نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة:حملات للتضامن مع المرشح لمنصب وزير الدفاع في مواجهة اللوبي اليهودي
إستكمالاً لما ورد في تقرير سابق حول رفض اليهود تعيين أوباما Obama للعضو السابق في مجلس الشيوخ تشاك هاغل Chuck Hagel وزيراً للدفاع، ومع إشتداد الحملة اليهودية الإستباقية ضد هذا الأخير، فلقد قامت عدة حملات للتضامن معه، مع تقديم عدة عرائض عبر شبكة الإنترنت لحثّ الرئيس الأميركي على عدم الخضوع لضغوطات اللوبي اليهودي، والمضيّ قدماً في تعيين هاغل لهذا المنصب، مع العلم أن للسيناتور السابق خبرة عسكرية وديبلوماسية جيدة تؤهله جداً لشغل هذا المنصب من الناحية المبدئية ووفق معايير السياسة الأميركية. وقد حظيت العرائض برواج جيد فاق ما كان يتوقعه واضعوها، وهو ما يعكس مدى تبرّم المواطنين الأميركيين من هيمنة اللوبي اليهودي على مقدرات السياسات الداخلية والخارجية الأميركية، وإنما من الواضح أنه لا يعكس شعبية تشاك هاغل نفسه، حيث أنه لم يكن معروفاً كثيراً في السابق خارج إطار ولايته نيبراسكا (ويحظى هناك بشعبية كبيرة)، وأوساط محترفي السياسة الأميركية.
والجدير بالذكر أن مآخذ اليهود على هاغل ليست أنه يؤيد القضايا العربية في وجه الممارسات "الإسرائيلية" بفلسطين المحتلة، أو أنه "معادٍ للسامية"، وإنما فقط أنه لم يضع توقيعه على عرائض قدمها أعضاء من مجلس الشيوخ بإيعاز من منظمة اللوبي اليهودي "إيباك" AIPAC تدعو إلى وقوف أميركا إلى جانب "إسرائيل" في سياساتها المتطرفة ضد قطاع غزة ولبنان وإيران...
ويبقى أن يتبين ما سيكون عليه خيار أوباما في النهاية، تعيين هاغل بما لا يرضي يهود أميركا، أم الخضوع اللامشروط لمشيئتهم...
مال وأعمال: توجيه التهم لأحد أبرز المسؤولين لدى الشركة المالية اليهودية أس إي سي كابيتال
وجه المحلفون لدى محكمة إتحادية في مدينة نيويورك تهم ممارسة أعمال التجارة الدخيلة insider trading (التجارة الدخيلة تعني إستغلال معلومات سرية حول شركة ما لتحقيق أرباح طائلة في عمليات البورصة، وهو ما يحظره القانون الأميركي على نحو صارم) لأحد كبار المسؤولين السابقين لدى الشركة المالية أس إي سي لإدارة الرأسمال SAC Capital Management ، حيث ثبت لدى المحلفين بأن هذا المسؤول كان قد إستغلّ معلومات حول إختبارات دواء جديد حصل عليها من أحد الأطباء لتدبير عمليات مالية تتعلق بالشركة التي طورت هذا الدواء.
وهذا المسؤول هو السابع من الشركة التي يتم توجيه تهمة التجارة الدخيلة إليه. والمعروف أن رئيس الشركة هو اليهودي الأميركي ستيفن كوهين Steven Cohen ، وأن هناك قناعة عامة سائدة بأنه هو المسؤول الأساسي في هذه الفضيحة المالية، (والتي تورط فيها العديد من اليهود، من دون الدخول في التفاصيل...) على أن معاونيه المُوجهة التهم إليهم لم يتجرؤوا حتى الآن على الإدلاء بمعلومات تتيح محاكمة كوهين نفسه، وليس هؤلاء المعاونين...
على أن هذا الأمر قد يحصل في نهاية المطاف، حسب رأي العديد من المراقبين والخبراء، ما سيقدم برهاناً جديداً على الطبيعة الإختلاسية والفضائحية للشركات المالية اليهودية في الولايات المتحدة وسائر أنحاء العالم.
الحكم على بيتر مادوف السجن عشر سنوات
وفقاً لما كان متوقعاً، صدر حكم قضى بسجن بيتر مادوف Peter Madoff عشر سنين، علماً أن بيتر مادوف هذا هو أخ المختلس اليهودي الشهير برنارد مادوف Bernard Madoff ، وأنه كان يعاونه في عمليات الإختلاس التي قام بها برنارد هذا/ و كانت تحصل بطريقة "سياق بونزي" Ponzi scheme .
وفد إدعى بيتر مادوف أنه كان يجهل الطبيعة الإختلاسية للعمليات، على أن الحكم الصادر ذكر أن هذا الإدعاء "غير قابل للتصديق، بصراحة" frankly, not believable .
هذا، ولا يزال عدد من مساعدي برنارد مادوف ينتظرون المثول أمام هيئات المحاكمة خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة.
