاداة الرأي العام الشعبي الأميركي للوبي اليهودي، والأمر المؤسف هو أن غالبية الجهات العربية المعنية بمحاربة الصهيونية– أو الذي يُفترض فيها أن تكون معنية بذلك – لم تعرف حتى الآن كيف تستثمر هذه المشاعر من جانب الشعب الأميركي من أجل إبعاد أميركا عن الكيان اليهودي، أو على الأقل جعل الولايات المتحدة "حيادية" في النزاع الفلسطيني اليهودي على حد قول دونالد ترامب نفسه...
الفضائح اليهودية ما زالت تلاحق هيلاري كلينتون
ما زالت الصلات الوثيقة القائمة بين هيلاري كلينتون Hillary Clinton وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون Bill Clinton بعدد كبير من يهود أميركا تلاحقها وتعزز حجج ترامب وأنصاره بأنها "أكثر المرشحين فساداًًُعلى الإطلاق!" Most Corrupt Candidate Ever! , وفي هذا السياق، تجدد الحديث عن العلاقة بين بيل كلينون والبليونير اليهودي جيفري إيبستاين Jeffrey Epstein - هذا الأخير أدين وحُكم عليه بالسجن بتهمة ممارسة الجنس مع قاصرات، وإستغلال تلك القاصرات لخدمة أعراضه الشخصية معه شخصياً ومع أصدقائه، بمعنى أنه تصرف كقوّاد لا أكثر ولا أقل- ، حيث نشرت مؤخراً رسالة كتبها محامو إيبستاين أثناء محاكمته سنة 2007، وقد ذكرت الرسالة بأن إيبستاين هذا هو من الأعضاء المؤسسين للجمعية "الخيرية" المعروفة بـ"مؤسسة كلينتون" Clinton Foundation، مع العلم بأن جدالاً كثيراً يدور حول حقيقة دور هذه المؤسسة، حيث يتهمها العديدون بأنها مجرد غطاء لعمليات مالية مشبوهة...
وفي نفس الوقت، فإن ظلالاً كثيفة من الشك تكتنف ملابسات "تبرئة" هيلاري كلينتون من إعتمادها نظامها الكمبيوتري الشخصي وغير المحصن أمنياً في مراسلاتها الرسمية البالغة السرية حين كانت وزيرة للخارجية، الأمر الذي وصفه البعض بمثابة "الخيانة العظمى"...
تكنولوجيا المعلومات
حادث سيارة مميت في الولايات المتحدة يبعث على التشكيك بسلامة تكنولوجيا "إسرائيلية"
تعرضت سيارة كهربائية من ماركة تيسلا Tesla الأميركية مؤخراً لحادث سير أدى إلى مصرع سائقها. وقد تبين أن السائق المذكور كان وضع سيارته وقت الحادث في نمط القيادة الذاتية Autopilot ، وهو نمط يعتمد على تكنولوجيا طورتها الشركة "الإسرائيلية" موبيل آي Mobileye, بعد ذلك ببضعة ايام، تعرضت سيارة تيسلا أخرى لحادث مهم لم يسفر عن وفاة، وإنما تبين أن السيارة كانت أيضاً تسير وفق نمط القيادة الذاتية...
وقد علقت الشركة اليهودية على الحادث المميت قائلة بأن نظامها مصمم لجعل السيارات تتفادى حوادث الإصطدام التي تحصل على خط مستقيم، في حين أن الحادث القاتل حصل حين إضطدمت السيارة بمقطورة "تريلا" شاحنة كانت تقوم بتبديل وجهة سيرها... مع العلم أن "موبيل آي" تركز الدعاية على نظامها على ناحية تعزيز سلامة السير والقيادة.
وقد أتى الحادث متزامناً تقريباً مع الإعلان عن إبرام عقد بين شركات بي أم دبليو BMW الألمانية للسيارات وإنتل Intel الأميركية لتكنولوجيا المعلومات و موبيل آي "الإسرائيلية" إياها لتطوير أنظمة للقيادة الذاتية في السنوات القادمة...
وقد أعرب عدد من المراقبين عن التشكيك في سلامة تكنولوجيا "موبيل آي"، وإنعكس هذا التشكيك بأن سعر أسهم الشركة "الإسرائيلية" قد تراجع فور الكشف عن الحادثة، مع العلم بأن ثمة شركات أخرى تعمل أيضاً على تطوير تكنولوجيات للقيادة الذاتية ولتعزيز سلامة السير، على أن تلك الشركات لا تحظى بنفس قدر الدعاية والتغطية الإعلامية التي حصلت عليها "موبيل آي" حتى الآن، وهي الدعاية التي إرتدت عليها سلباً بسبب حصول الحادث.
وزير "إسرائيلي" يتهم فايسبوك بتعريض أمن "إسرائيل" للخطر
إتهم وزير الأمن الداخلي "الإسرائيلي" موقع فايسبوك Facebook الأميركي اليهودي بتخريب السياسة الأمنية "الإسرائيلية" بسبب عدم تجاوب الموقع مع طلبات السلطات اليهودية التعاون في مراقبة "من يحرض على الإرهاب"، فضلاً عن عدم حذف الكتابات المعادية للكيان اليهودي من حسابات الموقع.
وقد أتى هذا التصريح على الرغم من أن فايسبوك موقع يهودي وعلى رأسه اليهودي مارك زوكيربيرغ Mark Zuckerberg – هذا الأخير متهم بسرقة تكنولوجيا فايسبوك من مبرمجين آخرين، كما هو معروف – وأن هذا الموقع غالباً ما يعمد إلى إغلاق الحسابات "المعادية للسامية"، مع إتهامه بممارسة التجسس لحساب المخابرات "الإسرائيلية" والأميركية...
