نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة:الرأي العام الأميركي يتحول عن دعم الحزبين الرئيسيين
أشارت عدة إستطلاعات للرأي العام في الولايات المتحدة الأميركية إلى أن نسبة متزايدة من الأميركيين لم تعد تثق بالحزبين الرئيسيين الديموقراطي والجمهوري، وأن الحياة السياسية الأميركية بصورة عامة بدأت تفقد كل مصداقيتها بنظر الناخبين. وقد تبين من إستطلاع أجراه مؤخراً مركز بيو للأبحاث Pew Research Center أن 78% من الأميركيين لم يعودوا يثقون بالطاقم السياسي الحاكم بأميركا حالياً (من الحزبين الرئيسيين، وليس فقط إدارة الرئيس أوباما).
وتظهر هذه الأرقام أيضاً أن نسبة متزايدة من الأميركيين باتت معادية لليهود، وللسياسة الأميركية المنحازة إلى جانب "إسرائيل"، خصوصاً بعد أن تبين أن يهود أميركا كانوا المتسببين بمعظم الأزمات المالية والإقتصادية التي أصابت أميركا منذ 2007. وتركز عدة منظمات على طغيان عامل المال على الحملات الإنتخابية الأميركية هذه السنة، وذلك على نحو غير مسبوق إلى هذا الحد في التاريخ السياسي الأميركي، ما يجعل كبار الأثرياء يتحكمون بمسار الإنتخابات، مع حرمان المرشحين غير الحاصلين على دعم هؤلاء الأثرياء من أية فرصة حقيقية لإسماع أصواتهم، خصوصاً وأن عدداً ضئيلاً من المجموعات اليهودية تهيمن على معظم وسائل الإعلام...
ومن الأمور التي تؤكد أن الأميركيين باتوا أكثر وعياً لخطر المافيا اليهودية أن الشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs تُعتبر اليوم الجهة الأكثر كرهاً من معظم الأميركيين بسبب ممارساتها المشبوهة...
أما على الصعيد السياسي، فإن المرشح الجمهوري للرئاسة رومني Romney يتعرض حالياً لحملة خفية تتهمه بالعمل لحساب الموساد منذ بدايات حياته العملية، بدليل شراكته في ثمانينات القرن العشرين مع عدد من اليهود المشبوهين المرتبطين بالموساد مثل البريطاني روبيرت ماكسويل Robert Maxwell الذي توفي غرقاً بظروف مشبوهة في 1991، أو المختلس الأميركي اليهودي مايك ميلكين Mike Milken الذي قضى عقوبة في السجن بسبب إختلاساته لدى ممارسته عمليات المضاربة في الأسواق المالية. هذه الجملة "خفية"، لأن مؤيدي الرئيس الديموقراطي باراك أوباما Barack Obama لا يجرؤون على المجاهرة بهذه الوقائع بالنظر إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى إغضاب جماعات اللوبي اليهودي، والذي يحصل هو أنه يتم نشر هذه الوقائع بين الناخبين من دون أن تكون ماكينة أوباما معنية بالأمر من الناحية الرسمية والعلنية... في مطلق الأحوال، فإن هذا التطور يمثل دليلاً أكيداً يثبت أن "العداء للسامية" بات اليوم من الأمور الأكثر شعبية ورواجاً في أوساط الشعب الأميركي غير اليهودي.
ويُنتظر أن تأتي السنوات القليلة القادمة لترسخ بصورة نهائية تحوّل الرأي العام الأميركي عن اليهود، وقد يؤدي الأمر في نهاية المطاف إلى حصول موجة شعبية عارمة من "العداء للسامبة" antisemitism في الولايات المتحدة، ما يعني من الناحية العملية وقف أميركا دعمها لـ"إسرائيل"، وما يعني أيضاً النهاية المحتمة للكيان اليهودي في غضون سنوات قليلة، وفقاً للبشارة التي أطلقها وزير الحارجية الأميركي اليهودي السابق هنري كيسنجر Henry Kissinger الذي توقع نهاية "إسرائيل" في غضون نحو من عشر سنوات... (لقد تناولنا هذه الأقوال لكيسنجر في عدد من الحلقات السابقة لهذا التقرير).
عمدة نيويورك يدعم أوباما
أعلن عمدة نيويورك اليهودي مايكل بلومبيرغ Michael Bloomberg عن تأييده للرئيس الأميركي باراك أوباما Barack Obama في الإنتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجري يوم الثلاثاء 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
وقد أتى إعلان بلومبيرغ عقب الإعصار "ساندي" Sandy الذي ضرب شمالي شرقي الولايات المتحدة.
