نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
فلسطين المحتلة :حرب غزة تُبرز ضعف "إسرائيل" وأهمية التكنولوجيا
تدور في وقت إعداد هذا التقرير حرب وحشية وشرسة يشنها اليهود ضد قطاع غزة، مع إحتمال قيامهم بعملية برية ضد القطاع.
ويمكن منذ الآن إستخلاص النتائج التالية من العمليات الحارية:
- هذه العمليات أتت بمثابة الكارثة الحقيقية بالنسبة إلى اليهود على الصعيد الإعلامي في جميع أنحاء العالم، حيث بينت حقيقة الممارسات اليهودية على أرض فلسطين.
- لقد أثبتت الصواريخ الفلسطينية عن فعاليتها في إصابة مدن فلسطين المحتلة، بما في ذلك القدس الشريف وتل أبيب المحتلتين، ما أدى إلى أن كبار المسؤولين "الإسرائيليين" مضطرون إلى الإختباء في الملاجىء تحت الأرض.
- بالنسبة إلى نظام "القبة الحديدية" الذي تعتمده "إسرائيل" لصد الصواريخ، فإن نسبة فعاليته لم تزد على القدرة على التصدي لنحو 30% من الصواريخ التي يتم إطلاقها، - هذا حسب المصادر اليهودية، والأرجح أن النسبة الحقيقية أدنى-. وقد تتحسن هذه النسبة بعض الشيء في الأيام القليلة القادمة، ولكن من المستحيل حسب جميع الخبراء أن تصبح "القبة الحديدية" قادرة على التصدي لجميع الصواريخ. أما بالنسبة إلى زيادة عدد هذه الأنظمة، فإن تأثيرها لن يكون كبيراً بالنسبة إلى زيادة الفعالية، مع العلم بأن تلك النظم باهظة التكاليف، ولن يقبل الأميركيون بتحمل تلك التكاليف إلى ما لا نهاية...
بالمختصر، وأي أتت النتيجة النهائية للمواجهة الحالية، فيمكن منذ الآن التأكيد على أنها سوف تؤدي، بل وأنها بدأت منذ الآن تؤدي، إلى نكسة رئيسية للكيان الصهيوني على الصعد الداخلية بفلسطين – حيث أن السكان اليهود لا يتحملون العيش في الملاجىء والتعرض للمخاطر – والخارجي لرفض العالم أجمع السلوك اليهودي البربري والمتوحش، وبالتالي يمكن أن يؤدي كل هذا إلى تقلص بالغ في قوة اللوبي اليهودي على المدى القريب...
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة: نتائج الإنتخابات الأميركية تُظهر تضعضعاً واضحاً لأوضاع اللوبي اليهودي
صدرت في الآونة الأخيرة عدة تقارير تؤكد أن اللوبي اليهودي يمر حالياً مرحلة بالغة الدقة والحراجة في الولايات المتحدة، وذلك على الصعيدين الداخلي اليهودي، أو الأميركي بصورة عامة.
فعلى الصعيد الداخلي اليهودي، فلقد بدت عدة مؤشرات إلى أن يهود الولايات المتحدة لم يعودوا واثقين من ديمومة الكيان اليهودي "إسرائيل"، ومن ذلك:
- أفاد إستطلاع للرأي العام أجري بين يهود أميركا بأن 90% من هؤلاء يؤكدون أن "إسرائيل" لم تعد تحتل موقع الأولوية المطلقة لدى تحديد خياراتهم الإنتخابية، وأن الأولوية بالنسبة إليهم تتمثل بالأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة نفسها. والسبب في ذلك هو بكل بساطة أن يهود أميركا باتوا مقتنعون بإستحالة تأمين ديمومة الكيان اليهودي بفلسطين.
- لقد صوت 73% من يهود أميركا لصالح المرشح الديموقراطي الرئيس باراك أوباما Barack Obama ، وذلك على الرغم من أن المواقف العلنية للمرشح الجمهوري ميت رومني Mitt Romney كانت تبدو أكثر تطرفاً في الإنحياز إلى "إسرائيل", مع العلم أن رومني المذكور قد حظي بتأييد علني من جانب رئيس الحكومة اليهودية نتن ياهو، ومن منظمة اللوبي اليهودي اليميني في أميركا "إيباك" AIPAC.