ويُعتقد أن الغاية من تصريح الوزير "الإسرائيلي" تتلخص بـ:
- ممارسة الضغوط على فايسبوك من أجل حملها على إبداء المزيد من التعاون.
- بالمقابل، "تبرئة" ساحة فايسبوك إزاء المشتركين غير اليهود لديه، وإظهار الموقع وكأنه "حيادي" و"مستقل"، وبالتالي إبعاد الريبة والتشكيك عنه، ما يشجع غير اليهود على مواصلة التعامل بحساباتهـ الأمر الذي يسهل مراقبتهم والتجسس عليهم...
- تحضر الحكومة "الإسرائيلية" لوضع تشريع يلزم المواقع الإجتماعية على نزع الكتابات "التي تحرض على الإرهاب" ("الإرهاب" وفق المفهوم "الإسرائيلي" بالطبع...) من حساباتها.
- يرجح بأن جماعات اللوبي اليهودي في العالم تتطلع إلى تعميم مشروع القانون "الإسرائيلي" المشار إليه أعلاه في العالم، وإصدار بلدان أخرى تشريعات مماثلة لمنع نشر أية مادة تحريرية ضد "إسرائيل" واليهود عبر شبكة الإنترنت...
خلاصة القول أن تصريح الوزير "الإسرائيلي" يجب أن يكون حافزاً لمستعملي الإنترنت على أن يبدوا المزيد من الحذر والحرص في التعامل مع فايسبوك، وليس العكس... هذا إذا كان لا بد من التعامل مع هذا الموقع اليهودي أساساً...
(ملاحظة شخصية: ليست لدينا أية حسابات على موقع فايسبوك، والحسابات بإسمنا فيه تعود على الأرجح إلى أشخاص يحملون نفس هذا الإسم).
اللوبي اليهودي في ليبيا
ما حقيقة وضع سيف الإسلام القذافي؟
أكد محامي سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، أنه تم الإفراج عن موكله، وأن هذا الأخير موجود خارج السجن في مكان آمن بليبيا حالياً.
لم تتأكد هذه الأنباء حتى ساعة إعداد هذا التقرير، وما زال الغموض الكثيف يكتنف هذه التطورات، على أن الأمر اللافت كان أن بعض المصادر الإعلامية الغربية رحب بهذه الخطوة – في حال تأكدها – وتمنى لسيف الإسلام القذافي الإضطلاع بدور مهم في مستقبل بلده، على أساس أنه "متحرر" و"ديموقراطي" الطباع...
لا نعرف بالضبط ما هي حقيقة ما يدور أو ما يُحاك، لكن لا بد من الملاحظة بأن أنباء الإفراج عن سيف الإسلام القذافي أتت متزامنة تقريباً مع سريان الدعوى بين المؤسسة الليبية للإستثمار والشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs أمام محكمة في لندن، حيث تتهم المؤسسة الليبية غولدمان ساكس بأنها مارست الخداع والإختلاس بحقها ما تسبب لها يخسائر طائلة بقيمة 1,2 بليون دولار أميركي على الأقل، علماً بأنه ذكر أن لسيف الإسلام دور ما في هذه القضية، بالنظر إلى أنه هو من أوغز بإنشاء المؤسسة الليبية للإستثمار سنة 2006، وكان على الأرجح صاحب نفوذ واسع فيها...
كذلك كانت لسيف الإسلام القذافي صلات وثيقة جداً مع بعض اليهود، أو بالأحرى مع بعض اليهوديات من الناحية الشخصية وربما العملية أيضاً...
خرافة الهولوكوست
وفاة الكاتب اليهودي إيلي وايزيل تعيد إثارة الجدل حول حقيقة ما إدعاه...
توفي الكاتب اليهودي إيلي وايزيل Elie Wiesel الذي كان متخصصاً في سرد مرويات المحرقة "الهولوكوست" التي يدعي اليهود أنهم تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك على أساس أنه كان هو شخصياً شاهداً مباشراً لها، وأنه نجا من معتقل أوشويتز، لتتعالى شهادات التقدير والتكريم في الإعلام العالمي، مع العلم بأن هذا اليهودي نال جائزة نوبل للسلام سنة 1986...
على أن عبارات الإشادة تلك لم تكن الوحيدة التي تعالت، بل أن عدة مواقع رافضة للأكاذيب اليهودية حول الهولوكوست المزعوم أعادت نشر حقائق من شأنها "التشكيك" – على الأقل – بحقيقة ما جاء في كتابات وايزيل، ومن ذلك أنه ثبت أن الرقم الذي إدعى أنه كان يحمله في معسكر أوشويتز كان في الواقع عائداً إلى مسجون آخر، ومنها أن إيلي وايزيل لم يبرز ولا مرة الوشم الذي كان يوضع على جميع أسرى المعسكر، وهو وشم غير قابل لأن يمحى وفق ما تؤكده المعلومات...
تأتي هذه التطورات بعد وقت قصير من إقرار الأميركي حوزيف هيرت Joseph Hirt كذب كل ما كان يدعيه من معاناته الشخصية في معسكر أوشويتز – راجع تقرير 26 حزيران/يونيو- 2 تموز/يوليو 2016 – ليتأكد بأن ثمة إحتمال قوي – حتى لا نقول أكثر من ذلك – بأن كل أو أكثر ما يُحكى حول معسكر أوشويتز بصورة خاصة وأحداث "الهولوكوست" المزعوم بصورة عامة مجرد أكاذيب تم إحتلاقها أو تحريفها من أجل خدمة الأغراض المادية والمعنوية للدعاية اليهودية وحسب...
إعداد: نديم عبده.
|