والمعروف أن بلومبيرغ مُصنف على أنه يهودي ذي الميول المحافظة، وكان ينتمي في السابق إلى الحزب الجمهوري قبل أن يختار أن يُصنف مستقلاً، ومن هنا كان يُفترض فيه أن يؤيد المرشح الجمهوري ، خصوصاً وأن أوساط اليمين اليهودي الأميركي، وعلى رأسها منظمة الإيباك Aipac تؤيد المرشح الجمهوري ميت رومني Mitt Romney بصورة عامة. غير أن باراك أوباما قدم بعض "الضمانات" لليهود الأميركيين على ما يبدو، وذلك وفق ما كان سبق لنا وأن توقعناه... (إشارة إلى أن بلومبيرغ يملك ويدير إمبراطورية إعلامية لها نشاطات مهمة في العالم العربي، كما سبق وأن أفدنا في هذا التقرير...)
في السياق نفسه، لا بد هنا من الإشارة أيضاً إلى أن الديبلوماسي اليهودي الأميركي البارز دينيس روس Dennis Ross ذا الصلات الوثيقة مع منظمة الإيباك دافع عن أوباما أمام الأوساط اليهودية الأميركية واصفاً إياه بأنه الرئيس الأميركي الذي أقام "صلات لا سابق لها مع ‘إسرائيل‘"...
أرقام ذات دلالة
المدارس اليهودية الدينية في الولايات المتحدة تمتص أكثرية المساعدات التربوية التي تمنحها الحكومة
أفادت أحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة التربية الأميركية، والعائدة إلى سنة 2010، بأن 63 من المعاهد التربوية الدينية الـ152 التي إستفادت من المنح التربوية التي تقدمها الحكومة الأميركية (والتي تُعرف بـ"منح بيل" Pell's grants ) كانت يهودية، وأن 53% من إجمالي قيمة تلك المنح المرصودة للمعاهد الدينية في أميركا ذهبت إلى تلك المدارس اليهودية. وهناك عدد من الأرقام الأخرى تبين حصول يهود أميركا على حصة الأسد من المنح التربوية الحكومية الأميركية.
مع التذكير بأن نسبة اليهود من إجمالي سكان الولايات المتحدة لا تزيد عن نحو 3% كحدّ أقصى...
الحرب اليهودية على الديانة المسيحية تجميد الحساب المصرفي لأوقاف كنيسة القيامة
في سياق حربها الدائمة على الديانة المسيحية، أمرت السلطات القضائية اليهودية "الإسرائيلية" بتجميد الحساب المصرفي العائد لأوقاف كنيسة قيامة السيد المسيح (ع) في القدس الشريف، وذلك بسبب خلاف على تسديد بدلات الإشتراك في شبكة المياه، وعلى الرغم من أن تسوية حول هذا الخلاف كانت بالمتناول.
ومن الناحية العملية، فإن هذا التجميد سوف يجعل دفع رواتب الكهنة والرهبان والعاملين في المدارس التابعة للأوقاف المعنية أمراً بالغ الصعوبة والتعقيد...
اللوبي اليهودي في أوروبا ندوة لـ"إخراج أوروبا من أزمتها"
نظم "معهد نيكولا بيرغروين للإدارة الحكومية الحسنة" Nicolas Berggruen Institute on Governance في ألمانيا ندوة ببرلين للبحث في الأزمة الإقتصادية بالبلدان الأوروبية، وبصورة خاصة الأزمة العاصفة في اليونان.
وكان أحد أبرز المشاركين بالندوة المضارب اليهودي الأميركي من أصل مجري جورج سوروس George Soros الذي تحدث عن مبادرة جديدة أطلقتها مؤسسته من أجل "التضامن مع اليونان" و"التخفيف من التوترات في هذا البلد".
وقد أثارت هذه المبادرة "الكريمة" مخاوف كبيرة في الأوساط اليونانية، بالنظر إلى أن سوروس مشهور بتسببه بأزمات مالية عديدة مع مضارباته المالية، ومن ذلك مضاربات تسببت بتدهور قيمة الجنيه الإسترليني، وكذلك الأمر مع عملات جنوبي شرقي آسيا... ومن غير المستبعد أن يكون له ضلع ما في الأزمة الحالية بأوروبا عموماً، واليونان بصورة خاصة.,..
