نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة: سجلّ مارتن إنديك في خدمة "إسرائيل" على حساب الولايات المتحدة
بمناسبة تعيين إدارة الرئيس الأميركي أوباما اليهودي الأميركي "الإسرائيلي" الأصل مارتن إنديك Martin Indykوسيطاً "محايداً" بين الفلسطينيين والكيان اليهودي، أعادت بعض الأوساط الأميركية إلى الذاكرة أن إنديك المذكور كان مدير الأبحاث في منظمة اللوبي اليهودي الأميركي اليميني "إيباك" AIPACسنة 1984، وأنه بهذه الصفة تمكن من الحصول على وثائق أميركية سرية في المفاوضات التجارية الدولية التي كانت جارية تلك السنة، ومن ثم إستغلّ المعلومات التي حصل عليها لممارسة الضغط والإبتزاز ضد كل من كان يعارض إبرام معاهدة للتجارة الحرة بين "إسرائيل" وأميركا حينها. وقد تم إبرام هذه المعاهدة بالفعل، وكان من نتائجها أن الشركات الأميركية إشتكت من سرقة "الإسرائيليين" لأسرارها وعن حصول الطرف اليهودي على تنازلات كثيرة من جانب الولايات المتحدة. وقد تم تسجيل بعض الشكاوى بهذا الصدد، كما تم سؤال إنديك نفسه حول الموضوع في مقابلة إذاعية أجريت معه، فلم يعطِ أي تفسير حول كيفية حصول الإيباك على الأسرار التجارية الأميركية.
ومن الناحية العملية، فإن نتيجة معاهدة التبادل التجاري الحر بين أميركا و"إسرائيل" أتت بأن الحركة التجارية بين أميركا والكيان الصهيوني تحولت إلى فائض لصالح الطرف اليهودي بلغت قيمته الإجمالية 100 بليون دولار بين 1985 (تاريخ حصول سرقة الأسرار التجارية الأميركية) و2013، وفق أحدث الإحصاءات المتوفرة...
هذا هو سحل "الوسيط الحيادي" في نزاع الشرق الأوسط بالنسبة إلى أميركا نفسها وليس بالنسبة إلى الفلسطينيين...
تساؤلات حول علاقة زوجة أنطوني واينر بجماعات اصولية
على هامش الفضيحة الجنسية غير المنتهية للنائب اليهودي السابق أنطوني واينر Anthony Weinerالذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي له لمنصب عمدة مدينة نيويورك، أثارت بعض الأوساط اليهودية والمحافظة تساؤلات حول علاقة زوجة واينر هوما عابدين Huma Abedinبالأوساط الإسلامية الأصولية، وبصورة خاصة جماعة الإخوان المسلمين، في حين أن بعض الأوساط اليهودية الأخرى تجندت بقوة للمدافعة عنها...
والجدير بالذكر أن هوما عابدين باكستانية الأصل وهي إمرأة ملتزمة بممارسة الديانة الإسلامية، أو هذا ما تصرح به على الأقل، وهي خبيرة في السياسة الخارجية عملت مساعدة لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون Hillary Clintonوكانت مقربة جداً من هذه الأخيرة. ومن دون الدخول في هذا النقاش الأميركي الداخلي الطابع حول حقيقة علاقات وميول هوما عابدين، لا من باب تأكيد ولا من باب نفي مسألة ما إذا كان لها علاقة بالجماعات الإسلامية الأصولية، لا بد فقط من الإشارة إلى وجود إشارات عديدة حول وجود صلات بين بعض الجماعات الأصولية المتشددة بالعالم العربي، وبصورة خاصة في كل من مصر وسوريا، والكيان اليهودي "إسرائيل"، مع حصول الجماعات السلفية بسوريا على سلاح "إسرائيلي"، وإشادة المخابرات الـ"إسرائيلية" أكثر من مرة بالعلاقة الجيدة التي كانت قائمة مع الحكومة المصرية حين كان محمد مرسي ما يزال رئيساً لمصر. نعود ونؤكد عدم إمكانية تأكيد أو نفي أي شيء لجهة علاقة هوما عابدين بالأمر، على أنه لا بد من أن ثمة حقيقة ثابتة وهي أن هوما المذكورة تقول أنها مسلمة ملتزمة بدينها، ومع ذلك فلقد تزوجت رجلاً سياسياً أميركياً يهودي وصهيوني ملتزم، كما أنها أبدت إخلاصها لهذا اليهودي حتى الآن على الرغم من جميع الفضائح الجنسية التي تورط فيها...
