نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
مال وأعمال: تعيين مدير سابق لدى غولدمان ساكس حاكماً للمصرف المركزي في بيرطانيا
عينت الحكومة البريطانية الكندي مارك كارني Mark Carney حاكما للمصرف المركزي البريطاني "بنك إنكلترا" Bank of England . وقد أثار هذا التنصيب إستغراب وإستهجان أوساط عديدة، وذلك بالنظر إلى أن كارني المذكور سبق وأن عمل مديراً لدى شركة غولدمان ساكس Goldman Sachs المالية اليهودية الأميركية، وهي الشركة التي يتهمها معظم الخبراء بالتسبب إلى حد بعيد بالأزمة المالية العالمية الراهنة، بسبب ممارساتها ومضارباتها المشبوهة...
وقد أتى هذا التعيين بعد سلسلة تعيينات مماثلة في عدة بلدان أوروبية، حيث تم تنصيب مسؤولين سابقين لدى غولدمان ساكس في مراكز مالية وإقتصادية وحكومية حساسة في كل من إيرلندا وفرنسا وإيطاليا واليونان وبلجيكا وألمانيا، فضلاً عن الإتحاد الأوروبي نفسه – وكنا قد أفدنا عن العديد من هذه التعيينات في حينها ضمن هذا التقرير.
من هنا، فإن "نظرية المؤامرة" conspiration theory ، وتحديداً مؤامرة المافيا الإحتكارية اليهودية للسيطرة على ثروات العالم، باتت تبدو حقيقية بنظر العديدين ممن كانوا يرفضونها حتى اليوم، حسب ما تؤكده التقارير المنشورة في عدة وسائل إعلامية غربية... وقد أتت الوقائع وليس الأقاويل والشعارات الفارغة لتؤكد وجود هذه المؤامرة اليهودية، والتي يرفض الساسة والمفكرون التقليديون في البلدان الغربية مجرد التكلم عنها، وذلك بالنظر إلى أن هذا الكلام هو شكل من أشكال "العداء للسامية"...
يبقى أن هذه المكاسب التي تحققها اللوبيات اليهودية في أوروبا بدأت ترتدّ على أصحابها مع تزايد وعي الشعوب الغربية لخطورة المافيا اليهودية، وهو ما قد يؤدي إلى قيام موجة عارمة من العداء لليهود تؤدي بدورها إلى وقف دعم البلدان الغربية للكيان اليهودي "إسرائيل" الذي يفقد بذلك أبرز المقوّمات التي تؤمن إستمراريته...
المحكمة الأوروبية العليا تبقي حقيقة أمر أسباب مديونية اليونان سرية
أصدرت المحكمة العليا للإتحاد الأوروبي، ومقرها في اللوكسمبورغ قراراً يتيح بموجبه للمصرف المركزي الأوروبي الإستمرار في منع كشف الملفات المبينة للوسائل التي إعتمدها الحكام اليونانيون من أجل إخفاء الواقع الحقيقي لمديونية الضخمة في دولتهم. ويؤكد معظم الخبراء الماليون بأن هذه الوسائل تمثلت باستعمال بعض أنواع السندات التي كانت السبب في الأزمة المالية والمصرفية التي عصفت بالولايات المتحدة ومعظم البلدان الغربية سنة 2008، مع التذكير بالدور اليهودي البارز الداعي إلى إعتماد هذه الأساليب المالية، وبالفضائح والإختلاسات المالية الكثيرة التي حصلت حينها، وكان معظم المتسببين بها يهوداً...
ومن دون الدخول في دقائق تفاصيل هذه القضية، نكتفي بإيراد أن شركة غولدمان ساكس Goldman Sachs المالية اليهودية الأميركية هي التي كانت تضطلع بدور المستشارة المالية للحكومة اليونانية حين حصلت عملية إخفاء مديونية الدولة اليونانية، وأن الحاكم الحالي للمصرف المركزي الأوروبي هو الإيطالي ماريو دراغي Mario Draghi ، وهذا الأخير كان يعمل في السابق لدى غولدمان ساكس إياها...
لا حاجة إلى التعليق.
مغادرة الرئيسة اليهودية للجنة السندات والقطع SEC الأميركية منصبها
تركت اليهودية ماري شابيرو Mary Shapiro منصبها على رأس لجنة السندات والقطع SEC الأميركية التي تشرف على الأسواق المالية في الولايات المتحدة، من غير أن يتضح حتى الآن ما إذا كان هذا التطور قد حصل بمبادرة من شابيرو نفسها، أم بإيعاز من الإدارة الأميركية، علماً أن ولايتها في منصبها لم تكن قد إنتهت بعد. وقد إستلمت رئاسة لجنة السندات والقطع بالوكالة نائبة ماري شابيرو اليهودية إيليس والتر Elisse Walter .