والجدير بالذكر أن "معهد نيكولا بيرغروين للإدارة الحكومية الحسنة" يضم بين أركانه العديد من الشخصيات المرتبطة إرتباطاً مباشراً باللوبي اليهودي مثل الرئيس الفرنسية السابق نصف اليهودي نيكولا ساركوزي Nicolas Sarkozy أو وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايز Condoleeza Rice ، علماً بأن مؤسس هذا المعهد نيكولا بيرغروين هو نفسه يهودي أميركي من أصل ألماني...
اللوبي اليهودي في بريطإنيا صلات يهودية مشبوهة لمقدم برامج بريطاني فضائحي راحل
إهتزّ الوسط الفني البريطاني في المدة الأخيرة بالأعماق لدى نشر معلومات موثقة حول ممارسات شاذة ومشينة كان يقوم بها مقدم البرامج التلفزيونية الشهير جيمي سافيل Jimmy Savile المتوفي في العام الفائت.
والأمر الذي كان الأكثر غرابة بالنسبة إلى البريطانيين هو أن سافيل قد دأب على سلوكه المشين على مدى سنوات طويلة من غير أن يتعرض إلى أية مساءلة، لتنفجر الفضيحة بعد مماته فقط...
أما السبب الحقيقي لهذا التجاهل على مدى حياة جيمي سافيل، فقد يعود إلى صلاته الوثيقة للغاية مع اليهود في بريطانيا و"إسرائيل"، حيث كان سافيل – الذي لم يكن يهودياً – يزور فلسطين المحتلة بإستمرار، وينظم حملات التبرع للجمعيات "الخيرية" اليهودية، ويشارك في الأعياد اليهودية، إلخ... ومن هنا فمن الواضح أن سافيل كان محسوباً على اللوبي اليهودي، وبالتالي لم يكن من الممكن التعرض له بأي سوء بالنظر إلى هيمنة اليهود على ملكية وإدارة معظم وسائل الإعلام في بريطانيا، أسوة بنا هو الأمر عليه في غالبية البلدان الغربية...
اللوبي اليهودي في فرنسا إنحياز فرنسا إلى "إسرائيل" يعرّض مجموعة بيجو لتكبد خسائر فادحة
أعرب رئيس الحكومة اليهودية بنيامين نتن ياهو عن سروره البالغ من سياسة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند François Hollande بالنسبة إلى "محاربة العداء للسامية"، وايصاً بالنسبة إلى التنسيق الكامل القائم بين فرنسا و"إسرائيل" لمنع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الحصول على التكنولوجيا النووية، وعلى التكنولوجيات المتطورة بصورة عامة. وقد جاء ذلك بمناسبة الزيارة التي قام بها نتن ياهو إلى فرنسا مؤخراً.
وقد أشارت مصادر يمينية متطرفة فرنسية إلى أن هذه السياسة الفرنسية المعادية لإيران تؤدي إلى تكبد مجموعة بيجو للسيارات PSA خسائر جسيمة، حيث أن هذه المجموعة الفرنسية مضطرة إلى تحجيم عملياتها في إيران بنسبة كبيرة، وذلك في الوقت الذي تعاني فيه بيجو من صعوبات مالية كبيرة قد تضطرها إلى إغلاق بعض وحدات الإنتاج لديها، وإلى الإذعان لشروط قاسية من جانب الدولة الفرنسية لتمنحها هذه الأخيرة كفالتها المالية. والمعروف أن لبيجو عقود شراكة كبيرة ومهمة تعود إلى عدة عقود مع صناعة السيارات الإيرانية، وتحديداً مع مجموعة إيران خودرو Iran Khodro ، وأن هذه الشراكة بالذات هي التي ساهمت إلى حد بعيد بإنقاذ المجموعة الفرنسية من الإنهيار في بداية ثمانينات القرن العشرين، حيث كانت المجموعة الفرنسية تعاني حينها أيضاً من مشاكل مستعصية، على أن تصديرها مكونات سيارات "بايكان" Paykan من بريطانيا إلى إيران (ليتم تجميعها هناك حينها) قد ساعدها كثيراً على تجاوز أزمتها. وكلن بالإمكان تكرار الأمر والحؤول ربما دون إغلاق مصنع بفرنسا في المرحلة الراهنة لو لم تؤدِّ السياسة الفرنسية المعادية لإيران إلى منع بيجو من تعزيز تعاونها مع صناعة السيازات الإيرانية...
|