إعلام وإتصالات: المواقع الإجتماعية تمارس الرقابة
من المعروف أن المواقع الإجتماعية على شبكة الإنترنت، وعلى رأسها موقع فايسبوك Facebook اليهودي الأميركي الشهير، تحظى بشعبية عارمة في العالم، وفي العالم العربي بصورة خاصة، حيث أن الكثير من المواطنين الساذجين يعتبرون بأنها الوحيدة التي تتيح لهم التعبير بكل حرية عن آرائهم. والواقع أنه كانت لهذه المواقع دوراً بارزاً في أحداث ما يسمّى بالـ"ربيع العربي".
وللتوضيح والتذكير، وبالإستناد إلى مصادر أميركية بالذات وليس إلى مصادر عربية، نورد المعلومات التالية:
- يشغّل موقع فايسبوك عدداً من المستخدَمين غير الأميركيين بأجر ضئيل مهمتهم إزالة بعض المحتويات المنشورة على الموقع وذلك بالإستناد إلى لائحة محددة. وكان من نتائج هذا العمل أن هؤلاء المستخدًمين أزالوا عدة حسابات فلسطينية ولبنانية من الفايسبوك، بالنظر إلى أن المواد المنشورة عليها لم تكن تلائم مشيئة اللوبي اليهودي العالمي.
- تؤكد عدة مصادر قيام موقع الفيديو يوتيوب Youtube بممارسة الرقابة ومنع نشر الأشرطة الفيديوية التي لا تلائم السياسات الرائجة، مع العلم أن غوغل Google اليهودية هي التي تملك يوتيوب.
- موقع ريديت Reddit الإجتماعي الذي تملكه المحموعة اليهودية "منشورات أدفانس" Advance Publications يقوم بمنع نشر بعض فئات المنتديات blogs والأخبار.
بالمختصر، ومن دون الحاجة إلى تعليق كثير، فقد يكون للمواقع الإجتماعية عبر الإنترنت بعض الفوائد على الصعد الإعلامية والإجتماعية، على أنها تبقى خاضعة لمشيئة اللوبي اليهودي في النهاية، ومن هنا لا بد من إيجاد بديل عربي، أو على الأقل بديل غير يهودي للمواقع الرائجة حالياً إذا كان المطلوب التمتع بالفعل لا بالقول بواسطة إعلامية وإجتماعية تضمن حرية الرأي والتعبير في العالم العربي...
أرقام ذات دلالة:تكاليف وأداء نظام "القبة الحديدية"
- تبلغ تكلفة إطلاق كل صاروخ من صواريخ النظام "الإسرائيلي" المضاد للصواريخ والمعروف بالـ"قبة حديدية" 90000 دولار أميركي، مقابل 200 إلى 300 دولار لإطلاق الصاروخ الفلسطيني "القسّام",
- تؤكد مصادر الجيش "الإسرائيلي" أن نسبة الإصابة التي حققتها "القبة الحديدية" لم تتجاوز الـ55% تقريباً (بعض وسائل الإعلام الأميركية إدعت أن هذه النسبة بلغت 90 إلى 95%...)، ما يعني أن النسبة الحقيقية كانت أدنى من ذلك بكثير على الأرجح.
- لقد تم تطوير "القبة الحديدية" بتمويل من الولايات المتحدة بلغ 900 مليون دولار بين 2011 و2012، مع العلم أن لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي عادت وإقتطعت 210 مليون دولار إضافية من الميزانية الأميركية للدفاع الصاروخي لتقدمها إلى "إسرائيل" تعزيزاً للنظام، (ذلك في 4 حزيران/يونيو 2012...)
وبعد هذا كله، تشير بعض الأوساط الأميركية غير الخاضعة للوبي اليهودي إلى أنه لا يحق للولايات المتحدة الحصول على أسرار تكنولوجيا المنظومة "الإسرائيلية" التي تم تطويرها بأموال أميركية، والتي تتطلع الشركة "الإسرائيلية" المنتجة لها إلى تصديرها وتحقيق الأرباح الطائلة من جرائها، وذلك رغم فشلها الذريع على أرض المعركة في حرب غزة الأخيرة...
العالم العربي: "إسرائيل" تتدخل بالأحداث السورية على نحو شبه علني
ما زالت الجمهورية العربية السورية ساحة لأحداث حربية دامية بدأت تأخذ طابع الحرب المذهبية في معظم جوانبها، وفق رأي معظم المراقبين.
ومن دون الإسترسال كثيراً في التعليق، نكتفي بأن نذكر أن فريقاً تلفزيونياً "إسرائيلياً" أجرى تحقيقاً مصوراً في موقع إدلب التي دخلها "الإسرائيليون" عن طريق تركيا، وأن الفريق قام بعمله بين صفوف الجماعات المسلحة المعارضة بهويته "الإسرائيلية" الصريحة، وليس بهويات أخرى على جري عادة الإعلاميين "الإسرائيليين" حين يدخلون بلد عربي...
|