الكيان اليهودي "إسرائيل": دعوة شبه رسمية لدعم تنظيم "القاعدة"
قال ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الاحتياط، والاستاذ الجامعي في معهد بيغن ـ السادات بجامعة بار إيلان "الإسرائيلية" موردخاي كيدار، إن هناك نقاشا رسميا في "إسرائيل" لدعم تنظيم"القاعدة" في كل من سوريا ولبنان لمواجهة "حزب الل"ه على الأراضي اللبنانية والسورية. ولفت كيدار إلى أن "المصلحة ‘الإسرائيلية‘ تكمن في تعزيز مكانة تنظيم القاعدة في سوريا ولبنان، وبشكل خاص جبهة النصرة،" ذلك أنها "التنظيم الوحيد الذي يجيد قتال الحزب الشيعي، ولأنها الجهة التي تشترك مع ‘إسرائيل‘ في عداوتها للحزب"، مشيرا إلى أن انتصار "القاعدة" على حزب الله وسيطرتها على لبنان وسوريا"لا يشكل سوى تهديد تكتيكي لـ‘إسرائيل‘".
لا تعليق...
مال وأعمال: محكمة أميركية تدين مستخدماً سابقاً لدى غولدمان ساكس لخداعه الزبائن
قررت محكمة أميركية ناظرة في القضايا المالية إعتبار الوسيط المالي الفرنسي الجنسية الأميركي الإقامة فابريس توري Fabrice Tourreمذنباً بتهمة خداع زبائن الشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachsسنة 2007، وذلك حين قدم لهم إرشادات خاطئة حول كيفية الإستثمار في الأسواق المالية. وكان أن إتباع هذه الإرشادات الخادعة ألحقت خسائر فادحة بالمستثمرين نتيجة للأزمة المالية التي نشبت بعد ذلك بقليل، لكنها أدت بالمقابل إلى تحقيق غولدمان ساكس أرباحاً قياسية... ولم تتقرر بعد العقوبات التي سوف يتم فرضها على فابيرس توري.
وكانت غولدمان ساكس قد لوحقت بهذه القضية، لكنها تمكنت من إنهاء النزاع عن طريق إبرام تسوية مع لجنة السندات والقطع SECالتي تشرف على الأسواق المالية الأميركية، حيث سددت غرامة بقيمة 550 مليون دولار في 2010، من غير أن تقرّ بإقترافها أي ذنب حينها... أما توري، فإنه بقي يعمل لدى غولدمان ساكس حتى عام 2012 حين ترك الشركة، لتتم ملاحقته وحده بهذه القضية. وكان تعليق محاميه على الحكم بإدانة موكله أن توري هو "كبش الفداء" في أزمة تسببت بها قوى إقتصادية أكبر حجماً منه بكثير... ومن الواضح أن المحامي يقصد بذلك غولدمان ساكس نفسها، مع العلم أن العديد من المعلقين والخبراء الأميركيين يشاركونه هذا الرأي تماماً...
إعلام وثقافة: اليهود يطالبون بمنع مجلة ألمانية لم تخالف أي قانون نافذ...
