نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
لا جديد في الإنتخابات الأميركية
لم تأتِ الإنتخابات التي جرت في الولايات المتحدة بجديد يُذكر في ما يتعلق بتأثير نتائجها على السياسة الأميركية إزاء الوضع بالشرق الأوسط، إن على صعيد مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) أو الرئاسة، أو حكام الولايات, وقد أعرب بعض المعلقين العرب عن سرورهم لانتصار الرئيس الحالي أوباما Obama على منافسه الجمهوري رومني Romney ، على أساس أن هذا الأخير "أكثر إنحيازاً لـ‘إسرائيل‘"، على أن هذا التقدير ليس في محله، بالنظر إلى أن الإثنين – أوباما ورمني – منحازان للكيان اليهودي ومرتبطين إرتباطاً وثيقاً باللوبيات اليهودية، لكن الفارق بينهما أن رومني يبدو أكثر إلتصاقاً بالجناح اليميني المحافظ من اللوبي اليهودي، في حين أن أوباما أكثر إاتصالاً باليهود ذوي الإتجاه اليساري الليبرالي، لكن في المحصلة فإن كلا الإتجاهين اليميني المحافظ واليساري الليبرالي يمثلان وجهين لعملة يهودية قذرة واحدة (مع التذكير بأن الجناح "اليساري" اليهودي المتمثل في "إسرائيل" بحزب العمال هو الذي شن جميع الحروب العدوانية "الإسرائيلية" من نكبة 1948 حتى حرب تشرين/أكتوبر 1973، ومن ثمّ أيّد حرب إجتياح لبنان سنة 1982، وكان مشاركاً رئيسياً في إتخاذ وتنفيذ قرار شن حرب عدوان تموز/يوليو 2006 على لبنان أيضاً...). مع التذكير أيضاً بأن أغلبية اليهود الأميركيين قد صوّتوا لصالح أوباما الذي حظي بتأييد عدد كبير من اليهود الأميركيين البارزين مثل الدبلوماسي الشهير دينيس روس Dennis Ross أو عمدة نيويورك مايكل بلومبيرغ Michael Bloonberg .
والتبديل الحقيقي في سياسات الولايات المتحدة إزاء نزاعات الشرق الأوسط المؤمل بحصوله يوماً ما لن يتحقق إلا عن طريق وعي الشعب الأميركي غير اليهودي إلى خطر المافيا الإحتكارية اليهودية، مع العلم بأن ثمة مؤشرات عديدة إلى أن حالة من الوعي قد بدأت تنتشر في أوساط عديدة من الأميركيين، وبصورة خاصة على ضوء قضايا الإختلاس العديد التي طرأت في أميركا خلال السنوات الأخيرة وكان معظم أبطالها من اليهود.
مع التذكير أخيراً بأن المسؤولين عن العديد من الكنائس المسيحية الرئيسية في الولايات المتحدة باتوا يسائلون أعضاء الكونغرس حول المساعدات المالية والعسكرية التي يمنحها الكونغرس للكيان اليهودي، وذلك على الرغم من الطبيعة العدوانية والمناقضة لأبسط حقوق الإنسان للممارسات "الإسرائيلية" إزاء السكان الفلسطينيين...
إتهام عمدة نيويورك بإهمال إغاثة المتضررين من الإعصار "ساندي"في مدينته
يتعرض العمدة اليهودي لمدينة نيويورك مايكل بلومبيرغ Michael Bloomberg لحملة إنتقادات واسعة النطاق بسبب كيفية معالجته آثار إعصار "ساندي" Sandy على مدينته، حيث تبين أن تركيزه الأول كان إعادة التسهيلات العامة من كهرباء وماء ونقل عام إلى حي المال والأعمال بنيويورك، مع إهمال تام للسكان المتضررين, ومن الدلائل على ذلك أن بلومبيرغ كان يعتزم تنظيم سباق الماراتون السنوي في المدينة على الرغم من الآثار المدمرة التي حلفها الإعصار في العديد من الأحياء، ولم يستطع ذلك بسبب الإستنكار الواسع الناجم من هذا الموقف في الأوساط الشعبية، كما أنه منع تقديم المساعدات الغذائية إلى المتضررين عن طريق التشدد كثيراً في الشروط الواجب توفرها في هذه المساعدات، وهكذا دواليك...
وهكذا تحول مايكل بلومبيرغ إلى رمز حي للجشع اليهودي للمال، ولانعدام المشاعر الإنسانية إزاء المجرومين، وهي صفات تنطبق بصورة نموذجية على معظم، (حتى لا نقول جميع...) اليهود في الولايات المتحدة وسائر أنحاء العالم.