- لقد سقط عدد كبير من المؤيدين المتطرفين للوبي اليهودي في إنتخابات مجلسي الكونغرس – النواب والشيوخ، أو أنهم لم يجرؤوا على الترشح. وأبرز هؤلاء كان السيناتور اليهودي جوزيف ليبرمان Joe Lieberman ، المرشح لنيابة الرئاسة الأميركية عن الحزب الديموقراطي سنة 2000، والمعروف بمواقفه المتطرفة لصالح "إسرائيل"، والذي فضل عدم الترشح هذه السنة بعد أن تأكد من عدم إستطاعته الفوز بسبب رفض الناخبين الأميركيين تورط الولايات المتحدة بحرب ضد إيران إلى جانب "إسرائيل" كان يدعو إلى شنها...
- لقد أعرب عدد من اليهود عن إستنكارهم للممارسات "الإسرائيلية" الوحشية بفلسطين المحتلة، وذلك ليس نصرة منهم للحق الفلسطيني أو دفاعاً عن حقوق الإنسان، وإنما بكل بساطة لأن هذه الممارسات تثير موجة متزايدة من الشعور المعادي للكيان الصهيوني ولليهود بصورة عامة في الولايات المتحدة، وبالتالي فإن يهود أميركا يخشون أن يتسع نطاق هذه الموجة ليتحول إلى موجة عارمة من "العداء للسامية" تؤدي في نهاية المطاف إلى وقف أميركا كل مساعداتها للكيان اليهودي، وأيضاً إلى إقصاء يهود أميركا من مراكز القرار والنفوذ التي يهيمنون عليها بأساليبهم المافياوية، ما يعني خسارة اليهود لكل شيء في نهاية المطاف، مع التذكير بأن الأميركيين مدركون تماماً بأن اليهود هم من تسببوا بالأزمة المالية والإقتصادية التي يعانون منها منذ 2008... وبالتالي يسعى عدد من اليهود إلى التنصل من "اليهود المتطرفين"، لعلهم يتمكنون بذلك من المحافظة على بعض المكاسب التي غنموها على حساب الشعب الأميركي غير اليهودي...
بالمقابل، فلقد بدأت تزيد مظاهر تصدي الأميركيين غير اليهود للمافيا الإحتكارية اليهودية، ما تمثل بالموقف المسيحي المسؤول الذي إتخذه عدد من كبار المسؤولين المسيحيين الأميركيين الذين يطالبون بوقف المساعدات العسكرية التي تمنحها الولايات المتحدة للكيان اليهودي، أو بتنظيم تظاهرات حاشدة ضد "إسرائيل" أمام المعابد اليهودية بالذات، حتى في مدينة نيويورك التي تضم أكبر حشد لليهود في العالم...
خلاصة القول أن بشارة وزير الخارجية الأميركي السابق اليهودي هنري كيسنجر Henry Kissinger بأنه لم يعد لوجود الكيان اليهودي "إسرائيل" أكثر من عشر سنوات (راجع تقاريرنا السابقة) تبدو صحيحة...
عوامل يهودية في فضيحة الجترال بيتراوس
ما يزال من المبكر فيه تبين مختلف جوانب الفضيحة الجنسية التي تهز أركان المخابرات والقوات المسلحة الأميركية، والتي كان أبرز مظاهرها حتى الآن إستقالة الجنرال دايفيد بيتراوس David Petraeus من رئاسة وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي أي أي" CIA ، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن مصادر إعلامية أميركية أشارت إلى أن التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الإتجادي الأميركي FBI عن بيترايوس والذي أدى إلى حصول الفضيحة قد تم بإيعاز من مكتب النائب اليهودي الجمهوري عن ولاية فيرجينيا إيريك كانتور Eric Cantor . وقد تتبين تفاصيل وتنكشف حقائق جديدة في الأسابيع القليلة القادمة.
العالم العربي:ليس دفاعاً عن الملك الأردني، ولكن...