والمعروف أن لجنة السندات والقطع تتعرض للإنتقاد الشديد في الولايات المتحدة بعد أن تبين أنها عجزت تماماً عن الإضطلاع بدورها في مراقبة سلامة عمليات البورصة، ما تسبب بحصول عدة فضائح ونكسات مالية كما هو معروف.
ولم تكن ماري شابيرو بمنأى عن هذه الإنتقادات، حيث أنها عجزت عن إصلاح الوضع داخل اللجنة بنظر معظم المراقبين.
هذا، ويؤكد الكثيرون أن لا مجال حقيقي لإصلاح الوضع المالي في البلدان الغربية طالما يتم تعيين المتسببن بالأزمة على رأس الهيئات المالية والمصرفية والرقابية...
الكيان اليهودي "إسرائيل": كاتب يهودي يساري يطالب بـ"تجويع شعب غزة"
ما يزال الكثير من السياسيين العرب "يميزون بين اليهود والصهاينة"، ويدعون بأن ثمة "إسرائيليين" يهود يعملون بنية "صادقة" من أجل "السلام الحقيقي والعادل"، ولا سيما في الأوساط اليهودية اليسارية.
ويعتبر الكاتب "الإسرائيلي" أفرهام ييحوشوا Avraham Yehoshua من أبرز هؤلاء اليساريين "المحبين للسلام". وقد أدلى هذا اليساري ببعض الأقوال التي تكشف عن حقيقة مشاعره في مقابلة أجرتها صحيفة "لا ريبوبليكا" La Republica الإيطالية معه مؤخراً، حيث جاء فيها "على ‘إسرائيل‘ الإقرار بأن غزة عدوة لها وتتصرف على هذا الأساس، لجهة وقف تزويد القطاع بالماء والكهرباء والمواد الغذائية".
لا تعليق...
اللوبي اليهودي في المجر:حزب جوبيك اليميني المتطرف يتضامن مع غزة ويطالب بمراقبة يهود المجر
نظمت الأحزاب القومية المجرية – المصنفة على أنها "يمينية متطرفة"- وعلى رأسها حزب جوبيك Jobbik حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني إبان العدوان اليهودي الأخير على قطاع غزة، وقد إتخذت هذه الحملة عدة مظاهر، مثل تنظيم الإعتصامات أمام السفارة "الإسرائيلية" في العاصمة المجرية بودابيست، أو إصدار البيانات التضامنية مع الفلسطينيين، مع التشديد على فضح حقيقة ممارسات الكيان اليهودي "إسرائيل"، والتي لا تقل بشاعة عما يدعي اليهود أنهم تعرضوا له خلال الحرب العالمية الثانية على أيدي الألمان النازيين (من غير أن يقدموا الدليل الشافي على حقيقة إدعاءاتهم تلك، عكس الممارسات "الإسرائيلية" في قطاع غزة التي كان العالم بأسره شاهداً لها)، وغير ذلك أيضاً.
على الصعيد المجري الداخلي، طالبت الكتلة النيابية الخاصة بحزب جوبيك – وهي كتلة مهمة في البرلمان المجري تضم 44 نائباً – بتسجيل يهود المجر أصحاب الولاء المزدوج للكيان الصهيوني أولاً، وللمجر ثانياً، وذلك على أساس أن هذا الولاء المزدوج يشكل خطراً على الأمن القومي المجري.
وقد أثارت هذه المطالبات المنطقية والمحقّة حملة عارمة ومكثفة ضد حزب جوبيك من جانب يهود المجر، وأيضاً من جانب الأحزاب السياسية المجرية التقليدية من يمينية أو يسارية المرتبطة إرتباطاً وثيقاً بجماعات اللوبي اليهودي بصورة عامة، مع مطالبة البعض بإصدار تشريعات متشددة لمحاربة "العداء للسامية" و"نكران الهولوكوست" المزعوم في المجر...
على أن جميع الدلائل تشير إلى أن الرأي العام المجري بات واعياً لخطر المافيا الإحتكارية اليهودية، ومؤيداً لمواقف جوبيك الشجاعة، علماً بأن تيارات اليمين المتطرف المعادية للوبيات اليهودية تشهد تنامياً مطرداً في شعبيتها في معظم البلدان الأوروبية بالمرحلة الراهنة.
|