طالب "مركز سايمن وايزنتال" Simon Wiesenthalاليهودي المتخصص في مطاردة و"إصطياد" النازيين السلطات الألمانية بمنع مجلة "دير لاندسير" Der Landser المتخصصة بنشر روايات مستوحاة من أحداث الحرب العالمية الثانية والموجهة للأحداث بصورة خاصة. أما سبب المطالبة بمنع هذه المجلة، فإنه ليس أنها نشرت دعايات ذات الطابع "النازي"، أو أنها أشادت بالزعيم الألماني الراحل أدولف هتلر، أو دعت لكره اليهود وما شابه، وإنما فقط أن المجلة تنشر روايات تدور أحداثها وشخصياتها حول العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة الألمانية خلال الحرب، وذلك على نحو "عادي"، والمقصود بالـ"عادي" أن الروايات تصور القوات المسلحة الألمانية من غير التنديد الدائم بالـ"بربرية النازية"، أو التذكير بخرافة الـ"هولوكوست" أي المحرقة التي يدعي اليهود التعرض لها أثناء الحرب على أيدي النازيين...
بالمختصر، فإن شكوى اليهود هي أن المجلة المذكورة لم تقم بأية دعاية تدعم النظريات والمرويّات اليهودية بالنسبة إلى الحرب العالمية الثانية، وليس أن المجلة تروّج للنظريات النازية وللعداء للسامية...
والجدير بالذكر أن مصادر موثوقة للمعلومات مثل موسوعة ويكيبيديا wikipediaعلى الإنترنت وسواها وصفت المقالات التي تنشرها المجلة الألمانية بأنها دقيقة وصحيحة بصورة عامة، على أنها "تفتقر" إلى "التعليقات المناسبة" التي من شأنها جعل قرائها يؤيدون النظريات والخرافات اليهودية إزاء الحرب العالمية الثانية...
مع التذكير بأن إصرار اليهود الدائم بالتذكير بخرافة "الهولوكوست" يهدف أولاً إلى تبرير حصولهم على تعويضات مالية طائلة تشكل أحد أهم مصادر الدخل عندهم، وثانياً لجعل الرأي العام غير اليهود يشعر العطف والشفقة إزاء ما "تعرض له الشعب اليهودي من مجازر ونكبات على أيدي النازيين"، وبالتالي ينحاز عاطفياً إلى جانب كل ما هو يهودي، وبصورة خاصة الكيان الصهيوني "إسرائيل",
وقد شهدت الفترة الأخيرة تزايد لافت لإصرار اليهود على تذكير الرأي العام بخرافة الهولوكوست، وقد إرتدى هذا التزايد أشكالاً عديدة مثل تعقب آثار "مجرمي حرب" نازيين مزعومين تجاوزوا المئة عاماً من العمر (في حال بقائهم على قيد الحياة حتى هذه الساعة طبعاً...) أو ملاحقة أية جهة لا تلتزم النظريات اليهودية إزاء الحرب العالمية الثانية إلتزاماً كاملاً وغير مشروط، كما هو الحال بالنسبة إلى المجلة الألمانية المذكورة... وبعد ذلك ثمة من يدعي إحترام حرية الرأي والتعبير...
أما سبب هذا التزايد اليهودي للتذكير بخرافة "الهولوكوست" وما يدعي اليهود أنهم تحملوه خلال الحرب العالمية الثانية، فيعود إلى أن ما يقارب السبعة عقود قد مرت على نهاية الجرب العالمية الثانية، ويخشى اليهود أن يتسبب مرور الوقت بنسيان العالم للـ"هولوكوست" المزعوم، وبالتالي يرفض الرأي العام مواصلة دفع التعويضات المالية لليهود، وثانياً أن السمعة اليهودية قد تلطخت كثيراً في السنوات الأخيرة بسبب فضائحهم ومضارباتهم المالية، وأيضاً بسبب ممارساتهم البربرية بفلسطين المحتلة، وبالتالي لا بد من إيجاد ما يوازن أو يعوّض عن هذا التراجع في شعبية اليهود بالنسبة إلى غير اليهود...
www.zionist-lobby.com
|