تشهد المملكة الأردنية بالوقت الحاضر إضطرابات داخلية، مع تعالي أصوات تطالب علناً بزوال النظام الملكي الهاشمي، وذلك للمرة الأولى ربما منذ أحداث "أيلول الأسود" في أيلول/سبتمبر 1970.
لسنا هنا بصدد تناول هذا الموضوع الأردني الهاشمي، لكن لا بد من التذكير بأن جماعات اليمين اليهودي دعت دائماً إلى جعل الأردن بمثابة "الوطن البديل" للفلسطينيين، وبالتالي فإن جماعات اللوبي اليهودي قد تضغط باتجاه سحب البلدان الغربية دعمها للنظام الأردني، على أمل سيطرة الفلسطينيين على هذا البلد، وبالتالي تخليهم عن فلسطين، حسب ما يتمناه بعض اليهود...
من هنا، وأيّ أتت النتيجة النهائية للأحداث في كل من الأردن وقطاع غزة، فإن المطلوب الآن هو التمسك بأقصى قدر ممكن بالمطالبة بحق عودة الفلسطينيين إلى كامل أرض فلسطين، بما في ذلك الأرض التي إغتصبها اليهود سنة 1948 على أثر حرب النكبة.
اللوبي اليهودي في بريطانيا:حملة يهودية على مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية في واشنطن
تتعرض مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية BBC في واشنطن كاتي كاي Katty Kay لحملة مركزة من جانب مكتب المندوبين اليهود Board of Deputies في بريطانيا، وذلك لا لشيء، إلا لأنها إستعملت عبارة "اللوبي اليهودي" Jewish Lobby في معرض إجابتها على سؤال وجهه إليها أحد المستمعين عبر موقع تويتر Twitter . وقد إحتج المجلس المذكور أمام الهيئة، وقد حاولت إدارة البي بي سي التخفيف من العضب اليهودي، على أنه ليس من المستبعد أن تنتهي هذه القصة السخيفة إلى إقصاء المراسلة في نهاية المطاف، وذلك لمجرد أنها إستعملت عبارة تنمّ عن حقيقة الواقع المافياوي اليهودي بالولايات المتحدة ليس إلاّ...
خرافة الهولوكوست:ألمانيا تزيد قيمة التعويضات التي تمنحها لليهود
وقّع وزير المالية الألماني على قانون تزيد ألمانيا بموجيه من قيمة التعويضات التي تمنحها لليهود من ضحايا "الهولوكوست" المزعوم – أي عمليات القتل الجماعي التي يدعي اليهود أنهم تعرضوا لها من جانب الألمان خلال الحرب العالمية الثانية-، بحيث أصبح يحق لليهود الذين كانوا قد هربوا من المناطق التي إحتلتها القوات الألمانية في أوروبا الشرقية إبان شنها الحرب ضد الإتحاد السوفياتي السابق قبض التعويضات من الدولة الألمانية...
والجدير بالذكر أن ألمانيا دفعت إلى اليهود تعويضات بقيمة نحو 79 بليون يورو – أي حوالي 89 بليون دولار أميركي – منذ بدأت تسديد تلك الأموال سنة 1952 وحتى الآن، وأن قيمة التعويضات التي تسددها لليهود يزيد كل سنة بدل من أن ينقص، مع توقع إستمرار هذه الزيادة لعامي 2013 و2014، إلا في حال رفض الشعب الألماني مواصلة الخضوع لهذا الإبتزاز المافياوي اليهودي، وهو أمر لا يمكن إستبعاده...
اللوبي اليهودي في روسيا:تدشين متحف يهودي في روسيا
دشن الرئيس اليهودي شيمون بيريز Shimon Peres متحفاً عن اليهود وتاريخهم في العاصمة الروسية موسكو، مع التركيز على خرافة المحرقة "الهولوكوست"... والأمر الأهم بالنسبة إلى هذا الحدث السخيف تمثل بأن وزير الحارجية الروسي أدلى بالمناسبة بتصريح أعرب فيه عن إستنكاره للذين "ينكرون الهولوكوست"، ما يعني أن الدولة الروسية ملتزمة بصورة رسمية بإعتماد هذه الخرافة اليهودية التي تنفيها جميع الدراسات التاريخية المعمقة والرصينة...
|