مع التذكير بقول مأثور لماير أمشيل روتشيلد Mayer Amschel Rothschild ، مؤسس مجموعة روتشيلد المالية الربائية اليهودية الشهيرة في القرن الثامن عشر ميلادي:"إسمحوا لي بإصدار عملة أمة ما والتحكم بها ولن أبالي بمن يسنّ القوانين فيها" "Permit me to issue and control the money of a nation, and I care not who makes it's laws..." .، حيث أن هذا القول يعطي خلاصة ممتازة لأسلوب المافيا الإحتكارية اليهودية وأسباب نجاحها حتى الآن...
مال وأعمال
الحي حيث مقر غولدمان ساكس لم يتأثر بانقطاع التيار الكهربائي
لاحظ سكان مدينة نيويورك بكثير من الإستغراب والإستهجان أن الحي الذي يأوي المقر الرئيسي للشركة المالية اليهودية غولدمان ساكس Goldman Sachs لم يتأثر من إعصار "ساندي" Sandy الذي عصف بالمدينة، أقله من ناحية التزود بالطاقة الكهربائية التي لم تنقطع بالمرة عنه تقريباً...
مع التذكير بأن غولدمان ساكس قد تحولت في السنوات الأخيرة إلى رمز للجشع والإختلاس المالي في الولايات المتحدة...
الكيان اليهودي "إسرائيل"
الكيان اليهودي يحتضن "الكنيسة "العلماوية"
تُعتبر الفرقة المعروفة بالـ"علماوية" أو "السنتولوجية" Scientology بنظر معظم الحكومات في العالم من بين تلك التي تتسبب بأخطر الأضرار على مجتمعات البشرية، وذلك بالنظر إلى حصول عدة عمليات سرقة وإختلاس وإبتزاز قام بها المسؤولون عنها (أي عن هذه الفرقة) بذريعة العمل على "تطهير النفوس" والعمل على "ترقيتها"... ولهذا السبب، تخضع نشاطات الفرقة لرقابة مشددة في العديد من البلدان مثل فرنسا وروسيا وألمانيا.
وقد نشرت وكالة الأسوشيتد بريس AP الإعلامية الأميركية مؤخراً تحقيقاً يفيد بأن الفرقة المذكورة تعمل بكل راحة وحرية داخل فلسطين المحتلة حيث شيدت بناية فخمة تأوى مقرها العام لمنطقة الشرق الأوسط في مدينة حيفا, وقد أعرب عدد من المسؤولين "الإسرائيليين" عن سرورهم بوجود مقر الفرقة "التي تقدم الدليل على مدى التسامح الديني" في الكيان الصهيوني، على حد تعبيرهم. بالمقابل، فإن الفرقة تثير الريبة والشك لدى ممثلي الطوائف المسيحية والإسلامية.
والمعروف أن الكيان اليهودي يتشدد كثيراً إزاء مسائل التبشير الديني بين اليهود، وأن سلوك تنظيم الفرقة العلماوية يتميز بإسداء جانب من السرية المطبقة على أعضائها، بحيث يصعب التعرف إليهم بصفة إنتمائهم للفرقة في حال لم يقوموا بعمليات التبشير بأنفسهم.,.. كما أن للفرقة قدرات مالية واسعة جداً نتيجة تبرع عدد من الأثرياء لها... من هنا، فليس من المستبعد أن يكون قد حصل إتفاق صريح أو مبطن بين السلطات اليهودية والفرقة المعنية يقضي بالسماح لها بالعمل داخل فلسطين مقابل التنسيق مع اليهود في المجالات الدينية – لجهة التبشير في أوساط المسيحيين والمسلمين لإخراجهم من أديانهم – وربما الأمنية والمالية أيضاً...
اللوبي اليهودي في فرنسا
تدريب طلاب الإعلام الفرنسيين في "إسرائيل"
ذكر الموقع الإعلامي الفرنسي "شارع 89" Rue 89 بأن مدير الدروس في المعهد العالي للصحافة بمدينة ليل الفرنسية قد إتفق مع مجلس يهود فرنسا "سي أر إي أف" CRIF على إيفاد طلبة المعهد إلى دورات توجيهية مدتها تسعة أيام إلى فلسطين المحتلة.
وقد كشف المسؤولون في مجلس يهود فرنسا، ومدير الدروس في المعهد المعني، أن الهدف من هذه الرحلات هو تلقين الطلاب المفاهيم "الإسرائيلية"، مثلاً لجهة تصنيف المستوطنات اليهودية على أنها "مراكز إقامة" implantations بدل إعتماد تسمية "مستعمرات" colonies ، بالنظر إلى رفض الرأي العام للمبدأ الإستعماري في يومنا الحاضر، أو التأكيد على الهوية "الإسرائيلية" وليس الفلسطينية لمدن محتلة مثل الخليل...
بالمختصر، فإن الهدف الواضح من هذه المبادرة هو جعل الصحافيين الفرنسيين بالمستقبل يتفهمون وجهة النظر "الإسرائيلية"، وبالتالي أن يمارسوا مهنتهم على هذا الأساس...
|